الإرهابية تناور بـ”المصالحة” أملًا في العودة للمشهد

 

لا يزال تنظيم “الإخوان” الإرهابي، الذي يعاني انقسامات غير مسبوقة، يحاول الخروج من أزمته، عبر الترويج بوجود مبادرات للمصالحة مع الدولة، التي أكدت مرارًا أنه لا تصالح على الدم، أو من تورط في أعمال عنف وإرهاب ضد الشعب.
وأعلن الرئيس  المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أيام، وقف مد حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ سنوات، كما أفرجت السلطات عن عدد من النشطاء السياسيين البارزين من غير منتسبي تنظيم الإخوان خلال الفترة الأخيرة في مرحلة ما قبل الإحالة للمحاكمة.
ووفق ما تم تداوله على مواقع التواصل، فإن رسالة مكتوبة بخط اليد، وكُتب عليها أسماء ستة سجون مصرية، طالب الموقعون عليها أطراف الصراع بـ”التوقف لإنهاء معاناة أسرهم وإعادتهم للحياة”، وجاء في الرسالة أنه بعد رحيل الرئيس السابق محمد مرسي أصبح للبلاد رئيس شرعي ودستور وقوام دولة كاملة، وأن مبادرتهم تأتي وفقًا لما تم التصريح به خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

 

نفي الداخلية المصرية
الداخلية من جانبها، كررت مرتين في بيانين رسميين خلال الشهر الجاري عدم صحة إرسال أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين من المسجونين طلبات للمصالحة مع الدولة بوساطة الأزهر، وذلك بعد تداول مواقع التواصل الاجتماعي رسائل مكتوبة بخط اليد منسوبة لأعضاء في الجماعة قيل إنها مسربة من داخل السجون.
الباحث في الشؤون الراديكالية، مصطفى أمين، يقول لـ”الرئيس نيوز”: “المصالحة مستبعدة، ولا فائدة من إتمامها، والجماعة هي من تريد إعادة بعث نفسها عبر تلك الأمور؛ إذ لم يعد لها أي حضور في الشارع، كما أنها فقدت التعاطف والمظلومية في الشارع”.
يوضح أمين، أنه حتى ولو افترضنا جدلًا أن هناك من بعث برسائل للمصالحة، فمن المؤكد أن الدولة لا تثق في تلك الرسائل، خاصة وأن التيار الإسلامي في عمومه فشل قبل سابق في فرة المراجعات الفكرية.
وساطة الأزهر
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها تنظيم الإخوان عن المصالحة، يعد الحديث عن مبادرة من شباب الجماعة في السجون للتوصل لتسوية مع السلطات المصرية أمراً جديداً، لكن تداول الأمر في المرة الأخيرة أشار إلى أن أعضاء الجماعة المسجونين طلبوا وساطة مؤسسة الأزهر في الأمر.
وفي أول تعليق من الأزهر على تلك الشائعات، قال الأزهر في بيان رسمي إنه من الممكن أن يساعد الشباب المسجونين من تنظيم الإخوان في العودة إلى الفكر الوسطي، لكن ذلك لا يعني التدخل في الشؤون القضائية.
تسريب جدبد 
وفي أحدث التسريبات التي تتناقلها مواقع التواصل، لقيادات تنظيم الإخوان، نشر تسريب للقيادي الإخواني الهارب إلى دول البلقان أحمد مطر، وهو أحد القيادات المحسوبة على جبهة لندن التي يمثلها إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعماله.
يقول مطر في رسالته الصوتية المسربة، والتي تناقلتها وسائل إعلام محلية “لقد ابتلينا منذ عام 1954 إلى عام 1974، بمجموعة جديدة دخلت الإخوان وهم ليسوا من الإخوان، تنظيم سري، محمود عزت ومن على شاكلته، وبدأوا في تصعيد عناصر من ذوي الطاقات المحدودة، مثل محمود حسين ومحمود غزلان ومحمود عبدالرحيم ومحمود إبراهيم، ومحمود الإبياري، وكل من اسمه محمود، واستبعدوا الوجوه الأخرى مثل عبدالمنعم أبو الفتوح وعصام العريان، وحلمى الجزار ومحمد البلتاجي”.
يتابع قائلا وفقا للتسريب: “إن المجموعة التي دخلت الإخوان من العام 54 إلى العام 74 كانوا من مواليد الفترة من العام 35 إلى العام 49، هؤلاء تسللوا في وقت عبد الناصر الذي كان يمنع الإخوان ويحظر نشاطهم، لذا انضموا للتنظيم السري، خاضعين للاءات الثلاث وهي لا تفكير ولا إبداع ولا طموح”، داعياً أن تصيبهم “ساحقة ماحقة تخلص الجماعة منهم”.

 

اعترف مطر أن “التنظيم السري للإخوان كان يطرد أي مبدع”، مؤكدا أن “محمود حسين لا عقل له ولا تفكير، وإنه يذهب بالتنظيم والجماعة إلى الجحيم”. واستشرف مستقبل الإخوان بعد سلسلة الصراعات الحالية، فيقول مطر: ولو حدثت معجزة ورجعنا (عدنا للمشهد) ستكون معركة بينا نحن (الجماعة)، في إشارة إلى صعوبة عودة جماعته للمشهد، ومدى التناحر بين الجبهات الإخوانية”.

زر الذهاب إلى الأعلى