حركة حماس جماعة خارجة عن القانون الفلسطيني

كتب – ابراهيم ابراش
في اليوم التالي لانقلاب حماس على السلطة والنظام السياسي صدر عن الرئيس أبو مازن القرار رقم (257) لسنة 2007م بشأن اعتبار القوة التنفيذية ومليشيات حماس خارجة عن القانون الفلسطيني، إلا أنه كان مجرد حبر على ورق حيث واصلت حماس سيطرتها على القطاع وتأكيدها أنها فرع من جماعة الإخوان المسلمين ، ثم ربطت نفسها بإيران ومحور المقاومة ،كل ذلك أخرجها من توصيف حركة مقاومة فلسطينية، وبالأساس هي لم تحمل هذا الاسم بل كانت حركة مقاومة اسلامية.
بالرغم من ذلك مدت المنظمة يدها لحماس في عشرات جولات المصالحة لتدخل في منظمة التحرير وتصبح جزءاً من الحالة الوطنية وتنهي سيطرتها على القطاع ولكن بدون فائدة.
الآن، وبعد ما تسببت به الحركة لأهالى القطاع ، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من خراب ودمار وفوضى وجوع وكل القضية الوطنية بعد طوفانهم الملتبِس من حيث جهة اتخاذ لقرار والهدف منه، وغير المدروس جيداً، وبعد أن أصبحت حركة حماس تتفاوض ليس من أجل الدولة الفلسطينية ولا من أجل القدس وحماية المقدسات ولا من أجل تبييض السجون ولا من أجل عودة اللاجئين ولا من أجل وقف حرب الإبادة على غزة وانسحاب جيش الاحتلال… بل تتفاوض لضمان بقائها في المشهد وفي حكم ما تبقى من القطاع حتى في ظل الاحتلال، وبعد أن أصبح مخطط تهجير سكان غزة محل تداول من طرف ترامب وكل وسائل الإعلام الدولية…
لكل ذلك ولإنقاذ ما يمكن انقاذه من شعب وأرض وقضية وطنية ،نعيد التأكيد على ما سبق وطالبنا به مع بدء الاجتياح البري للقطاع وهو على حماس أن تخرج من المشهد وتحل ما تبقى من كتائب عسكرية وتقبل بأن يكون قطاع غزة منزوع السلاح إلا بما يضمن الأمن الداخلي من رجال شرطة غير تابعين لها ،وتسلم كل ملف المفاوضات ومستقبل غزة بعد الحرب إلى منظمة التحرير أو لجهة عربية ودولية، وإلا يجب على السلطة ومن خلال الجهة محل الاختصاص إصدار قرار باعتبار كل أنشطة حركة حماس العسكرية والتنظيمية العاملة في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة وغزة خارجة عن القانون الفلسطيني الذي يقول بوجود سلطة واحدة وسلاح واحد في المناطق الخاضعة لنفوذ السلطة وتبليغه للأمم المتحدة وكل دول العالم حتى لا يتحمل الشعب والقيادة المسؤولية عن تصرفاتهم، وحتى يتم نزع الذرائع من العدو لتوظيف ممارسات حماس لعقاب كل الشعب الفلسطيني.
هذا القرار لا يتعارض ومبدأ مقاومة الاحتلال ولا يُجرم المقاومة الوطنية بشكل عام ، وأرض فلسطين واسعة ومن يريد المقاومة فليمارسها هناك حتى لا يمنحوا العدو مبررا لاقتحام مناطق السلطة وتدميرها كما فعلوا في قطاع غزة. ونكرر ما قلناه سابقا بأن أرقى أشكال المقاومة في هذه الأوقات الحرجة هي تثبيت حضور وصمود شعب فلسطين على أرضه ولتعتبر فصائل المقاومة وقف العمل العسكري الآن استراحة مقاتل الى حين تغيير الظروف محلياً وإقليمياً ودولياً.