حماس بين بيع الامن للاحتلال وحكمة التجار

حماس بين بيع الامن للاحتلال وحكمة التجار

بقلم / زيد الايوبي
القدس
لم اكن انوي الكتابة في هذا الموضوع ابدا وقد راقبت التحضيرات الاسرائيلية لمسيرة الاعلام واقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى وتأكيدات القيادات الاسرائيلية على انه لن يتم تعديل مسار وبرنامج المسيرة وهي قادمة لا محالة الى باب العمود وبرنامج اقتحامات المسجد كما هو،،في المقابل كانت التهديدات الحمساوية في غزة وفنادق قطر تسيطر على المشهد الفلسطيني وهذا يحيى السنوار يتوعد ويهدد بانه سيحرق الاخضر واليابس وانه يمتلك القدرة على اطلاق ١١١١صاروخ في رشقة واحدة اكراما للمسجد الاقصى وشوهد اسماعيل هنية في احدى فنادق الدوحة يدق طبول الحرب ويهدد بان المنطقة ستشتعل اذا صممت حكومة بينيت على المسيرة وهذا طبيب الاسنان محمود الزهار وضع خطوط حمراء للمستوطنين وتوعدهم في انه حال اجتيازها سيدمر تل ابيب ،كل هذا كوم والمحللين السياسيين والاعلاميين والطبالين وكل جوقة حركة الشنطة القطرية كانوا جميعا يتحدثون بلسان واحد بان الحرب اقتربت وان يوم ٢٩/٥/٢٠٢٢ سيكون يوما تاريخيا ومفصليا لان حماس ستمطر كيان الاحتلال بالصواريخ وبعض اعضاء الجوقة الحمساوية قال انه على كيان الاحتلال ان يجهز الملاجيء ويتفقد صفارات الانذار جيدا ،المشهد الاعلامي الذي صنعته حماس كان يحبس الانفاس فشعبنا في غزة غير قادر على خوض اي حرب جديدة، هو صحيح صامد وثابت لكنه منهك ومتعب ولا زال يلملم جراحاته التي لم تبرأ بعد من اثار الحرب الاخيرة قبل عام.
في صباح يوم الاحد ٢٩/٥/٢٠٢٢ باشر المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الاقصى في الصباح والارهابي ايتمار بن غفير اقتحم الاقصى وداس على كل الخطوط الحمر التي وضعها المقيم الدائم في فنادق الدوحة وعشرات الالاف من المستوطنين دخلوا باب العمود والشعب الفلسطيني يواجه المسيرة والاقتحامات بالتحدي والصمود وعزيمة لا تلين فرفع العلم الفلسطيني في سماء المسيرة وحولها لكنه لا ينتظر الرد والانتقام الذي وعد به السنوار ولكن ها هي المسيرة تدخل شوارع القدس والمستوطنين شتموا المسلمين والعرب وتعرضوا لسيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه ورفعوا العلم الاسرائيلي ولا زال الرد من السنوار والزهار وهنية والنونو والنونو والفوفو لم يأتي بعد ،،فعم الشعور بالخذلان من ابطال الشنطة القطرية اوساط الشعب الفلسطيني والجميع راح يسأل اين الرشقات الصاروخية والضفادع البشرية واين فرقة الضيافة المقنعة الحمساوية التي شاهدناها توزع امر وماء في رمضان على الصائمين في شوارع الضفة واين من وعدونا بحرق الاخضر واليابس ؟؟لكن لا حياة لمن تنادي …
الغريب في الامر هو ان جوقة التحميس والتهليس الاعلامية التي كانت تشحن الناس وتهيئ الاجواء لتدخل فرسان الفنادق القطرية في المعركة غيرت النغمة الحربية وبدأت تعزف لحن الحنان والحكمة فتغير خطابهم الذي كان يدق طبول الحرب الى خطاب تبريري يختبيء حول شعارات حكمة قيادات الفنادق والنضوج السياسي الواضح في التعامل مع المتغيرات الاستراتيجية ووعي السنوار والنونو لما يريده الاحتلال من جرنا الى مربع المواجهة العسكرية ،،
في العام الماضي عندما انتقد الناس اطلاق الصواريخ الحمساوية كان كل منتقد جاسوس وبائع للوطن والتهم كانت جاهزة وهذا العام اصبح عدم اطلاق الصواريخ حكمة ونضوج وما الذي تغير بين الامس واليوم ؟؟بالطبع لا شيء ،،هي التجارة بالقضية وليس الحكمة لانه لو كان عدم التدخل الصاروخي مرتبط بالحكمة والنضوج لوفرت حماس على شعبنا اربعة حروب شربت من دمائنا واكلت من لحمنا ،،
عدم تدخل حماس هذا العام لم يكن حكمة ولم يكن نضوج سياسي لكنه كان بكل وضوح تجارة وسمسرة واستثمار في قضايانا الوطنية ،،مقابل الحصول على الشنطة القطرية وتأمين حياة قيادات حماس على حساب معاناة اهل غزة ووحدة شعبنا وتماسكه،،اعجبني تعليق للمرحوم نزار بنات خلال مقابلة معه على تلفزيون وطن عندما علق على الشنطة القطرية واثارها السحرية قائلا ( هذا بيع الامن وهو مشروع ) فبيع الامن للاحتلال بالنسبة لحماس هو تقربا من الله وصون للشريعة وفيه مفاتيح الجنة ،،
اليوم اشعر بالسعادة الكبيرة لانه ما كنا نقوله سابقا لوحدنا ونتحمل من اجله الكثير من الاتهامات والاساءات اصبح يشكل القناعة الراسخة عند غالبية ابناء شعبنا وكأننا كنا نرى ما لا يراه غيرنا في حينه وهذا ان دل على شيء فانما يدل على صحة المثل البريطاني الذي يقول ( قد تستطيع ان تخدعني بعض الوقت لكنك لن تستطيع ان تخدعني كل الوقت) والرهان دائما على وعي شعبنا فخير سلاح نواجه به تجار الدين والقضية وبائعي الامن للاحتلال هو الوعي والصبر والاصرار على التغيير،،وشعبنا عظيم وشجاع وقادر على معاقبة كل من باعونا الوهم ،،،

قد يعجبك ايضا