اسماعيل هنية : الاغتيال في عقر دار الحليف و الصمت المريب

وكالة وطن 24 الاخبارية :اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، يوم الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024، بينما كان في العاصمة الايرانية طهران، لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

وسارعت إيران وحماس إلى اتهام إسرائيل، التي من جهتها لم تعلق على الاتهام، فيما ذهبت بعض القراءات إلى توجيه أصابع الاتهام إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) مباشرة.

 موقع أكسيوس الأمريكي نقل عن مصدرين “مطلعين” أن الموساد “فجّر قنبلة كانت مزروعة في غرفة هنية” بمقرّ إقامته الرسمي في العاصمة الإيرانية طهران.

“لا أحد آمِن في هذا البلد”

وفي مقال نشرته مجلة فورين بوليسي، أشارت مور-غلبرت وبهذه العملية، لم تضع إسرائيل إيران في موقف محرج فحسب، وإنما استطاعت  أن تبثّ، ومن قلب طهران، رسالة مفادها أنه “لا أحد آمِن في هذا البلد”.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين قولهم إن هذا الاختراق يمثل “فشلاً كارثياً على الصعيدين الاستخباراتي والأمني الإيراني، كما يضع الحرس الثوري الإيراني في حرج شديد”.

“هشاشة مذهلة”

يرى آرون ديفيد ميلر، زميل مركز كارنيغي، أن هشاشة الأجهزة الأمنية الإيرانية “مذهلة”، مضيفاً -على حسابه عبر إكس (تويتر سابقاً)- أن على إيران أن تضع ذلك في حساباتها عندما تفكر في مواجهة موسعة وطويلة المدى مع إسرائيل.

اقرأ/ي أيضا عميل من الداخل ..هكذا تم اغتيال محمد الضيف

“الصمت المريب” 

ذهب الرجل شهيدا، وتعالت الاصوات بعد الحدث مطالبة بالثأر والرد، امتدت الاصوات من طهران الى لبنان وصولا الى الدوحة…الخ، ولكن وبعد أكثر من شهرين على الحدث الاستثنائي ،الذي تمثل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في عقر دار الحليف (ايران) يعم صمت مريب على الحدث ، لم نعد نسمع ضجيج التصريحات النارية ، ولا التهديدات المجلجلة.

المريب بشكل أكبر هو الصمت على السبب والمتسبب بهذا الاستهداف، فلم تكلف قناة الجزيرة، ولا بطل تحقيقاتها الاستقصائية (تامر المسحال) ان تكشف (ما خفي) في قضية اغتيال هنية، ولم يتنطح محللوها الجهابذة في العلوم العسكرية والامنية في الاجابة على اهم سؤال لم تجب عليه ايران حتى اليوم وهو، كيف تم اغتيال هذه الشخصية الفلسطينية ومن المتورطين في القضية؟ .

و هنا لنا ان نضع سيناريوها اخر يقول : ماذا لو ان هذا الاغتيال تم في اية دولة عربية خلال زيارة هنية لها؟

هل ستقف سيناريوهات حماس، وماكينة الشر الاعلامية (قناة الجزيرة)، وأذرع اعلام جماعة الاخوان المسلمين الممتدة حول العالم، عند حدود الصمت المريب الذي تقف اليوم في مربعه؟ 

والإجابة بالتأكيد (لا)كبيرة ، ولكانت حتى اليوم كل الأخبار على شاشة الجزيرة ، و كل الصفحات، والذباب الالكتروني، والمثقفين المشتبكين ، والمحللين الاستراتيجيين، و  مختصي اللطم السياسي،  تمارس كل اشكال التشكيك والتخوين والتحريض .  اما وأن الرجل هنية اغتيل تحت عباءة الملالي في طهران (عاصمة دعم المقاومة) ، ودفن في الدوحة، فاننا نرى أن الملف أغلق وكان شيئاً لم يكن .

زر الذهاب إلى الأعلى