ردا على سخافات اسامة حمدان
وكالة وطن 24 الاخبارية: من موريتانيا حيث هرب بعيدا عن بيروت خوفا على حياته خرج القيادي في حماس أسامه حمدان ليصرح ويصف أهل غزة ومن يتحدثون عن وجعهم ومعاناتهم أنهم جبناء وعملاء للاحتلال.
من جديد.. يواصل أسامة حمدان هرطقاته وتخبيصاته متهما منتقدي قتال حماس بالمنافقين وعملاء الاحتلال والضعفاء والجبناء وقائمة من الشتائم. متلاعبا بالآيات القرآنية. ومستخفا بمعاناة الغزيين الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم. يريد أن يقمعهم ويقمع رأيهم. زيادة على ما يفعله الاحتلال بهم.
وردا على سخافات حمدان :
أولا: حماس أسست سنة 1988. الشعب الفلسطيني عرف القتال قبل حماس بعشرات السنين. وخاض آلاف المعارك والمواجهات والعمليات الفدائية ضد الانجليز من ثلاثينيات القرن الماضي وقبل ذلك. ثم قاتل الاحتلال سبعة عقود. ولم تبدأ معرفته بالقتال مع تأسيسها أو بسببها.
ثانيا: لا يوجد أي فلسطيني يختلف على مبدأ قتال العدو. ولكن الاختلاف موجود من حيث التوقيت والأهداف والظروف.
حماس نفسها تؤمن بأن للقتال وقته وأهدافه. وليس مطلقا. وأرشد السيد حمدان إلى بعض الأحداث السابقة:
١. حماس كانت تعتقل مطلقي الصواريخ على الاحتلال في غير الأوقات التي تريدها. أو على غير توقيت الغرفة المشتركة.
2. مقابلات مطولة لقادة حماس خاصة أبو مرزوق يتهم الجهاد في حروبها مع الاحتلال بأنها تهدد حالة السلم والأمن في غزة.
3. فيديوهات موثقة للزهار يتهم فيها مطلقي الصواريخ على الاحتلال بالعملاء الذين يريدون توريط حماس . وغيرها.
إذن. ليس الهدف من توضيح هذه النقطة استدعاء ماضي سيء. ولكن لتأكيد أن القتال يخضع لموازنات وفهم عميق بالتوقيت والسياق والظروف.
وانتقاد المنتقدين لقتال حماس الحالي. ليس انتقادا لمبدأ القتال والمقاومة نفسه. ولكنه انتقاد للتوقيت والأهداف والظروف وقصور الوعي في فهم التوازنات. والواقع الكارثي الذي وصلنا إليه اليوم يؤكد أن رأي المنتقدين هو الصحيح.
رابعا: لا يجوز تبني خطاب مزدوج للخداع والتلاعب بمشاعر الناس. حين تفلس من تقديم المبررات السياسية والإقناع والأهداف تهرب إلى الآيات القرانية.
لا يجوز تشبيه المنتقدين بالمنافقين من سورة التوبة (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) مع تشبيه حماس بالصحابة. ففي ذلك تخوين لا تحتمله حالتنا الوطنية ولا الإسلامية. لا المنتقدين تنطبق عليهم صفات المنافقين. ولا حماس تنطبق عليها صفات الصحابة.
حتى الآيات القرانية لا تمنحك صكا مفتوحا للعبط والاستهبال. الجهاد في الإسلام محكوم بضوابط وحدود وأنواع واضحة لحماية النفس والدين. وليس مطلقا كما تظن. كلما أفلس الواحد. استحضر آيات في غير مناسبتها.
وقد وضحنا ذلك في أكثر من من منشور . أن الجهاد ليس عملا اعتباطيا ولا ارتجاليا ولا مبررا يتخذ ذريعة بعد الإفلاس السياسي.
خامسا: لا تزال الناس تسأل إلى الآن. ولم تجبهم: لماذا يبادون ويقصفون ويعدمون كل لحظة. وكل يوم بالمئات. ويتعذبون في الخيام والجوع منذ أكثر من عام؟ لماذا هذا القتال يستمر. وما هو الهدف السياسي أو الشرعي مما يحدث؟
إن كان لديك سبب سياسي مقنع. فقدمه لنا. حتى نعذرك.
وإن كان لسبب جهادي إسلامي. فوضح الأسباب. والاعتبارات الشرعية للاجتهاد وضوابطه وأهدافه التي تدعو لذلك؟. مع العلم أن مفتي الاخوان القرضاوي لا يجيز الحرب التي نعيشها على اعتبار أنها من جهاد الاختيار الذي تهلك فيه أرواح المسلمين في اختلال توازن القوة.
سادسا: لا يجوز يا حمدان لا وطنيا ولا أخلاقيا ولا شرعيا. أن تخلط الحابل بالنابل في خطاب شعبوي للموريتانيين وغير الموريتانيين من أجل جمع الأموال. بينما نحن نسحق هنا.
سابعا: إن كانت حماس قررت القتال كما تقول لأسباب شرعية. فلماذا الآن تستنجد بالرئيس الأمريكي. وتستنجد بمجلس الأمن لوقفه؟ هل المجاهد في سبيل الله يتوسل الكفار ومجلس الأمن لوقف القتال؟ وأين النصر أو الشهادة؟. وهل انتهت الأسباب الشرعية للقتال؟.
وإنني أرجو من الأخوة العقلاء في حماس أن يمنعوا حمدان من التصدر للتصريحات والخطابة على الأقل في هذه الفترة. فهو يسيء للحركة أكثر من خدمته لها.
كتب : تيسير عبدالله