رغم قرار الرئيس بالإعفاء ..داخلية حماس تفرض رسوما خاصة على هويات “لم الشمل”

 

وكالة وطن 24 الاخبارية : بعد سنوات عجاف صبروا خلالها بالوجع وذاقوا المر بلا هوية فلسطينية تثبت وجودهم على أرضهم، ليستطيعوا من خلالها الحصول على الخدمات كغيرهم من المواطنين، إلّا أنّ العقبات لا زالت تحاصر حياتهم رغم فرحتهم بحصولهم على قرار لم الشمل.

هذا هو حال المواطن الغزي الذي صدر اسمه بين صفحات الفلسطينيين الحاصلين على قرار “لم الشمل” ليتم اصدار هوية فلسطينية له، وذلك بعد موافقة اسرائيلية أعلنته وزارة الشئون المدنية التي يترأسها الوزير حسين الشيخ.

فالمواطن أصبح سجيناً للقرارات التي تتعامل بها الداخلية التابعة لميليشيا حماس في غزة، وحول المبلغ الذي يتم دفعه ليتم اصدار هويته، وهو الأمر الذي لم يستطع المئات منهم حتى اللحظة الحصول على المال أو حتى أن يكون لديهم مصدر رزق ليستطيعوا تدبيره من أجل استكمال فرحتهم باستلامهم هوية فلسطينية.

تامر مازن عليان 33 عاماً صحفي من غزة، جاء إلى القطاع عام 98 قادماً من المملكة السعودية، وعاش حتى عام 2008 يلا هوية أو حتى بطاقة تعرفية، وفي عام 2008، أصدرت داخلية غزة لهم بطاقة تعريفية ليستطيع من خلالها الحصول على خدمات وغيرها داخل القطاع.

وأكد عليان في حديثه لـ”أمد للإعلام”، أنه يتم دفع مبلغ 360 شيكل تحت مسمى بند “لم شمل” بعيداً عن الاجراءات الأخرى وهي: طلب استخراج هوية و4 صور شخصية وغيرها بإجمالي مبلغ 402 شيكل.

وأوضح، بعد انتهاء تقديم الطلب ووضع رقم الهوية، سيتم ارسالها إلى الضفة الغربية والجانب الإسرائيلي ليتم اعتماد الهوية رسمياً وتعاد لاستلامها في غزة.

وشدد، أنّ مبلغ الـ400 شيكل اجراء قانوني سواء في غزة أو بالضفة الغربية، فالأمر ليس متعلق بداخلية حماس فقط، فهذا قانون الأحوال المدنية لسنة عام 1994 الذي سارت عليه الداخلية بغزة حتى بعد سيطرت حماس على الحكم في قطاع غزة عام 2007.

ونوه، أمّ هوية لم الشمل مبلغها هو 360 شيكل واستخراج الهوية يساوي 6 دنانير، وهذا القانون يعتمد أن الدينار يساوي 6 شواكل ثابت حتى في خال انخفاضه أو ارتفاعه بالسوق.

وأشار، إلى أنّ الشئون المدنية ليس لها دخل اطلاقاً بهذا الأمر، هي فقط تتواصل مع الجانب الإسرائيلي لاصدار الموافقة، فيما يتم باقي الاجراءات بوزارة الداخلية.

مثنى النجار من مدينة خانيونس وهو صحفي أيضا وحصل على لم الشمل بعد سنوات عانى خلالها من عدم وجود هوية فلسطينية تنقذه من الكثير مما تعرض له وخدمات عديدة لم يحصل عليها.

النجار أكد، أنه كان متوقع بأن هوية لم الشمل التي سيحصل عليها، هي مكرمة من الرئيس محمود عباس ووزارة الشئون المدنية، وإن كان هناك رسوم فقد تكون رمزية فقط.

وتابع، أنه نتيجة الخلاف الذي يحدث منذ سنوات بين داخلية غزة والضفة، فعندما توجهنا بناء على قرار منهم بالبدء باستقبال المواطنين الحاصلين على ملفات لم الشمل، فوجدنا أن المبلغ هو (360+10+25+7) فيكون المبلغ 402شيكل لكل فرد.

ونوه الصحفي النجار، إلى أننا راجعنا داخلية غزة حول الأمر فقالوا لنا إنّ هذا الإجراء الذي يتعاملون به وفق قانون الأحوال المدنية التابع للسلطة الفلسطينية ونقوم بالعمل وفقه، وحماس عندما سيطرت على الحكم في غزة لم يحصل أي لم شمل في عهدها، فكان جميعه في عهد السلطة فقط سابقاً.

وأكمل، الآن لأنّ داخلية غزة تشرف على استقبال الطلبات فهذا أمر جديد ولكن بنفس نظام قانون الأحوال المدنية، وقدمنا بمكاتب “العرائض” ونأخذ الملف ونتوجه للداخلية كل شخص بمنطقته، ونقوم باختيار رقم الهوية، صم نستلم وصل بعد تسليم الملف، ثم يرسل إلى الإدارة العامة بغزة وهي من ستقوم بتوصيله عبر منسق إلى الضفة الغربية ليتم اعتماد الهوايا من قبل الجانب الإسرائيلي.

وأضاف، أنّ هناك عزوف من قبل المواطنين الذين حصلوا على لم الشمل، بسبب المبالغ المالية العائلة التي لم يستطيعوا تدبريها لعمل الهوية، وهناك آخرين ليس لديهم مصدر دخل أساساً ولم تستطيع الحصول على هذا المبلغ رغم أنها تنتظر الحصول على لم الشمل منذ سنوات.

وتابع، أنّ حركة المواطنين ممن حصلوا على لم الشمل عادية جداً وليست كبيرة، نتيجة عدم مقدرتهم على جمع المبلغ الذي تطلبه وزارة الداخليه من أجل القيام بعمل الملف ليتم إرساله إلى الجانب الإسرائيلي.

وحول الحديث مع الشئون المدنية بشأن القضية، أكد النجار، أنّ الشئون المدنية ليس لها علاقة بهذا المبلغ، وهذا الأمر مختص بداخلية غزة التي تسير على حسب قولها بقانون لم الشمل.

وطالب الصحفيون من الداخلية بغزة، أن يكون هناك تخفيف للمبلغ ليستطيع الحاصلين على لم الشمل من تحضير ملف الهوية حتى يستلموها، لأنّ غالبية سكان قطاع غزة يعيش بالفقر بسبب عدم توفر فرص عمل.

الشئون المدنية: لا علاقة لنا به

وفي السياق ذاته، أكد الوزير حسين الشيخ وزير، أنّ الشئون المدنية أعطت قراراً بالاعفاء من الرسوم للحاصلين على “لم الشمل”، وما تجنيه حماس من 400 شيكل، هذا تحت حجه كتبة العرائض، ليس لنا علاقة به.

زر الذهاب إلى الأعلى