تحريض حماس على الفوضى

بقلم : عمر حلمي الغول
في الوقت الذي يتجرع فيه الفلسطيني أبشع مظاهر حرب الإبادة الجماعية الأميركية الإسرائيلية ومن يدور في فلكهم لليوم 180، والتي تطال شعوب الامة من أقصاها الى اقصاها من خلال ادماء قلوبهم، ونحر وعيهم، وشل قدرتهم وحيلتهم، وهتك صور العار التي تلاحقهم في صحوهم واحلامهم وكشف عورات كل الصامتين من اهل النظام الرسمي العربي عما يجري في محافظات غزة خصوصا والوطن الفلسطيني عموما، وحيث تعمل وتسعى قيادة منظمة التحرير وحكومتها السابقة والحكومة الوليدة وفقا لبرنامجها وكتاب التكليف لرئيسها على خلق البيئة الوطنية الملائمة والمناسبة، رغم الموت والمجاعة والاوبئة والمرض واستجابة لمواجهة التحديات الراهنة، واستعدادا لليوم التالي للحرب الوحشية، التي فتكت ودمرت الأخضر واليابس وأفنت الانسان طفلا وامرأة وشيخ، ولوثت الهواء والماء والأرض، والقت سمومها وقنابلها وصواريخها وفسفورها الأبيض ويورونيومها الطبيعي والمنضب لتسريع عمليات الحرق والقتل والابادة بمختلف الوسائل وبغطاء من إدارة بايدن الأميركية. تخرج علينا حركة حماس بدس الضغينة بين أبناء الشعب، وقذف حمم نيران فتنتها على وحدة النسيج الاجتماعي والوطني.
رغم وجود علامات سؤال عديدة على خلفيات 7 أكتوبر 2023، التي أفرزتها التجربة التاريخية للإخوان المسلمين عبيد السلطان الانكلو سكسوني والغرب الامبريالي عموما وحلفاء ربيبتهم إسرائيل، الا ان المصلحة الوطنية استوجبت كتم الاف الأسئلة التي تحوم في العقل، وإسكات قلم البوح، وتقطيب الجرح الداخلي، وابتلاع المسكنات درءً لأخطار اتساع فتق الانقلاب والانقسام وزيادة الشرذمة في أوساط الشعب، ولتغليب صوت الوطنية الجامع على صوت الفتنة والعبث بمصير الأرض والشعب والقضية والمشروع الوطني ووفاءً للأبطال المناضلين، الذين قاتلوا ويقاتلون ببسالة نادرة من مختلف الوان الطيف الكفاحي الوطني في غزة والضفة، واكدوا بشجاعتهم على إرادة الانسان الفلسطيني الفولاذية، القادرة على الرد بما ملكوا من امكانيات محدودة على الحرب العالمية التي قادتها وتقودها الولايات المتحدة الأميركية لحماية إسرائيل اللقيطة من التآكل، وخشية عليها من الاضمحلال.
مع ذلك تقوم أدوات حركة حماس الفتنوية والتخريبية بين الفينة والأخرى بإثارة الفتنة، وتشعل فتيل الانقسام، وتقوم ببث سموم التحريض القذر على منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد، وعلى السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية وعلى حكوماتها المتعاقبة، واتهامها بما ليس فيها، وتقوم بصب الزيت على نار الانقسام، حيث تفترض انها مازالت تملك مقاليد الأمور في قطاع غزة، وصاحبة القول الفصل في مصير الشعب هناك، وتحلل وتحرم وتخون وتشوه أبناء الوطن، وتعتقد انها من يملك الحق بالسماح لهذا المواطن او ذاك من الدخول او الخروج من محافظات القطاع، ونسيت أن كائنا من كان لا يمنع الفلسطيني من الوصول والإقامة في أي بقعة من الوطن، إن كان من داخل فلسطين او الشتات والمهاجر من الوصول للقطاع او الضفة طالما هي تحت الإدارة الفلسطينية بالمعايير النسبية، رغم اننا مازلنا نخضع لقوانين وانتهاكات وجرائم وحرب إبادة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون وقوانينها العنصرية، ولم نتحرر بعد.
لما تقدم عميق الصلة بالاتهامات التخريبية والفضيحة الحقيرة التي أعلنت عنها ميليشيات حماس العبثية، التي تصف نفسها، انها “وزارة داخلية” بشأن قيام عدد من منتسبي الاجهزة الأمنية الفلسطينية المناضلين بتنظيم توزيع المساعدات الإنسانية على أبناء القطاع في المحافظات الشمالية من غزة، واتهمتهم بما ليس فيهم، لأنهم الوطنيون الاصلاء وحملة راية الهوية والشخصية الفلسطينية العظيمة، ولأنهم ومرجعياتهم الخارجة عن وحدة الصف يحسسون على عوراتهم وبؤس مآلهم، لهذا يقذفون الأشرف منهم بالباطل، وهم أنفسهم أهل الباطل والخراب.
وتفترض قيادات حماس المتلونة كالحرباء ان لعبتها مازالت طي الكتمان، ولا يعرف بها أحد، أو افترضت ان العاطفة ستعمي العقل عن البحث والتدقيق في صناديقهم السوداء، المكشوفة والمفضوحة لكل ذي بصيرة وعقل، ولم تأخذه العاطفة لمتاهات بعيدة عن الواقع، والتي تبين بالوثائق ان بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة حرب الإبادة الجماعية الاسرائيلية يعلم بخطتهم كاملة، وأعلنها بشكل كامل وصريح على قناة “سكاي نيوز” في 7 أكتوبر 2017، أي قبل سبع سنوات على 6 أكتوبر 2023، وهنا اعود لاستحضر لعبة اميركا مع طالبان، وذكرت ذلك مرارا في زاويتي هذه منذ سلمت إدارة بايدن أفغانستان لحركة طالبان الاخوانية مع 86 مليار دولار أميركي معدات واسلحة وطيران وغيرها في عام 2019. بالتالي على حركة حماس أن تُخرس الأصوات المتهتكة والمسمومة في داخلها، وتلجمها عن إشعال نيران الفتنة، حتى تغطي عارها وفضائحها، وتعود الى جادة البيت الوطني الى منظمة التحرير، وتتوطن في النسيج الوطني، وليس الاجتماعي فقط، إن شاءت ان تكون شريكا وطنيا في المستقبل. وتتوقف عن ملاحقة الوطنيين جميعا ومن مختلف الفصائل والأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين يعملون من اجل توسيع وتعميق التكافل الجماعي وبهدف تنظيم وصول المساعدات الإنسانية المحدودة لأوسع الشرائح والفئات من أبناء الشعب المحتاجين، وقطع يد تجار وسماسرة الحرب واللصوص والمضاربين بأرزاق الشعب المكلوم والمنكوب من مختلف المشارب عملاء الاستعمار الإسرائيلي والأميركي. فهل يعقلون ويكفوا هم وقناة الفتنة القطرية “الجزيرة” عن إشعال الفتن والتحريض والتخوين والتكفير؟

زر الذهاب إلى الأعلى