الجمل بقرش في غزة
وكالة وطن 24 الإخبارية :كان الأجدر بوزارة الزراعة أن تحدثنا عن دعمها للفلاح وما قدمته لدعم تربية المواشي وأن يحدثنا المسؤولون فيها عن أسعار الأضاحي التي قاموا بشرائها إن لم تكن مهداة إليهم في الأصل.
يبدو الإقبال على أسواق الأضاحي في قطاع غزة ضعيفا تماما، في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي وجراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لأكثر من نصف سكان القطاع ليكون عيد هذا العام خاليا من أجوائه المعتادة وخاليا من بهجته التي ترسم على محيا الأطفال، مع عدم قدرة العائلات على توفير المستلزمات الأساسية فما بالك بأضحية يصل سعرها إلى ما يعادل أو يفوق 350 دولارا أي 1300 شيكل، في حين أن يومية العامل البسيط في غزة قد لا تتجاوز 20 شيكل في غالب الأحيان.
وكما عودتنا حكومة حماس في الأعياد من خلال تصريحاتها التي لا تعكس الواقع ولا تمت له بصلة، أكدت وزارة الزراعة في قطاع غزة أن أسعار الأضاحي هذا الموسم متقاربة مع الأعوام الماضية، ومناسبة. وذكر الناطق باسم الوزارة أدهم البسيوني لـوكالة “الرأي” الحكومية أن “أسعار الأضاحي هذا العام لا تتخطى العشرين شيكل للكيلو الواحد”. وأفاد البسيوني بتوفر قرابة 17 ألف رأس عجل، و22 ألف رأس من الأغنام في قطاع غزة، وهي أعداد تكفي لاحتياجات المواطنين، متوقعا أن يشهد هذا العام إقبالا من المواطنين على شراء الأضاحي.
وإذا الجمل بقرش فمن أين نأتي بالقرش؟ هذا التساؤل الذي لم يكن في حسبان وزارة الزراعة عندما اعتبرت أن الأسعار في متناول الجميع في حين أن القدرة الشرائية لسكان القطاع قد تدهورت بشكل كبير خلال العامين الأخيرين جراء موجة الغلاء التي تشهدها المواد والسلع التموينية وأزمة البطالة التي تعدت نسبة نصف سكان غزة، إذا ما تم احتساب عامل الأجرة اليومي الذي لا يقوى على توفير الأساسيات ولا يفكر أصلا في شراء الأضحية بل يكتفي بشراء قليل من اللحم إن استطاع.
وعلى عكس تصريحات وزارة الزراعة تقر وسائل الإعلام التي تجس نبض الشارع بأن الإقبال على الأضاحي هذا العام لا يزال محتشما، وتؤكد جميع التقارير الإعلامية التي تصدر من غزة أن الأسعار أجبرت العديد من العائلات الكبيرة على التفكير في شراء الأضاحي بالتقسيط أو المشاركة مع الجيران والأهل، وكان هذا الحل الوحيد للعديد منهم لتجنب الاستدانة أو شراء الأضحية والدخول في ضائقة مالية إلى دخول الراتب القادم، علما بأن أغلب الأسر في غزة تلجأ لقضاء مستلزمات البيت بالدين.
كان الأجدر بوزارة الزراعة أن تحدثنا عن دعمها للفلاح الفلسطيني وما قدمته لدعم تربية المواشي من أجل أن تنخفض أسعارها، بدلا من أن تحدثنا عن عدد رؤوس الماشية المتوفرة في السوق والمستوردة منها. وليحدثنا أيضا المسؤولون وأبناؤهم عن أسعار الأضاحي التي قاموا بشرائها، إن لم تكن مهداة إليهم في الأصل.. في حين يعجز الغزي عن شراء الدجاج ويشتكي من غلاء أسعار البيض والخضار، فكيف له أن يفكر في شراء أضحية العيد في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي تعيشه غزة.
هل يجب أن ننتظر الوقف التركي ليفكر في أهلنا في القطاع وينفذ مشروع توزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة المحتاجة خلال أيام عيد الأضحى، بينما تكتفي وزارة الزراعة بتصريح رأت فيه أن السماء زرقاء والدنيا بخير في غزة؟.
فاضل المناصفة