رسالة طفلة ضابط شرطة أصيب بإنفجار نابلس..

✅ والدي العزيز أولاً اسألُ الله لكَ – الشفاء العاجل والعودة الميمونة لنا..

🔸 منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أتلهف للجلوس معك مطولاً ولكنك كنت دائماً تتركناً وتقول لي إنقاذ الأرواح مهمة ليست سهلة وشعرت مئات المرات بالخوف عليك وأنت تلبي النداء لإنقاذ الأطفال والناس من الأجسام المشبوهة ومخلفات الاحتلال وأنا أقف فخورة بك عندما أرى إزالة الخطر من المدارس والأراضي والشوارع فكم من الفلاحين أصبحوا أصدقائك لأنك فككت قذيفة كادت أن تنفجر في وجه عائلته وكم من سائق جرافة إتصل بك لإنقاذه من إنفجار كاد أن يقتله..

🔸 اليوم أنت كِدت أن تكون ضحية هذه القذائف ومخلفات الاحتلال وأُصبت بهذه الإصابات وأنا فخور بك كل الفخر..

✅ لكن !

🔸 صُدمت من كم التعليقات المسيئة لك ولنا ولزملاءك المضحين بأرواحهم لأجل هؤلاء الذين لو مستهم نسمة هواء أو تعرضوا لمواء قِط لقالوا أين الأمن؟.. لكن ما يواسيني في هذا الموقف المؤلم وبعد أن بحثت في صفحات بعضهم وجدت أنهم إما هاربين خارج الوطن أو معتاشين من تعليقاتهم وتهجمهم أو تشربوا الذل والحقد والكراهية لأبناء جلدتهم أو أنهم مرضى نفسيين أو جهلة مغيبين عن واقعنا وحياتنا..

🔸 أبي الحبيب لقد قدمت الفداء والتضحية والجهد وسهرت الليالي الطوال لحماية أبناء شعبنا فرد الحثالة التي تسسللت لعقولها أفكار الكفر والكراهية والحقد على فلسطين وشعبها بالإساءة والشتم والتشفي لكنني على ثقة بأنك لن تلتفت لحقدهم وكراهيتهم وستعود بإذن الله لعملك أقوى وأكثر تصميماً وستقدم المزيد والمزيد.

🔸 كما أقول لك أنت أبي الذي ناضلت وأُعتقلت من الاحتلال وتحررت من قيدهم وأسرهم وعايشت إنتفاضتين وطاردك الاحتلال ولم تكل أو تمل.

🔸 واليوم يحاربك أصحاب الضمائر الميتة وأصحاب الفكر الظلامي الذين على إستعداد للقتل والموت دون أن يعلمون لماذا يَقتلون وفيما يُقتلون وهؤلاء من أخبر عنهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

🔸 أبي، أنت المؤمن والموحد والوطني الحر ناضلت وتعبت وأنقذت الأرواح ولو قلتُ لكَ وبتفكير طفولي لا تعد لخدمة هؤلاء المرتزقة ولا ترفع أو تفكك هذه الأجسام وأتركها لتقتل أطفالهم ونسائهم ورجالهم فإنني على يقين بأنك سترفض وتقول يا بنيتي نحنُ مؤسسة وطنيّة نتعامل من إيمان مُطلق بعدالة قضيتتا وهؤلاء حالة طارئة على مجتمعنا سيتبخرون مجرد موقف نتخذه أو إنجاز نحققه ثم ستقول أنا عملت لأرسم الإبتسامة على شفاه الأطفال وليس لأرى الدمعة على خدود الأمهات..

🔸 أبي أفتخرُ بكَ وبعملك وبتضحياتك واسأل الله أن تعود لنا وأنت معافى ولن أطلب منك إلا أن تكون كما عهدناك..

✅ من طفلتك الصغيرة إليك أبي الحبيب.. أُحبك.

زر الذهاب إلى الأعلى