رغم حظر بريطانيا.. لماذا يخصص الإخوان 30% من أموال الجماعة لحماس؟

 

رغم قرار وزارة الداخلية البريطانية حظر حركة حماس الفلسطينية بشكل كامل وإدراجها ضمن قائمة منظمات الإرهاب المحظورة في البلاد، إلا أن جماعة الإخوان لم تلتزم بالقرار، وواصل قيادات التنظيم الدولي برئاسة إبراهيم منير تخصيص نسبة 30%من عوائد الكيانات الاقتصادية والمالية التابعة للجماعة في بريطانيا وأوروبا للحركة.

ففي بريطانيا، مازالت “منظمة الإغاثة الإسلامية” تثير الجدل حول علاقتها بالإخوان وكونها بابا خلفيا لتلقي التبرعات وتمويل أنشطة الجماعة وحماس.

وتتلقى المنظمة، التي أسسها المصري هاني البنا، المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان، وهو طبيب مصري حصل على بكالوريوس الطب من جامعة الأزهر والدكتوراه من جامعة برمنغهام، ومعه حشمت خليفة، ويحمل الجنسية الأسترالية واستقال مؤخرا بعد تغريدات مسيئة، وأحمد كاظم الراوي، وهو عراقي ينتمي للإخوان أيضا، تتلقى -وفق تقديرات رسمية- 570 مليون دولار في العام كتبرعات ومساهمات.

وتخضع إدارة أموال المنظمة للتنظيم الدولي للإخوان، وتخصص منها الجماعة نسبة لأجنحتها في بعض الدول وعلى رأسها حماس، وكان وسيطا في تلك التعاملات عصام الحداد القيادي بالجماعة والمستشار السابق للرئيس المعزول محمد مرسي، والمحبوس حاليا في مصر في قضية التخابر مع حماس.

وكشفت المعلومات أن المنظمة قدمت أموالا إلى جمعية الفلاح الخيرية، وهي منظمة تابعة لحماس في قطاع غزة، وكان يديرها القيادي الحمساوي رمضان طنبورة الذي توفي العام الماضي، خلال تواجده بتركيا إثر إصابته بفيروس كورونا.

ومن خلال 13 منظمة وجمعية فى لندن، كان يديرها إبراهيم منير وعصام الحداد، كانت الأموال تتدفق على حماس، كما كانت هذه المنظمات تتولى إدارة استثمارات الجماعة والحركة في مجالات العقارات والنسيج والمطاعم والمدارس، ولم تتوقف هذه الأموال والتدفقات رغم الحظر البريطاني لكون الجمعيات تابعة لجماعة الإخوان.

وزاد من التأكيدات حول ارتباط المنظمة بالإخوان وحماس أن القيادي في المنظمة حشمت خليفة استخدم صفحته على “فيسبوك” لوصف حركة حماس بأنها أطهر حركة مقاومة في التاريخ الحديث، وأن تصنيف جناحها العسكري بالإرهابي عار على كل المسلمين. وأثيرت بسبب تلك التصريحات ضجة كبيرة، اضطر على إثرها إلى التنحي من منصبه كمدير لصندوق مالي يتحكم في 7 ملايين إسترليني.

لكن لماذا تواصل جماعة الإخوان تمويل حماس وتعويض أي نقص في موارد وأموال الحركة ومواجهة أي قرارات بحظر ومصادرة ممتلكاتها، وتخص نسبة 30% من عوائد وأرباح شركاتها لها؟

الباب السادس من اللائحة التأسيسية لحركة حماس، والذي يختص بالسياسات المالية، يكشف أن الموارد المالية للحركة تأتي من اشتراكات الأعضاء مثلما يحدث في التنظيم الأم وهو جماعة الإخوان.

كما تتدفق الأموال وفق نص اللائحة من الهبات والمنح والمساعدات والتبرعات المقدمة من الأفراد والمنظمات والدول، إضافة لعوائد الاستثمارات، ولذلك وحسب معلومات “العربية.نت”.

فقد كان محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، والقيادي الإخواني خيرت الشاطر، يضخان أموال التبرعات التي ترد لحركة حماس في عدة شركات بمصر وخارجها لاستثمارها، مقابل نسبة 30% للحركة، واستمر هذا الأمر رغم القبض على محمود عزت وخيرت الشاطر، حيث واصل قادة الجماعة الالتزام بتخصيص النسبة المتفق عليها للحركة وبصفة دورية ومنتظمة.

ووفق المعلومات أيضا فإن وثيقة عُثر عليها في مكتب إرشاد جماعة الإخوان في منطقة المقطم، خلال اقتحام المتظاهرين له عقب ثورة يونيو من العام 2013، كشفت سر استمرار تمويل الجماعة للحركة ودعمها ماليا.

وتضمنت الوثيقة توجيها من قادة الحركة لقياديين فلسطينيين بتجهيز 4 مجموعات قتالية تحت اسم” النخبة” وإدخالها إلى مصر في 28 يناير من العام 2011، فيما عُرف بـ”جمعة الغضب”، والتنسيق مع محمود عزت نائب مرشد الإخوان لتنفيذ عمليات متفق عليها.

تضمنت الوثيقة توجيه المجموعات بالتمركز في مناطق العاشر من رمضان والقنطرة شرق وغرب ومدينتي بئر العبد والعريش وإسناد مهمة التأمين للفلسطيني أحمد الجعبري ومساعده خميس أبو النور ومعهما فلسطيني آخر يدعى أبو محمد الأنصاري، وتنفيذ المهام المتفق عليها مع محمود عزت، ومنها اقتحام السجون المصرية وإخراج قادة الإخوان منها.

وفي تحقيقات النيابة المصرية مع هاني مصطفى عامر، القيادي بـ”كتائب الفرقان”، التي بايعت تنظيم أنصار بيت المقدس بعد ذلك، كشف القيادي الإرهابي ارتباط الحركة بحماس والإخوان، وتردد مسؤول الكتائب محمد أحمد نصر وآخرون على قطاع غزة خلال العام 2012 والتنسيق مع قادة حماس لتدريب مجموعة من العناصر عسكريا بأحد معسكرات كتائب القسام واستلامهم وحدات تخزين حاسب آلي وفلاش ميموري تتضمن شرحا تفصيليا لأنواع المتفجرات وطرق تصنيع العبوات.

وكشفت التحقيقات واعترافات القيادي الإرهابي، أن الإرهابي محمد نصر التقى خلال تواجده في غزة بالقياديين الحمساويين أيمن نوفل ورائد العطار، وتلقى منهما مبلغا ماليا قيمته 17 ألف دولار لتنفيذ عمليات بمصر. وأقر القيادي الآخر في الكتائب محمود سمري خطابي، والمكنى بأبو حفص، بتولي قيادات حمساوية تدريب عناصر الكتائب بمعسكرات عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وتلقيهم تدريبات على التكتيكات العسكرية، وهندسة المتفجرات، واستخدام الأسلحة النارية، تمهيدا لعودتهم إلى مصر واستهداف منشآت عسكرية ومدنية وحيوية على رأسها المجرى الملاحي لقناة السويس والقمر الصناعي المصري، وهو ما يعني أن حماس كانت بمثابة الجناح العسكري للإخوان، وتنفذ عمليات إرهابية في مصر لحساب الجماعة، كما تتولى تدريب عناصر التنظيمات الإرهابية وتجهزهم لتنفيذ عمليات تخريبية وبتكليف من قادة الإخوان وعلى رأسهم محمود عزت نائب المرشد.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى