التلويث الصحافي!

وكالة وطن 24 الإخبارية : نشهد بشكل لافت انتشار مكثَّف لعملية تلويث صحافي ممنهجة من دخلاء على المهنة من جهة، ومن أصحاب الأجندات الخاصة العالية الخطورة أمنياً على المجتمع والبلد من جهة أخرى، من دون إدراك المسؤولين عن القرار لهذا العبث المتعمد في الجسد الإعلامي!.

صحافيون يتفوقون على الطابور الخامس في السياسة ببث سموم التحريف والتشويه للسطور ودس السموم بالأخبار وبين الكلمات لبتر المعاني فيها وفي المقالات أيضاً، فهؤلاء يعملون باحتراف للترويج للأهداف &”الداعشية&” بصور غير مباشرة للتوجهات المتشددة الدينية والمتحالفة بالخفاء مع حركات إرهابية!

فثمة ولاء لا يموت مع الأيام لمن رحل عن الدنيا كمحمد مرسي الذي سيطر على الحكم لفترة مُخترقة في مصر بعد الفرار من السجن على هامش فوضى سياسية وأمنية، حيث يتفنن مؤيدوه بإحياء ذكراه بالصحافة الإلكترونية للتعبير عن الفقدان العظيم!

يتلاقى الصحافيون الملوثون أخلاقياً ومهنياً من دون وجل عبر مشهد درامي، يقوده الرقيب الشحيم من مروجي حملات واتجاهات متطرفة &”داعشية&” الإرهابية، كمن يتقاسم تركة التطرف علناً لتوجيه السموم نحو النزاهة المهنية والحياد المنشود كويتياً خاصة وعربياً عموماً.

ويتمدد التلويث الصحافي في الكويت ودول أخرى كلما برزت أصوات وأقلام نزيهة وناقدة بموضوعية للشأن العام بتعامل رفيع لقيادات صحافية مهنية ذات أهداف غير خبيثة بعملها بالتعامل مع المواد الصحافية بهدف دعم الاتجاهات الإصلاحية وليس التخريبية.

لدينا قنبلة &”حماسية&” لم تنفجر حتى اليوم لأن هناك من يعمل بهدوء وبعيداً عن الأضواء وباحتراف كالإرهابيين والجواسيس في تنفيذ مشاريع مسمومة بتلويث العمل الصحافي، في وقت انشغال بعض الصحف بأوهام مرتزقة ترتدي لباساً صحافياً إلكترونياً!

إن الكويت ليست بمعزل عما جرى ويجري حولنا وفي الساحة العربية، فحركة &”حماس&” وحركات أخرى مماثلة تعتمد على بث السموم عبر منصات أعوانهم في الفضاء الإلكتروني لاستهداف جماهير مختلفة وتجهيل الرأي العام بحقيقة المواقف السياسية المضطربة والمتناقضة لهذه الجماعات.

مثلاً، تلقَّف لقطاء – مجازاً – الصحافة رسالة تهنئة بشهر رمضان الماضي لحركة &”حماس&” إلى الحوثيين ودعوتها للتكاتف لتحرير المسجد الأقصى، متجاهلة عمداً وعلناً &”حماس&” وأعوانها المزروعين صحافياً في شتى بقاع العالم حقيقة المشروع الحوثي -الإيراني ضد استقرار منطقة الخليج العربي!

تتوالى دراما وضيعة لطويل القامة والشحيم القصير من المتطرفين فكرياً بتبادل الأدوار حتى لا تقع العيون عليهم وينفضح سرهم، من دون إدراك أن هناك أطرافاً واعية واقفة لهم بالمرصاد ولعل الأيام القادمة تكشف حقيقة هذه الخلايا المتمردة المزروعة في صحافتنا!
بلا شك أن سلاح الإعلام سلاح فتاك ومؤثر، لذلك يتوغل ويتغول بسهولة &”لقطاء&” السياسة والإعلام في مفاصل الصحافة، ولا سيما الإلكترونية خاصة بسبب المناخ السياسي والاهتمام الكويتي بالشأن العربي عموماً والفلسطيني خاصة.

فقد استمرأ لقطاء المهنة الإعلامية، تحريف نصوص البيانات الرسمية الصادرة عن الدول العربية والكويت منها عن عمليات عسكرية لقوات &”الاحتلال الإسرائيلي&” لتستبدل بها مانشيتاً مُضلِّلاً للنص الرسمي تحت عنوان &”الكيان الصهيوني&”!.

اليقظة مهمة للغاية والفطنة واجبة في التصدي لمشاريع عبثية في الإعلام الإلكتروني والتقليدي، فقد دفعنا ثمناً مضاعفاً بالماضي وأثناء الغزو العراقي للكويت خاصة مما يستوجب الأجهزة الأمنية تحليل المعلومات ورصد البيانات لمن يعمل بالفضاء الإلكتروني في الكويت.

بقلم خالد احمد الطراح

قد يعجبك ايضا