صمت دهرا ونطق كفرا
بقلم : عمر حلمي الغول
يربأ الكارهون للوطنية والقومية العربية، واعداء الإسلام الحنيف، والانقلابيون التخريبيون أدوات المستعمر الصهيو أميركي، المزيفون للتاريخ والوقائع، انصار الردة التآمرية الا ان ينكأوا الجراح، ويخرجوا عن وحدة الصف، ويبثوا سمومهم وقاذوراتهم وآفاتهم وترهاتهم الخبيثة والخطيرة في أوساط الشعب العربي الفلسطيني ليشوهوا صورة الصمود البطولي للمناضلين في الخنادق المختلفة، ويرشوا السكر على ضحايا وشهداء وجرحى واسرى الشعب العظيم.
شخصيا لم اتفاجأ بما نطق به فتحي حماد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس امس الأربعاء الموافق 6 كانون اول / ديسمبر الحالي في شريط مسجل من اتهامات وتخوين واسفاف شوارعي انحطاطي ضد شخص الرئيس أبو مازن والسلطة الوطنية ومنتسبي الأجهزة الأمنية، وضد الشعب ونظام المملكة الأردنية الهاشمية، وللاشقاء العرب جميعا بعد ان غاب طويلا عن المشهد السياسي، وبعد ان طرده السنوار من القطاع الى تركيا، ليلتقي بحلفائه من الصهاينة وباقي جوقة الاخوان المسلمين لبناء شراكات اقتصادية وصناعية وتجارية لتعميق التطبيع مع دولة الابرتهايد الإسرائيلية، وطيلة ال 61 يوما الماضية من حرب الإبادة الصهيونية الملتهبة في محافظات قطاع غزة، مارس الصمت، استمرارا لصمته منذ ما يزيد على العامين تقريبا، ولم ينطق بكلمة عن الحرب، لكن على ما يبدو ان الطبع غلب التطبع، وسياسة الفتنة والتخوين والتكفير والخلافة الاخوانية التخريبية استنهضها غلاة الاخوان المسلمين تأدية لدورهم التخريبي، ومن يتفوق على صاحب الباع الطويل فتحي حماد المأفون والمتورط مع ابن اخته كمال في قتل المهندس يحيى عياش في الخامس من كانون ثاني / يناير 1996 في بيت لاهيا، في اشعال نيرانها في أوساط الشعب الفلسطيني المنكوب بامثاله من العملاء الصغار.
نعم صاحب الخلفية المشبوهة، وسارق دم الشعب، واداة التخريب والتخوين والتكفير فتحي حماد صمت دهرا، ونطق كفرا وتخوينا وتشويها للحظة المشرقة التي يتعمد فيها النضال الوطني ببطولات الشعب العملاقة في خنادق الكفاح التحرري، ولم يقتصر تخوينه للرئيس عباس ولا للسلطة الوطنية ولا لابطال الأجهزة الأمنية، وانما تطاول على الشعب الأردني الشقيق، الذي قام اقرانه الاخوان المسلمين قبل أيام غير بعيدة في الاعتداء على القوى القومية واليسارية، ليحولوا بينهم وبين الدفاع عن أبناء الشعب في الضفة والقطاع، واعلاء صوت الحق والحقيقة الوطنية والقومية الاصيلة، وليمزقوا وحدة الصف الأردني، وطالب (حماد) الشعب بالانقلاب على نظامه السياسي بشكل مباشر، ودس الفتنة المناطقية والدينية في دعوته لتغذية روح التعصب القطرية المشروخة والمسمومة. ولعل ما جاء على لسان حماد المرتبط بأجندات مشبوهة، يرد على بعض قادة النخب السياسية الأردنية، الذين احتلوا مواقعا سياسية مركزية في المملكة، وذهبوا بعيدا في قراءة المشهد الفلسطيني قبل أيام على بعض شاشات الاعلام الاردني، واسأوا للقيادة الفلسطينية، ونادوا النظام الأردني ليفتح ابوابه للاخوان المسلمين من كل الجنسيات العربية وخاصة من فلسطين، وكأن النظام الأردني لم يحتضنهم عقودا طويلة، ولم يجربهم الف مرة، وفي كل مرة نكثوا وعودهم، وتواطؤوا ضد النظام، الذي ساهم في تعزيز مكانتهم لزمن غير بعيد.
ولم يقتصر حديثه التخريبي التآمري عند حدود الأردن، انما هاجم الجماهير العربية بشكل وقح وفاجر، وقال، لا شكر لهم على مساندتهم للشعب الفلسطيني، وحمل تلك الجماهير مسؤولية التقصير في المشهد العربي. فضلا عن انه نادى بحكم الخلافة الاخوانية، وزج باسم الخالق العظيم لتشويه روح الإسلام البريئة منه ومن امثاله المارقين العبثيين، مع ان المنطق المسؤول يقول، الف شكر لكل من رفع صوته من الاشقاء العرب، والف مليون شكر لكل انسان في هذا الكون صرخ دفاعا عن قضية الشعب العربي الفلسطيني، وطالب بوقف حرب الأرض المحروقة فورا، وطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأميركيين ومن لف لفهم من الغرب الرأسمالي امام المحاكم الدولية ذات الاختصاص.
لكن حماد، وزير داخلية الانقلاب الحمساوي الأسبق، الذي ترعرع في مستنقعات الفوضى والفتنة والتخريب والتخوين والاجندات المشبوهة لا تستقيم حياته الآسنة والمنحطة والنتنة مع روح الوحدة الوطنية، ومع تكافل وتعاضد أبناء الشعب الواحد تحت راية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، فأبى الا ان يؤجج حريق الانقسام والتمزق والعبث في أوساط الشعب، الاحوج من أي وقت مضى للوحدة الوطنية.
جريمة الفتنة التي شاء اشعالها فتحي حماد تتطلب من كل انصار الوحدة الوطنية في حركة حماس، الزامه بالاعتذار لشخص الرئيس محمود عباس ولحركة فتح وللسلطة الوطنية الفلسطينية ولفصائل منظمة التحرير ولكل مواطن في الشعب العربي الفلسطيني، وللاشقاء في الأردن الشقيق شعبا وحكومة وملكا، وللاشقاء العرب جميعا على المستويات كافة، واخذ قرار واضح بالزامه بالصمت المطبق، والكف عن اعلان او التصريح باي موقف تجاه ما يجري على ارض فلسطين، إن كانوا حريصين على الوحدة وتعزيز عوامل الشراكة والتكامل الان وغدا وبعد غد. لان المستهدف من الحرب هو الشعب العربي الفلسطيني بكل مكوناته، ولا يستثنى احد منه.