تقرير لسكوت جونز: مؤشرات خطيرة داخل كتائب القـسام

 سكوت. م .جونز . باحث في شؤون الجماعات الاسلامية 
ترجمة: علا محمود .

القاهرة – اذار 2023 – تابعت باهتمام شديد الأوضاع في قطاع غزة منذ سنوات طويلة وتابعت الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك الصراع (الفلسطيني الفلسطيني) الذي تعمق بعد استيلاء حركة حمــاس على الحكم في قطاع غزة عسكريا ، وقد لفت انتباهي تعطش هؤلاء العناصر الملثمين بأقنعة سوداء تعتليها عصبات خضراء التابعين لـ “كتائب القــسام” الجـناح العسـكري لحـركة حمــاس، وقد شاهدت عبر الشاشات تنفيذهم للأوامر بدون نقاش وهذا الأمر لا يحصل إلا بقوة امرين:

الامر الأول الديني العقائدي: وعندما بحثت في هذا وجدت أن هذا العنف والقتل ليس من ثقافة الدين الإسلامي الذي تنتمي اليه حماس حيث أن الدين لا يسمح للمسلم أن يقتل مسلما آخر.

الامر الثاني المال: وعندما بحثت فيه وجدت أن هذه المجموعات تتلقى المال والدعم اللوجستي بشكل كبير وهذا دعاني للبحث بشكلٍ أكبر ووصلت لعدد منهم ولن أذكر كيف وعن طريق من وصلت حفاظاً على من قابلتهم وخاصة انني قابلتهم بشكل سري.

حدثني عدد منهم بأنه وقبل تنفيذ الانقلاب عام 2007 وفي السنوات الأولى التي تلته كنا نتلقى الدعم والمال والسلاح والذخيرة بشكل كبير وكانت تُقدم لنا الحماية أمام العائلات وفي الشارع وفي كل مكان.
وقد اجمع عدد ممن قابلتهم وكانوا لا يتحفظون على المعلومات بشرط أن لا أذكر أسمائهم أو الأماكن التي التقيتهم بها بأنه ومنذ عام 2011 بدأت الأمور تختلف وتنقلب رأساً على عقب وبدأ الدعم لعناصر وضباط القــسام يتراجع بينما يزداد للقادة السياسيين الذين أصبحوا من أصحاب المشاريع والأراضي والمال.

اسماعيل هنية

واجمع عناصر القــسام الذين تحدثت إليهم بأن الاحتياجات اصبحت تتراجع وظهرت صعوبات كبيرة في الحصول عليها وبحجج كثيرة، حيث اصبحت الرواتب تتقلص، وبعد عام 2018 تراجع كل شيء واختلف كل شيء ووصل الأمر إلى تقليص الطعام والسلاح وحتى الاهتمام أصبح هامشي وأصبحنا نرى القيادات تغادر القطاع هي وعائلاتها إلى الخارج في دول مثل تركيا وقطر وماليزيا والجزائر وعندما نسأل عن السبب يوجه لنا اللوم والتحذير من عواقب هذه الاسئلة وفي بعض الحالات تلقى المستفسر التهديد بالقتل له ولعائلته.

“خذ ســلاحي وخذ ما شئت وأخرجني من قطاع غزة ” كلمات قالها احد من قابلتهم صدمتني وجعلتي أفكر كثيراً، ففي أثناء الحديث حول الأوضاع تجرأ إثنين منهم واخذوني في جولة لم تدم طويلاً حفاظا على حياتي وحياتهم وأثناء الحديث في هذه الجولة قاطعني أحدهم ذو اللحية السوداء التي يكتسيها بعض الشيب وأتوقع أنه في منتصف الأربعين من عمره وقال لي :”خذ هذا السلاح وخذ ما شئت وأخرجني من غزة”. لوهلة اعتقدت بأنه يمازحني وخاصة أنه وضع سلاحه على قدمي وتركه وبعد أن أفقت من الصدمة، سألته ما السبب فقال: أنا استلم راتب لا يتعدى 700 شيكل طوال الشهر “200 دولار امريكي” وأنا ضابط وبإمكاني أن أفرض التجوال على غزة كلها وأعمل على مدار الساعة وأتلقى التهديد بشكل دائم وهذا السائق لا يتعدى راتبه 400 شيكل “100 دولار” وهذا حالنا في كتائب القــسام التي ذاع صيتها منذ تسعينيات القرن الماضي. بينما قياداتنا أصبحوا من أباطرة المال على مستوى العالم ونحن نتسول فتات الخبز والطعام وقليل من المال و كثيرا من التهديد.

زر الذهاب إلى الأعلى