تحقيق إخباري: أثار مؤلمة تلقي بظلالها على أهالي الضحايا في غزة بعد مرور عام على موجة التوتر الأخيرة

وكالة وطن 24 الإخبارية : لم يكن كافيا مرور العام على جولة التوتر الأخيرة ما بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي لتخفيف الألم النفسي الذي يعاني منه أهالي الضحايا في قطاع غزة جراء فقدان أحبائهم.

وفي ساعات عصر يوم العاشر من مايو 2021 أطلقت حماس التي تسيطر على القطاع وابلا من الصواريخ على إسرائيل ردا على استفزازات عناصر الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح شرق مدينة القدس.

وعلى إثر ذلك، رد الجيش الإسرائيلي بشن غارات مكثفة في مناطق مختلفة من القطاع بعضها تركزت وسط الأحياء السكنية بدعوى استهدف أنفاق لحركة حماس ما تسبب بانهيار عدد من المباني السكنية فوق رؤوس سكانها ما تسبب بمقتل عائلات بأكملها.

وامتدت المواجهة العسكرية التي تعتبر الأعنف منذ العام 2014 بين الجانبين لمدة 11 يوما قبل أن تنجح مصر في رعاية اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء المواجهة التي أدت لمقتل أكثر من 260 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء ونشطاء، مقابل 14 إسرائيليا جراء الهجمات الصاروخية.

وفي ليلة 16 مايو من العام الماضي، فجع رامي الإفرنجي من مدينة غزة، بمقتل زوجته وأطفاله الأربعة في عملية قصف شديدة لشبكة أنفاق، بادعاء الجيش الإسرائيلي ما تسبب بتدمير ثلاثة مباني سكنية في شارع الوحدة وسط المدينة.

ولم يكن الإفرنجي (40 عاما) يتوقع يوما أن يفقد أسرته بالكامل بهذه السهولة والبقاء وحيدا، بعد مقتل زوجته وأبنائه دون أي “ذنب اقترفوه سوى أنهم يعيشون في قطاع غزة”.

ويقول الإفرنجي بصوت حزين ومتقطع لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطائرات الحربية الإسرائيلية “أمريكية الصنع دمرت أحلام أطفالي الأربعة بالعيش في مستقبل واعد خاصة وأنهم كانوا من المتفوقين في المدارس”.

وما زال الإفرنجي يتذكر كافة تفاصيل أطفاله اليومية وهواياتهم المتنوعة، مشيرا إلى فقدانه “طعم الحياة بعد غيابهم، ضحية صراعات سياسية ما بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة”.

ويستذكر الأب المكلوم “ديما (14 عاما) كانت لديها موهبة الرسم وتحلم أن تصبح رسامة مشهورة في يوم ما، بينما يزن (16 عاما) كان حلمه أن يصبح مهندسا، أما ميرا فكانت تحب اللعب والفرح دوما مع شقيقها الأصغر زين”.

وتابع الرجل الذي يتحدث مع نفسه بين لحظة وأخرى أن كافة “الأحلام أصبحت مدفونة في القبور”، متسائلا ما هو “الذنب الذي اقترفوه ليكون مصيرهم مأساويا هكذا؟”.

وحمل الإفرنجي الجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مقتل عائلته، مشيرا إلى أنه رفع قضية “جرائم حرب” ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، معربا عن أمله في إيجاد من ينصفه ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين على أفعالهم.

ورغم ذلك طالب الإفرنجي الشعب الإسرائيلي “بإجبار حكامهم العسكريين والسياسيين أن يجنبوا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني ويلات الحرب، لما لها آثار سلبية وتتسبب في قتل الأطفال والنساء ودفن أحلامهم”.

وقال الرجل الأربعيني “نحن لا نتمنى الحرب بأي حال من الأحوال، ونأمل التوصل إلى سلام شامل وعادل للشعب الفلسطيني كي نعيش شعبين متجاورين بسلام”.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لحسن العطار الذي يعمل رجل إطفاء من شمال قطاع غزة، حيث فقد ابنته وأطفالها الثلاثة خلال قصف إسرائيلي استهدف البنية التحتية لمنزلها في اليوم الثاني من عيد الفطر من العام الماضي”.

وصادف أن زار العطار (51 عاما) ابنته وأطفالها في ذلك اليوم وأمضى معهم وقتا جميلا، لكنه لم يعلم بأن هذا اللقاء سيكون الأخير بينهم ولن يستطيع رؤيتهم مرة أخرى.

ويقول العطار لـ((شينخوا)) “مع ساعات المساء، تلقيت اتصالا من زوج ابنتي يقول لي إن الجيش الإسرائيلي قصف منزلهم وأنهم تحت الأنقاض”، مشيرا إلى أنه وجد نفسه “في سباق مع الموت”.

وتوجه الرجل إلى منزل ابنته سيرا على الأقدام، حتى وصل إلى المكان دون أن يجد أي شخص يساعده في النبش عن ابنته وأطفالها، ويقول “كان الجو مظلما ولا أمتلك أي من أدوات البحث، فاعتمدت على ضوء الهاتف النقال لعلي أجد شيئا من ابنتي”.

ويتابع “بعد ساعة كاملة من المحاولات الفاشلة، تلقيت اتصالا بأن جميع من في المنزل تم نقلهم للمستشفى، فذهبت إلى هناك لكنني لم أجدها أيضا”، مضيفا “بعد لحظات، وصلت جثث ابنتي وأطفالها وقفت مصدوما لا اصدق أنها ماتت بهذه السهولة”.

ويضيف “لا يمكن لأحد أن يتخيل الألم النفسي الذي نعيشه سوى أولئك الذين فقدوا أبنائهم في الجولات العسكرية القتالية”، معربا عن أمله بأن “يتم تحييد المدنيين عن أي استهدافات عسكرية محتملة في المستقبل”.

يذكر ان الانجاز الوحيد الذي حققته حماس من خلال جلبها الدمار لقطاع غزة هو حقيبة الدولارات القطرية التي تدخل شهريا عبر اسرائيل لقادة حماس.

قد يعجبك ايضا