بعد طالبان والحوثيين: هل ينجح حوار حماس مع واشنطن؟

 

وكالة وطن 24 الإخبارية : في التسريبات ونقلاً عن سياسي عربي؛ أن ثمة حواراً غير معلن بين الولايات المتحدة الاميركية وحركة حماس؛ يبرر ذلك أن فريقاً لدى إدارة بايدن يرى واقعية فكرة الحوار مع الاخوان المسلمين ولديه نظرة غير سلبية نحو حماس، ويمكن التأسيس لتفاهمات واقعية معها، حماس هي امتداد أيديولوجي لمدرسة الاخوان المسلمين التي لطالما توافقت مع الموقف الأميركي من الاحداث في المنطقة خاصة في ملفات الربيع العربي في سورية والعراق وليبيا واليمن بل تطابقت معها تماماً.

الشخصية السياسية التي سربت المعلومة قطرية على الأرجح، وهذا يعني أن دخول قطر على خط الوساطة بين إدارة بايدن وحماس وارده ويزيد من احتماليتها دور الدبلوماسية القطرية المتنامي واشتباكها السياسي مع قضايا الإقليم كما حدث في الملف الافغاني والملف الإيراني مؤخراً، بالإضافة لدورها في نقل النفط والاموال عبر المعابر لغزة وبموافقة إسرائيلية؛ قطر أعلنت وعبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر في أيار من العام الماضي في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية عن استعدادها للقيام بدور الوسيط بين الإدارة الاميركية وحركة حماس.

من المستبعد أن تلعب أي من دول الخليج الاخرى أو مصر أو الأردن وهي الأطراف الفاعلة في الملف الفلسطيني دور الوسيط هنا لأن العلاقات مع حماس بالمعنى السياسي ليست مثالية، مع مصر هي ملف أمنى بحت بينما تتعامل هذه الدول مع عنوان سياسي معترف به عربياً ودولياً وهو السلطة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن تقييم دورها وتأثيرها في المشهد الفلسطيني.
لا يتردد قادة حماس بقبولهم فكرة الحوار مع واشنطن ولكن ضمن شروطهم الواضحة والتي أكدتها وثيقة المراجعة التاريخية التي أعلنت في قطر في 1/5/2017، الوثيقة تبنت قدراً عالياً من المرونة السياسية والبراغماتية في مجمل الملفات وراعت التغيرات الدولية والإقليمية والعربية.
أبرز ما أشارت له تلك الوثيقة؛ إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، عاصمتها القدس دون الاعتراف بإسرائيل والتفريق بين اليهودية كعقيدة والصهيونية مع الإشارة الصريحة بعدم التنازل عن فلسطين التاريخية مهما طال الاحتلال وفك الارتباط الايديولوجي بتنظيم الاخوان المسلمين ملغية بذلك البند الأول في ميثاقها التأسيسي والذي يشير الى أن حركة حماس هي جناح من أجنحة الاخوان المسلمون.

في المحصلة المراجعة رسالة واضحة للمجتمع الدولي لا سيما في ظل إدراج الاخوان المسلمين كحركة إرهابية وتبعات ذلك على مستقبل الحركة وبنفس الوقت رسالة لمصر التي لطالما لعبت دور أساسي في وقف أي عدوان على غزة بالإضافة لدورها في الحوارات الفلسطينية الداخلية ولأنها ربما النافذة العربية الباقية وذات الوزن الاستراتيجي التي يتردد عليها قادة حماس خاصة جماعة غزة.

في العام الماضي وبعد توقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولعب فيه نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي هادي عمرو دوراً رئيسيا بالتنسيق مع القاهرة وتل ابيب؛ عمرو من الذين يؤمنون بأهمية دمج الضفة مع غزة ونجاح المصالحة الفلسطينية الداخلية ورأسيها فتح وحماس لأن هذا يعزز فرص ثبات وقف إطلاق النار وربما يعطي مساحة أكبر للجناح السياسي المحسوب على قطر وتركيا في حماس لصالح تحجيم الجناح العسكري الأقرب لطهران، ولعل الأسئلة التي طرحها تردد حماس في الانخراط في صد العدوان الإسرائيلي الذي استهداف حركة الجهاد الإسلامي شيء من الإجابة على تحول في قراءة حماس قد تتأخر ولكنها غير مستبعدة.

أميركياً؛ الإدارة الحالية تؤمن بحل الدولتين ولكنها لا تعمل على تنفيذه لأسباب عديدة أهمها؛ أن الوضع الإسرائيلي الداخلي غير مهيأ ولأنها معنية بآمن إسرائيل أولا ولأن حركة حماس مدرجة على لائحة الإرهاب ولكن كل هذا قابل للنقاش والتغيير؛ إذا كانت إدارة ترامب اعترفت بطالبان وفاوضتها بالرغم من تصنيفها كحركة ارهابية ورفعت الحوثيين عن لائحة الإرهاب، فأن تكون حماس ضمن الخيارات الأميركية امر غير مستبعد حتى وإن تأخر ولكن هذا مرتبط بمدى قدرة حماس على الاندماج بالتسوية السياسية بمرونة والمؤكد أن لدى حماس براغماتية عالية.

بقلم : زيد نوايسة

قد يعجبك ايضا