“الإخوان”.. وما تبقَّى منهم!!

حتى لو إدّعى الإخوان المسلمون، “إخوان المغرب”، إن إنهيارهم الإنتخابي من مائة وخمسة وعشرين مقعداً إلى ثلاثة عشر مقعداً فقط وأنَّ حتى أمينهم العام سعد الدين العثماني لم يحالفه الحظ وأنه لم يتمكّن من الإحتفاظ بمقعده القديم جداً في العاصمة المغربية وإنَّ حتى بعض المرشحين للمرة الأولى قد تجاوزوه حيث أنه قد جاء في المركز الخامس بعد هؤلاء الذين كان ينظر إليهم من فوق أرنبةِ أنفه وكان يعتبر أن تنظيمه أحد الأحزاب الفاعلة التي تصنع السياسات في المملكة المغربية.

وهنا فإنه على سعد الدين العثماني قبل أن يشكّك ويضرب أخماساً بأسداسٍ ويدّعي هو وبعض “إخوانه” في القيادة الإخوانية أنَّ سقوطهم وعلى هذا النحو كان مؤامرةً سياسية أن يدرك أنَّ “الربيع العربي” كان زمهريراً سياسياً قاتلاً وأنّ أحزاب القرن العشرين والقرن الذي سبقه لم يعد لها وجوداً وعلى الإطلاق وأنَّ الأجيال الصاعدة لا تعرف أنَّ هناك تنظيمات سياسية قد “حكمت” في بعض الدول العربية الرئيسية ولم يعد لها وجوداً حتى في أيٍّ من هذه الدول.

لقد كان هناك حزب البعث الذي حكم في العراق في لحظةٍ تاريخيةٍ بالغة الأهمية وحكم في سوريا وإنْ شكلياً حتى الآن ولقد كانت هناك حركة القوميين العرب “الناصرية” التي كانت قد حكمت في اليمن الجنوبي وانتهت بمذابح داميةٍ بين قادتها الذين لم يبقَ منهم، حسب معرفتي، إلا إثنان دأبا على الطواف بين العواصم العربية وعلى التنقل بين هذه العواصم التي يقال أن بعضها لم تعدْ تستقبل أيّاً منهما وعلى أساس أنّ هناك أوضاعاً مستجدةً في هذه المنطقة وفي الوطن العربي كله.

ولذلك فإنه على “الإخوان المسلمين”، إخوان المغرب، أن يدركوا أنّ حزبهم هذا مثله مثل الأحزاب الأخرى لم يعد مقبولاً ولا مرحباً به بالنسبة للأجيال الصاعدة وأنه كان قد إنتهى في العديد من الدول التي كان وجوده فيها أهم كثيراً من وجودهم في المملكة المغربية وأنّ ما تبقَّى من هؤلاء هو ما يتمسّك به الناصري السابق الشيخ راشد الغنوشي ورجب طيب أردوغان الذي قد وصل به الغرور إلى حدِّ المطالبة بالإرث الجغرافي للإمبراطورية العثمانية التي كان شطبها ونهائياً مصطفى كمال “أتاتورك” ولم يعد لها وجوداً إلا في رأس هذا الرئيس التركي الذي من الواضح أنّ أيامه في مقعد الحكم باتت قليلة.

وهكذا فإنه كان على سعد الدين العثماني الذي يبدو أنّ له من هذا الإسم نصيباً كبيراً أنْ يدرك أنّ أحزاب القرن العشرين لم يعد لها وجوداً وكان أهمها حزب البعث الذي لا يزال أهلُ النظام في: “القطر العربي السوري” يتمسكون بباقي ما تبقَّى من أشلائه المهترئة ثم وإنّ الإخوان المسلمين لم يبقَ لهم وجوداً فعلياًّ حتى في مصر التي كانت بدايتهم فيها مع الشيخ حسن البنا في عام 1928وحيث أنهم قد إنتشروا لاحقاً في أكثر من سبعين دولة ثم ما لبثوا أنْ بدأوا بالتلاشي مثلهم مثل هذه الأحزاب الآنفة الذكر وأغْلب الظنِّ أنه لم يبقَ منهم إلاّ “إخوان” الشيخ راشد الغنوشي الذي كان قد بدأ ناصرياًّ و”إشتراكيا” ثم أصبح إخوانياًّ لأسباب غير معروفة.

بقلم : صالح القلاب

زر الذهاب إلى الأعلى