الحلقة – 3– ضحايا انقلاب حماس الاسود : القائد الشهيد سميح المدهون (ابو محمد)
وكالة وطن 24 الاخبارية : سجل حافل بالاستيلاء والإرهاب والاغتيالات فى جبين حركة حماس الانقلابية.. فمنذ تنفيذ الانقلاب الاسود عام 2007 و الحركة تواصل جرائمها ضد الشعب الفلسطينى .. وتترك أزمات شعبها للانشغال بمصالحها الخاصة والتمويلات الخارجية .
في هذه الحلقة نتذكر احد ضحايا ارهاب حماس الذي اعدمته عصابة الانقلاب الشهيد القائد سميح إبراهيم سليم المدهون .
ولد الشهيد سميح المدهون عام 1974م بمخيم الثورة مخيم جباليا للاجئين بمحافظة شمال غزة متزوج وأب لولد وحيد اسمه “محمد” يدرس في المرحلة الاعدادية وهو طالب متفوق دراسيا رغم الصعاب لن يلين عزمه، ولن يقل تصميمه في السير قدما لتحقيق طموحه وحلمه وحلم والده بمستقبل يبدد ظلمة التطرف والتعصب الحزبي لينعم شعبنا بوطن حر تسوده قيم الحرية والكرامة.
تعلم شهيدنا الثائر المراحل الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث في مخيم جباليا، ولم يكمل تعليمه بسبب تعرضه للاعتقال، وهو في سن الخامسة عشر من عمره على خلفية نشاطه في انتفاضة الحجارة التي انطلقت عام 1987م حيث كان شعلة للنضال ضد المحتل، فرغم صغر سنه قارع الاحتلال بعزيمة وثبات، وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى وهو في سن الخامسة عشر وأمضى في سجن “أنصار المركزي” ستة شهور. وتعرض خلال الاعتقال للتحقيق القاسي والتنكيل وللتعذيب الجسدي والنفسي والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة.
اقرأ/ي ايضا : ضحايا انقلاب حماس الاسود : القائد الشهيد محمد دياب غريب (أبو المجد)
وبعد خروجه من المعتقلات الإسرائيلية أكمل شهيدنا مشواره النضالي حيث شق طريق الثورة في أزقة المخيم ليكمل مسيرة الفداء والتضحية، وفي تلك الفترة وخلال عامين متتاليين أصيب ثلاث مرات في يده اليمنى برصاص المحتل الإسرائيلي الغادر في محاولة مجرمة ويائسة لمنعه من إلقاء الحجارة وثنيه عن مواصلة كفاحه ومقاومته الباسلة ضد الطغيان والعربدة الإسرائيلية، وكان في كل مرة يعود إلى ميدان الشرف والبطولة بإصرار وعزم على مواجهة المحتل الغاصب، متسلحا بإرادة وطنية حديدية صلبة.
وتجرع الرجل الثائر ويلات الألم والمعاناة حيث داهم الاحتلال الاسرائيلي منزل ذويه في مشروع بيت لاهيا عشرات المرات بحثا عنه، ونتيجة ذلك تعرضت أسرته لقسوة وبطش العدو الاسرائيلي والتضييق المستمر عليها جراء مواصلة مداهمة المنزل ليلا ونهارا والاعتداء بالضرب على من تواجد بداخله وخاصة والدته الحاجة “أم باسم” التي صبرت وكابدت وتحملت الصعاب وتميزت بعطائها ووفائها واخلاصها في الدفاع عن شباب انتفاضة الحجارة ومشاركتهم في التصدي لجنود الاحتلال ومواجهة غطرستهم، وجبروتهم ضد شعبنا، وربّت أولادها على حب الوطن وغرست فيهم روح البذل والعطاء والتضحية من أجله.
ورغم كل التحديات تحمل “أبو محمد” الوجع وحمل هم الوطن وتقدم الصفوف ليواصل مسيرته النضالية في مقارعة الظلم والاستبداد، وبعد الملاحقة والمطاردة اعتقلته القوات الاسرائيلية في شوراع المخيم مرتين حيث أمضى أكثر من عامين في سجن النقب الصحراوي وسط ظروف إعتقالية صعبة.
وبعد الإفراج عنه عام 1991م عاد زلزال الفتح الثائر الشهيد سميح للعمل المقاوم ضد الاحتلال ليواصل طريق الحرية المعبدة بدماء الشهداء حيث قاد شهيدنا مجموعات “كاشف” الذراع المسلح لحركة فتح عام (1992-1994)، وخلال هذه الفترة جسد شهيدنا معنى الإخوة وحب العمل والتفاني والتضحية من اجل الوطن في نفوس رفاق دربه ومنهم الشهيد ماجد نطط، والشهيد عادل شرف، محمود الجخبير، والشهيد سهيل الهرش، وجميعهم استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى.
ومع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994 التحق “أبو محمد” بقوات الـ (17)، وعمل في جهاز حرس الرئيس الخاص للزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات، وحصل على دورات تدريبية متخصصة في الأمن والحماية. وخلال فترة عمله كان مثالا للانضباط والالتزام والإخلاص في أداء العمل العسكري وعلاقته طيبة مع زملائه وقيادته.
وخلال هبة “الأقصى” شارك الثائر سميح المدهون في التصدي لقوات الاحتلال قرب معبر بيت حانون شمال القطاع حيث شارك مع أبناء شعبه في مسيرات الغضب التي انطلقت صباح الخامس والعشرين من شهر أيلول عام 1996، لمهاجمة جنود الاحتلال في أماكن التماس وحواجز الاحتلال المنتشرة قرب المستوطنات الإسرائيلية التي كانت جاثمة على أراضي قطاع غزة في ذلك الوقت، وجاءت الهبة الجماهيرية بعد أن أقدمت السلطات الإسرائيلية في ظل حكومة زعيم الليكود آنذاك بنيامين نتنياهو على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك.
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية “انتفاضة الأقصى” عام ( 2000) التحق الثائر سميح في صفوف كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة “فتح” في شمال القطاع وشارك في تخطيط وتنفيذ عمليات فدائية، وزرع عبوات ناسفة، ونصب كمائن ضد جيش الاحتلال كما شارك في شن هجمات بطولية استهدفت عدة مواقع عسكرية إسرائيلية على السياج الفاصل مع أراضينا المحتلة.
وخلال انتفاضة الأقصى تعرض زلزال الفتح “سميح المدهون” لعده محاولات اغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة منها برفقه الشهيد محمود الجخبير في بلده بيت لاهيا أثناء التصدي لأول اجتياح إسرائيلي غادر استهدف أهلنا في محافظة شمال غزة.
وتعرض لمحاوله اغتيال أخرى برفقة عدد من مقاتلى كتائب شهداء الأقصى قرب مسجد الرباط بمشروع بيت لاهيا أثناء نصب كمين وزرع عبوات ناسفة للتصدي للدبابات الإسرائيلية التي اجتاحت شمال غزة في عملية عسكرية أطلق عليها جيش الاحتلال اسم “أيام الندم” واستشهد وأصيب فيها العشرات، وتعرضت بيوت المئات من أبناء شعبنا في محافظة الشمال للهدم والتدمير.
أحداث الإنقلاب الأسود
في عام 2006 استهدفت العشرات من إرهابي حركة حماس الانقلابية جيبا عسكريا في محاولة لاغتياله وأصيب خلالها شقيقه د.باسم المدهون وشقيقيه رأفت المدهون.
قاد الشهيد سميح المدهون معركة الدفاع عن الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة وكان يحذر من أطماع حركة حماس الانقلابية ووقف سدا منيعا في وجه عدوانها الارهابي على أبناء فتح وعناصر الأجهزة الأمنية في غزة. استشهد المقاوم الثائر سميح المدهون بتاريخ 14-6- 2007 برصاص “حماس” مع زملائه ورفاق دربه الشهداء “حسن زقوت، عامر مهنا، مصطفى قداس”….في أحداث الإنقلاب على الشرعية الفلسطينية عام 2007م. ومنذ ذلك الحين تغرق غزة في ويلات الجوع والحرمان والقهر الناتج عن انقلاب حماس الدموي.
#انقلاب_مش_انقسام
#غزة_لازم_ترجع