مشعل لم يقل الحقيقة

مشعل لم يقل الحقيقة

عمر حلمي الغول
ترغمك قيادات حركة حماس ارغاما على الرد على نفاقهم واكاذيبهم وقلبهم للحقائق. لانهم جميعا ودون استثناء لا يقولون الحقيقة، ويزيفون التاريخ ويجتزأونه ويختزلونه وفقما يناسب اجنداتهم واكاذيبهم. ولا اعتقد ان هناك انسان يعرف خلفية الاخوان المسلمين جميعا من حسن البنا حتى آخر اخواني في الكون، وليس حركة حماس الفلسطينية فقط، ويستتغرب تلفيقاتهم ومجونهم وترهاتهم واخونتهم للحقائق، والباسها اثوابا وخلفيات لا تمت لها بصلة.
آخر ما تفقتقت عنه أسطوانات حركة حماس المشروخة، والمتناقضة مع الحقائق والتاريخ، ادلى به خالد مشعل، رئيس الحركة في الخارج في لقاء مع برنامج “الوجه الاخر” على فضائية “الجزيرة” القطرية مساء الجمعة الموافق 12 اب/ أغسطس الحالي، الذي ارجع أسباب الانقلاب او كما سماه “الانقسام” الفلسطيني الى رفض المجتمع الدولي نتائج انتخابات 2006، التي منحت الحركة 76 مقعدا في المجلس التشريعي، وشكلت على اثره الحكومة العاشرة.
وأود ان اعيد للاذهان حقيقة، ان وجود حركة حماس في المشهد الفلسطيني في مطلع العام 1988، وليس كما تدعي في 14 كانون اول / ديسمبر 1987 جاء بقرار صهيو أميركي بعض عربي رسمي، وذلك لسحب البساط من تحت اقدام منظمة التحرير الفلسطينية وإلغاء واسقاط وتفتيت المشروع الوطني برمته. والدليل انه منذ أعلنت عن تأسيس نفسها، رفضت المشاركة في اصدار أي بيان مشترك مع فصائل منظمة التحرير او ذراعها القيادي ( القيادة الوطنية الموحدة) في الانتفاضة الكبرى 1987/ 1993؛ واصرت على تمزيق وحدة الساحة الفلسطينية الميدانية والسياسية، عندما رفضت الدخول في اطار منظمة التحرير مقابل حصولها على 40 عضوا في المجلس الوطني، أي عددا موازيا لحركة فتح، واكثر من عدد أعضاء الجبهة الشعبية، الفصيل الثاني في المنظمة؛ ومارست دورا مشبوها خلال السنوات اللاحقة.
كما ان قيادة حركة حماس رفضت منذ اللحظة الأولى تأسيس السلطة الوطنية في العام 1994، وعملت على تقويضها، وتمزيقها، مع قيامها في 18 تشرين ثاني / نوفمبر 1994 بمحاولة فرض ازدواجية السلطة، عندما قامت بتنظيم مظاهرات مسلحة من جامع فلسطين في الرمال الشمالي وجابت شارع الجلاء وشارع عمر المختار، واطلقت الرصاص على مقر قوات الامن الوطني في السرايا، واحرقت سينما النصر، ومحلات أبو جورج مقابل ميدان الجندي المجهول، وفندق الطاحونة الحمراء بجوار وزارة الخارجية والتعاون الدولي آنذاك وبيت الرئيس الراحل ياسر عرفات. إضافة لذلك قامت على مدار عمليات إعادة الانتشار والانسحاب لجيش الاستعمار الإسرائيلي بالتنسيق والتعاون غير المعلن مع أجهزة الامن الإسرائيلية على تنفيذ سلسلة من العمليات لتعطيل توسيع وتعميق وجود سيطرة السلطة الوليدة على محافظات الوطن المختلفة. ومارست التحريض اليومي في المساجد وبالبيانات اليومية وعلى العديد من المنابر الاخوانية والاسلاموية منها قناة “الجزيرة” ذاتها، التي اجرت اللقاء، وهاجمت عناصرها وشيوخها المزورون الرئيس الرمز أبو عمار في المسجد العمري الكبير والتاريخي في مدينة غزة .. الخ وبالتالي لم يبدأ الانقسام بعد الانتخابات، وانما منذ وجدت حركة حماس في المشهد الفلسطيني، وسعت وتسعى حتى الان قياداتها لتعميق برنامج التمزيق والتفتيت والشرذمة والتخوين والتكفير للوطنيين الفلسطينيين وفي مقدمتهم ياسر عرفات، زعيم الشعب ومحمود عباس وكل قيادة حركة فتح والسلطة الوطنية ومنظمة التحرير والأجهزة الامنية.
واما موضوع الانقلاب الأسود في 14 حزيران / يونيو 2006، مهدت له حركة حماس بسلسلة طويلة من المعارك، وكان اللواء المصري (المخابرات) برهان حماد شاهدا على توقيع 13 اتفاقا بين حركة حماس ومنتسبي الأجهزة الأمنية، وفي كل مرة كانت كتائب القسام وقيادات حماس تنقض الاتفاقات، حتى فرضت الانقلاب، واختطفت الشرعية، وضربت عرض الحائط بحكومة الوحدة الوطنية، التي تشكلت في اعقاب اتفاق شباط/ فبراير 2007 في مكة برعاية الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والتي كان يقودها رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية، ووزير داخليتها آنذاك سعيد صيام، الذي قام يتشكيل القوة التنفيذية (القوة الخاصة لفرع جماعة الاخوان المسلمين) في 17 أيار / مايو 2006 وتعدادها (3000) الاف عنصر. اذا الامر لا يتعلق بتهديدات بعض القيادات الفتحاوية آنذاك، وانما مرتبطة باجندة ووظيفة مرسومة ومعدة سلفا لفرع الجماعة في فلسطين. وكما ذكرت في مرات عدة، كان رأس حربة ما يسمى الربيع العربي بدأ في فلسطين في 2007، وبالتالي حركة حماس تنصلت من اتفاق مكة، وتنصلت من حكومتها الحادية عشر برئاسة هنية، ووجهت ضربة لمكانة ودور المملكة العربية…

قد يعجبك ايضا