باحثون مغاربة لـ«الدستور»: نجونا من حقبة «الإرهابية» السوداء

 

قالت مصادر مغربية مقربة من حزب التجمع الوطنى للأحرار إن رئيس الوزراء المكلف، عزيز أخنوش، يواصل مشاوراته لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة الأسبوع المقبل، بعد تصدر الحزب نتائج الانتخابات الأخيرة، التى أجريت الأربعاء الماضى، وأسفرت عن خسارة مدوية لحزب «العدالة والتنمية» الإخوانى، بعد ١٠ سنوات من الهيمنة على السلطة فى البلاد.

وكشفت المصادر عن أن «أخنوش» يتجه لتشكيل حكومة ائتلافية بعد أن التقى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبداللطيف وهبى، والأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، وهما الحزبان اللذان حلا فى المركزين الثانى والثالث فى نتائج الانتخابات، ما سيضمن أغلبية مريحة لتشكيل حكومة منسجمة.

وتعليقًا على ذلك، قال رشيد الطالبى العلمى، القيادى البارز فى حزب التجمع الوطنى للأحرار، إن مشاورات تشكيل الحكومة المغربية الجديدة تعيد إخوان المغرب إلى حجمهم الطبيعى كأقلية فى المعارضة.

وقال: «الإخوان غير قادرين حتى على تشكيل فريق برلمانى قوى، والأمور تتكشف عن غضب واسع داخل الحزب الإخوانى، بعد الخسارة المدوية التى أسقطتهم من سدة الحكم».

فيما قال الكاتب والباحث المغربى سعيد ناشد إن اندحار حكم الإخوان المسلمين بعد ١٠ سنوات من السلطة، وخسارتهم عن طريق صناديق الاقتراع بكل سلاسة هو إنجاز كبير يُحسب للشعب المغربى، الذى ضاق ذرعًا بالجماعة التى أدخلت المغاربة فى عشرية سوداء.

وأضاف: «انتصار التجمع الوطنى للأحرار هو انتصار لأسلوب حديث فى إدارة الحملة الانتخابية، والاستعمال الجيد لوسائل التواصل، وننتظر تشكيل حكومة قوية، ومعارضة قوية أيضًا، حتى لا يتبقى أى فراغ تملؤه الجهات المعادية للدولة ومؤسساتها».

أما الأكاديمية المغربية مونية أيت كبورة، الباحثة فى الدراسات الإسلامية وشئون الإسلام السياسى بجامعة «كيبك» الكندية، فقالت إن الإخوان خلال فترة حكمهم حولوا الصراع بالمغرب من صراع اجتماعى من أجل الحقوق الاجتماعية والحريات العامة إلى صراع أخلاقى.

وأوضحت أن المجتمع المغربى كان متقدمًا قبل مجىء الإخوان إلى السلطة، وشهد تعديل مدونة الأحوال الشخصية، وسط نشاط بارز للحركات النسائية، كما شهد منافسات سياسية متقدمة، بين اليسار واليمين والحركات النقابية والأحزاب السياسية المطالبة بالتحول إلى الملكية البرلمانية، لكن الإخوان أعادوا كل شىء إلى الوراء.

وأضافت «أيت كبورة»: «عجز الإخوان عن تغيير حياة الشعب المغربى إلى الأفضل، وكانوا قبل الحكم يرفعون شعارات كثيرة تخلوا عنها فور وصولهم للسلطة، وهذا لا يمكن تفسيره إلا بأنهم منافقون فقط، وتقودهم أيديولوجية تحلم باستعادة الخلافة من منطلقات قطبية وجهادية».

وقالت نرمين كامل، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن تشكيل الحكومة الجديدة فى المغرب بعد السقوط المدوى لحزب العدالة والتنمية، الممثل لتيار الإسلام السياسى، يؤكد أن ما تعرض له هذا التيار هو نكبة حقيقية.

قد يعجبك ايضا