الطابور الخامس يخطط للهيمنة على المجلس التشريعي، خلُّو بالكم!

الطابور الخامس الإماراتي مزروع في المجلس السيادي.. وله الغلبة في مجلس الوزراء.. ويصارع لامتلاك السودان كله بالحصول على الأغلبية في المجلس التشريعي..
هذه حقيقة مؤلمة يتوجب ذكرها حتى لا بكون أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة، وفي المستقبل العريض، على بينِّة مما جرى وما يجري وما سوف يجري..
وأصحاب المصلحة الحقيقية هم الشباب (كنداكات وشفوت).. وتشكيل غالبية عضوية المجلس التشريعي منهم هو السبيل الوحيد للحفاظ على أهداف الثورة وعلى مستقبلٍ للسودان دون تبعية لأحد..
 لقد شاهدنا من عبثٍ خارج النص في المسرح السياسي، طوال الفترة السابقة، ما شاهدناه واشمأززنا منه، ولا نزال نشاهد ونشمئز، خاصة من الارتباك الحادث في مسرح السياسة الخارجية!
إن العبث في المسرح السياسي تمارسه أحزاب وحركات مسلحة ترى أنها تمتلك الحقيقة المُطْلَقة، وأن قوة الوطن تأتي من قوة الحزب او الحركة، فتعمل بكل ما أوتيت من خبث سياسي لتقوية الحزب على حساب الوطن، فتُضعِف الوطن وتقوي الحزب قوة صورية في الداخل والخارج.. ولا هي صارت قوية حقيقة ولا هي تركت الوطن ينهض..
 وهذا كان ديدن البشير.. وهو الدرب الذي يسير عليه الطابور الخامس المشكّل من مكوِّن نداء السودان والحركات المسلحة، إذ ربطوا مصدر قوتهم بدول (محور الشر العربي)، كما ربطوها بتكالبهم على محاصصات المجلس السيادة ومجلس الوزراء؟ واليومَ، يتكالبون بشراهة على محاصصات المجلس التشريعي..
كل هذا التكالب وتلك المحاصصات لن تكون في مصلحة السودان تماماً، بل سوف تكون في مصلحة (محور الشر العربي) عموماً، والإمارات العربية المتحدة، على وجه الخصوص.. وقد هددهم الإعلامي الإماراتي السفيه، حمد المزروعي، في تغريدة  ابتزازية جاء فيها: ” كل شيء موثق بالكاميرا ، ولدينا الكثير من المقاطع ، ولن يستطيع أحد الخروج عن أهداف الامارات.. ومن يخرج، فسيجد المقاطع منشورة في كل المواقع”..
إن جملة ” فسيجد المقاطع منشورة في كل المواقع” هي القنبلة المرعبة للطابور.. وسيسعون لتحاشيها بالخضوع لإملاءات الإمارات العربية المتحدة..
عقب سقوط النظام المنحل، غرّد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، على تويتر  مؤكداً “أن الإمارات على اتصال بكل أطياف المعارضة وبالمجلس العسكري الانتقالي.”
الكيانات التي ذكرها الوزير قرقاش، مطوَّقة بأموال عينية أو نقدية إماراتية مدفوعة سراً.. ولا يوجد قائد ضمن قيادات تلك الأحزاب والحركات إلا وكان له لقاء سري مع العميل، محمد دحلان، (على حِدَه) أو في اجتماع هنا في الخرطوم أو ابوظبي..
وكنتُ أرى نشاطاً كثيفاً للجاسوسين محمد دحلان وطه عثمان حسين إنابةً عن (محور الشر العربي) في الخرطوم.. تستتبعه رحلات مكوكية للطابور الخامس إلى دول المحور، أرى ذلك فأتحسر على المستقبل غير المبشر للعمل السياسي في السودان..
وحدث ما كنت أخشاه فارضاً علينا الطابور الخامس بقوة على جميع مراكز صنع القرار..!
أيها الناس، في الفترة التي تلت سقوط النظام المنحل كتبت كبريات الصحف العالمية عن رحلات مكوكية إلى أبوظبي يقوم بها بعض الساسة السودانيين.. وأن أولئك الساسة هم صناع القرار المحتملين..
وأقول لكم أنهم صناع القرار الفعليين في السودان اليوم..
وكتبت صحيفة (القدس العربي) في ٥ مايو ٢٠١٩ مقالاً جاء فيه:-“أقرت مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة والقيادية في قوى إعلان الحرية والتغيير، في برنامج حوار المستقبل، الذي بثته قناة النيل الأزرق مساء أمس، السبت ٤ مايو ٢٠١٩، بأنها قامت بزيارة غير  معلنة لدولة الإمارات في اليومين الماضيين كان غرضها تقديم “الشكر  للسلطات الإماراتية على وقوفها وتعاونها معهم واستجابتهم لاستضافة الإمام الصادق المهدي والدها ورئيس حزب الأمة”، حسب قولها ،  غير أن الملاحظ أن هذه الزيارة  كانت سرية و لم يتحدث الذين قاموا بها عنها إلا بعد أن كشفتها السوشيال ميديا التي لا تخفي عليها خافية..”
وذكرت الصحيفة:-” أن مريم المهدي واثناء تواجدها في ابوظبي بصحبة مالك عقار وياسر عرمان اجتمعت مع محمد دحلان في اجتماع خاص ثم التقت بعد ذلك بالشيخ منصور بن زايد وان اللقاء مع دحلان كان لقاءاً على انفراد.”!
أما صحيفة (نيويورك تايمز) ، فتحدثت في يوم  الخميس، ٢  مايو ٢٠١٩، عن قيادات سياسية سودانية وصلت أبوظبي في زيارة سرية ضمن الأجندة الإماراتية، للتفاوض حول الوضع في السودان.. وأن خمساً من القوى السودانية المعارضة، بما فيها عدد من الحركات المسلحة، من بينها ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية، زارت أبو ظبي لإجراء محادثات..
المذكورون، وبلا استثناء، يشكلون الطابور الخامس للإمارات في السودان.. ويخططون للسيطرة على المجلس التشريعي لتمرير أجنداتهم الصغيرة وأجندات (محور الشر العربي)، وعلى رأسها الإمارات، والتي هدد أحد اعلامييها بكشف  مستور الاتفاقات السرية بين الإمارات وعناصر الطابور..
وكاد ما بناه الطابور الخامس أن يتمخض عن إحدى أجندات الإمارات ببيع منطقة الفشقة لها و(استعمار) إثيوبيا لتلك الأرض، لولا يقظة الإعلام السوداني والثوار المتأهبين لصد المتربصين بالبلد.. ولا يزال موضوع الهيمنة على المجلس التشريعي في المحك..
وحول ذلك المجلس تحدث الواثق البرير، الأمين العام لحزب الأمة القومي، قبل يومين، عن إصلاح واستعادة الحياة السياسية، وعن إكمال الهياكل الانتقالية والمجلس التشريعي.. وفي باله حصول حزبه على الأغلبية في المجلس، باعتبار (ما كان) حجماً للحزب..
إن أطماع هذا الطابور مُرَكَّز، حالياً،  على المجلس التشريعي.. لأن كل الصيد في جوف ذلك التشريعي.. لكن أي تشكيل للمجلس التشريعي لا تكون فيه الأغلبية للكنداكات والشفوت، أصحاب الثورة الحقيقيين، سوف يهدم مبادئ الثورة بالبلدوزر..
 أيها الناس، قلنا لكم أن الطابور  الخامس يخطط بكل ما لديه من خبث سياسي للهيمنة على المجلس التشريعي..
خلُّو بالكم! وما تخلونا بعدين نقول ليكم: أنحنا قبيل شِن قلنا!.

 

بقلم: عثمان محمد حسن

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى