اسرائيل تضرب الجهاد لتأبيد حكم حماس لقطاع غزة
وكالة وطن 24 الاخبارية – نذهب بتقديراتنا حول نتائج عدوان منظومة الاحتلال والاستيطان الاستعماري العنصري إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وتركيز قوة جيش الاحتلال النارية المدمرة على قطاع غزة إلى حد يدفعنا إلى رؤية مشروع التقسيم الجغرافي والسكاني لدولة فلسطينية مستقبلية وقد أصبح أمرا واقعا، ووصل إلى نقطة اللاعودة باتجاه أرضية الوحدة الوطنية الفلسطينية السياسية والجغرافية، فحملة الاحتلال العسكرية الدموية المستمرة منذ سنوات على الشعب الفلسطيني الصامد المتجذر في أرض وطنه التاريخي فلسطين وهدفها الرئيس(القدس) والحملات المتفرعة عنها نحو مدن وبلدات وقرى الضفة الفلسطينية المحتلة، بعمليات عسكرية خاصة، مفتوحة على تدخلات مسلحة منسقة مع عصابات المستوطنين الإرهابيين، وكذلك مسار الحملة العسكرية المدمرة على قطاع غزة المختلفة من حيث نوعية وصنوف الأسلحة المستخدمة، والمنسجمة مع أهداف المنظومة الفاشية العنصرية وملخصها دفع الفلسطيني تحت ضغط الإرهاب الصهيوني الدموي إلى التفكير بالخضوع والتسليم باستحالة انتزاع الحرية والاستقلال، والتحلل من عقلية الانتماء الوطني، ومبدأ الانتصار للمشروع الوطني الفلسطيني، الذي يعني انتصاره وتجسيد أركانه فعلا على أرض الواقع البداية الحقيقية لانهيار المشروع الاستعماري الدولي – الصهيوني على أرض الشعب الفلسطيني العربية (فلسطين)، فمنظومة الاحتلال لا تعمل وفق ردة الفعل، وإنما تُفَعّل خططها الجاهزة سلفا بعد توفير الظروف والوقائع المناسبة لإطلاقها، ارتكازا على عقلية الهجوم الدائم، المروج والمسوق للعالم على أنه مجرد دفاع عن النفس !! ونعتقد في هذا السياق أن أي حديث عن تآكل أو ضعف قوة الردع لدى المنظومة ليس تقديرا صائبا، وإنما نرى مستوى درجة جريمة العدوان ونوعية الأسلحة والذخيرة المستخدمة، وكذلك الأهداف البشرية المُعَلَمْ عليها في ميدان النار مرتبطة بمراحل تمكين أصحاب المشروع الانفصالي المضاد للمشروع الوطني الفلسطيني عبر تثبيت أركان سلطة فرع الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى (حماس) في قطاع غزة، وذلك كإدراك عميق لدى رؤوس منظومة الاحتلال وعقولها الاستراتيجية، بأن السلاح الأقوى لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني ليس الحملات العسكرية والاستيطانية وحسب، بل بالضربة القاصمة المانعة على المدى البعيد لأي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة في الضفة الفلسطينية بما فيها العاصمة القدس وقطاع غزة، ما يتطلب مساعدة حماس على فرض سيطرتها على قطاع غزة، ومنع نمو أي منافسة للاستحواذ على مركز النفوذ والسيطرة رقم واحد، وكذلك منع وصول أي فلسطيني آخر إلى موقع قوة عسكرية مواز لها حتى لو كان تحت عنوان المقاومة، فرؤوس حماس معنيون بإضعاف (حركة الجهاد) .
يظن (مشايخ حماس) أن إضعاف قوة الآخر الفلسطيني سيصب في صالحهم ! والسؤال الأهم الآن: من ذا الذي أخبرهم أو نقل لهم أن المستقبل سيكون آمنا لهم ؟ !، فقطاع غزة بملايينه الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، لا تقوى قوة في العالم مهما بلغت تدخلاتها أو محاولات سيطرتها على قرارنا الوطني المستقل، بقطع جذور انتمائهم الوطني، ولو كان الأمر عكس ذلك لكانت منظومة الاحتلال الصهيوني العنصري استطاعت قطع جذور الانتماء الوطني عند مليوني فلسطيني مارست عليهم وما زالت منذ 75 عاما كل أساليب الحرب النفسية والاقتصادية والثقافية وحتى الإرهابية، وعلى الجميع إدراك هذه الحقيقة قبل فوات الأوان، فقرار الكفاح المشروع والسلم سيبقى بيد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، وكل قوة على الأرض آن الأوان لتأطيرها وفق برنامج المنظمة السياسي النضالي لتكون قوة وطنية للشعب الفلسطيني دون استثناء.
ستكشف الحرب الأسبوعية لكل فلسطيني يرى الأحداث ببصيرته، ولا يكتفي بما يشاهده على شاشات الفضائيات وما يسمعه من تحليلات ركيكة ضعيفة بلا سند عقلاني واقعي، بأن قدرات شعبنا الفلسطيني البشرية والمادية، كان ممكنا أن تشكل رافعة لمشروعنا الوطني الفلسطيني، لو أن (الجميع) على تنوع مرجعياتهم السياسية قد التقوا بانتماء وطني خالص، ونوايا لا لبس فيها لرفع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق مصالحهم الحزبية الخاصة، وعززوا البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية برؤى وبرامج عمل فعلية عملية على أرض الواقع، ورفعوا من شأن قوة ومناعة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشعبية عموما، وليس الانحصار والانحسار في دوائر حزبية تبقى ضيقة حتى لو امتلكت أقوى الأسلحة، ذلك أن انتزاع الحق الفلسطيني، بالوسائل المشروعة كان وما زال وسيبقى رؤية استراتيجية، وقرارا وطنيا جمعيا للشعب الفلسطيني، لا يجوز ولا يمكن لأي (تنظيم) مهما بلغت قوته الانفراد بتطبيقه، فالكفاح والنضال الوطني يتطلبان استراتيجية وطنية، بمقومات صمود ومواجهة شاملة تأخذ في الاعتبار قدرات الشعب الفلسطيني ومقدراته وإمكانياته، وأشكال المقاومة التي تبدأ من الثقافية مرورا بعملية بناء الإنسان وتحرره كما نعتقد، مرورا إلى تعزيز صموده وتحرره الاقتصادي، وعبور واختراق حاجز القانون الدولي وتثبيت علم فلسطين على ضفته الأخرى، بعد خلخلة تحصيناته التي شيدها على أرضية المجتمع الدولي! علما أن هذه المواقع التي تعمل قيادة الشعب الفلسطيني السياسية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس على اختراقها، تعتبر الأشد تحصينا من مواقعه العسكرية وقبته الحديدية المنشأة على أرض وطننا المحتل (فلسطين).
بقلم- موفق مطر