الأردن: احباط محاولة تهريب أسلحة والقبض على خلية «إخوانية» متحالفة مع إيران
وكالة وطن 24 الاخبارية : كشف مصدران أردنيان مطلعان لـ«رويترز»، أن الأردن أحبط مؤامرة يشتبه أن إيران تقف خلفها لتهريب أسلحة إلى المملكة، وذلك لمساعدة معارضين للحكم الملكي على تنفيذ أعمال تخريبية.
وقال المصدران للوكالة إن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة «حماس».
وأضافا أنه تم ضبط الأسلحة عندما ألقي القبض على أعضاء في الخلية، وهم أردنيون من أصول فلسطينية، في أواخر مارس (آذار).
وتأتي المؤامرة والاعتقالات، اللذان لم ترد أي تقارير بشأنهما قبل ذلك، وسط توترات شديدة في الشرق الأوسط جراء الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة ضد حركة «حماس».
وتشكل «حماس» جزءا من «محور المقاومة» المناهض لإسرائيل الذي تتزعمه طهران ويضم فصائل عدة متحالفة معها.
وطلب المصدران الأردنيان عدم الكشف عن هويتيهما، ورفضا الكشف عن الأعمال التخريبية التي كان يتم التخطيط لها وأشارا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.
وقالا إن «المؤامرة كانت تستهدف زعزعة استقرار الأردن الذي يمكن أن يصبح نقطة توتر إقليمية في أزمة غزة، إذ يستضيف قاعدة عسكرية أميركية ويشترك في الحدود مع إسرائيل، وكذلك سوريا والعراق» حيث توجد فصائل متحالفة مع إيران.
ولم يحدد المصدران الأسلحة التي تم ضبطها خلال العملية في مارس، لكنهما قالا إن الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر القليلة الماضية عددا من المحاولات من جانب إيران وجماعات متحالفة معها لتهريب أسلحة «من بينها ألغام كلايمور ومتفجرات سي4 ومتفجرات سيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ كاتيوشا عيار 107 مليمترات».
وتابعا: «شهر يونيو (حزيران) 2023 أصبحوا يهربون أسلحة وزادت كثيرا ومن بينها ألغام فردية ومتفجرات (زي إل سي4) ومسدسات غلوك وأخيرا هربوا كاتيوشا 107 ملم».
ووفقا للمصدرين الأردنيين، كان معظم التدفق السري للأسلحة إلى الأردن موجها إلى الأراضي الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
لكنهما قالا إن بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم ضبطها في مارس، كانت موجهة للاستخدام في الأردن من قِبل خلية تابعة لـ«الإخوان المسلمين» متحالفة مع «حماس».
وأوضح أحد المصدرين، وهو مسؤول مطلع على الأمور الأمنية، أن «الخطر الجديد هو دخول أسلحة»، مشيرا إلى أن «الأسلحة هذه يضعونها في حفر تسمى نقاطا ميتة ويحددون موقعها على (جي بي إس) ويصورون مكانها ويخبرون رجالهم أن يذهبوا ويحصلوا على الأسلحة من الموقع»، في إشارة إلى الطرق التي يتبعها المهربون في العمليات.
ووفقا للمصدرين، تعتقد السلطات الأردنية أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل «حماس» و«حزب الله» في لبنان تحاول تجنيد شبان متطرفين من جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن من أجل الأهداف المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من القوى المتحالفة معها.
من جهته، أكد ممثل بارز لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن أن بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا في مارس وبحوزتهم أسلحة، لكنه قال إن أيا كان ما فعلوه فلم يكن بموافقة الجماعة، مضيفا أنه يعتقد أنهم كانوا يهربون الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس بهدف تنفيذ عمليات في الأردن.
كما قال ممثل الجماعة الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الأمر: «هناك حوار بين (الإخوان) والسلطات. إنهم (السلطات) يعلمون أنه إذا كانت هناك أخطاء فلم تصدر عن جماعة (الإخوان المسلمين) بل عن أفراد فقط وليست من سياسة جماعة الإخوان».
وقال قيادي آخر في الجماعة طلب عدم الكشف عن هويته لـ«رويترز» إن أعضاء الخلية الذين تم اعتقالهم كانوا ممن تم تجنيدهم من قِبل نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر لعمليات «حماس» في الضفة الغربية من منفاه في لبنان.
وقُتل العاروري في ضربة جوية بطائرة مسيرة في بيروت في يناير (كانون الثاني)، وهو هجوم يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذته.
وخلال العام الماضي، قال الأردن إنه أحبط الكثير من المحاولات التي قام بها متسللون مرتبطون بالجماعات الموالية لإيران في سوريا، والذين قال الأردن إنهم عبروا حدودها بقاذفات صواريخ ومتفجرات، وتمكنوا من إدخال بعض الأسلحة من دون أن يتم اكتشافها. ونفت طهران أن تكون وراء مثل هذه المحاولات.
أردنيون من أصل فلسطيني
كما أضافا أنه تم الاستيلاء على المخبأ عندما ألقي القبض على أعضاء الخلية، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، في أواخر مارس/آذار الماضي، حسب ما نقلت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء.
إلا أن المصدرين، رفضا الكشف عن الأعمال التخريبية التي يُزعم أنه تم التخطيط لها، لافتين إلى أن التحقيقات الجارية سرية.
إنما اكتفيا بالقول إن هدف المؤامرة كان زعزعة استقرار البلاد التي يمكن أن تصبح نقطة اشتعال إقليمية في حرب غزة، لاسيما أنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية وتشترك في الحدود مع إسرائيل وكذلك سوريا والعراق، وكلاهما موطن لميليشيات مدعومة إيرانياً.
كما لم يحددا الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في مارس، على الرغم من قولهما إن الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب أسلحة بما في ذلك ألغام كليمور ومتفجرات C4 وسيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وكاتيوشا عيار 107 ملم. صواريخ.
إلى ذلك، كشفا أن معظم تلك الأسلحة التي صودرت على مدى الأشهر الماضية كانت متجهة إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
طريقة التهريب
لكنهما لفتا في الوقت عينه إلى أن بعض الأسلحة ومن ضمنها تلك التي تم الاستيلاء عليها في مارس، كانت مخصصة للاستخدام في الداخل الأردني من قبل خلية الإخوان.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول مطلع على الأمور الأمنية، “أخفوا هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، وحددوا موقعها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وصوروا موقعها ثم أمروا رجالهم باستعادتها من هناك”، في إشارة إلى الطريقة التي يتم بها تهريب السلاح عامة.
هذا، وكشف المصدران أن السلطات الأردنية تعتقد أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل حماس وحزب الله اللبناني تحاول تجنيد أعضاء متطرفين شباب من جماعة الإخوان في البلاد للانضمام إلى جماعاتهم المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من الميليشيات.
جندهم العاروري
بدوره، قال عضو كبير آخر في الجماعة إن أعضاء الخلية المعتقلين تم تجنيدهم من قبل القيادي في حماس صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر لعمليات الجماعة في الضفة الغربية من منفاه في لبنان، قبل أن تغتاله إسرائيل بمسيرة في بيروت بيناير الماضي.
يذكر أنه خلال العام الماضي، أعلن الأردن مرارا إحباط العديد من محاولات تهريب أسلحة ومخدرات، نفذها متسللون مرتبطون بالميليشيات الإيرانية في سوريا.
فيما تمكنت بعض الشحنات من الدخول دون أن يتم اكتشافها.
إلا أن الشهرين الماضيين شهدا توتراً ملحوظاً بين عمان وطهران، التي نفت سابقا تورطها في عمليات التهريب هذه، إثر الهجوم بمئات الصواريخ والمسيرات الذي نفذته نحو إسرائيل، ورد الأخيرة أيضا.