نظرة الى الدور الايراني المشبوه في فلسطين …. وفقدان البعد التنموي

وكالة وطن 24 الاخبارية : كتب رئيس التحرير : لقد عمل النظام الإيراني منذ تولي الخميني للسلطة على صياغة سرديته الخاصة بالقضية الفلسطينية، ورؤيته لها على نحو يخدم أهدافه بعد أن روج لنفسه باعتباره يحمل رسالة إلهية عالمية، وتصوير الصراع مع إسرائيل بكونه صراعاً أيديولوجياً وليس تنافساً على السيطرة والنفوذ في الشرق الأوسط. وكانت القضية الفلسطينية إحدى أهم أدوات إيران في استراتيجيتها نحو سعيها إلى تحقيق مشروعها للهيمنة الإقليمية. وتجلى ذلك في توظيف طهران القضية بحسب المصالح الإيرانية.

بعيداً من الطابع القومي والعروبي

ومن ثم فإن توطيد إيران علاقتها بـ”حماس” وغيرها من حركات المقاومة ذات الأصول الإسلامية راجع لتوافق طبيعة هذه الجماعات مع رغبة طهران في إضفاء الصبغة الإسلامية على القضية الفلسطينية بعيداً من الطابع القومي والعروبي لها، حتى تتمكن من ربطها بالمبادئ الثورية، وما سمته بالصحوة الإسلامية، من ثم تسهيل مبدأ تصدير الثورة. وهو النهج نفسه الذي سارعت إلى تطبيقه على التظاهرات الشعبية التي اندلعت في بعض الدول العربية عام 2011 إذ اعتبرتها امتداداً للثورة الإيرانية وأنها صحوة إسلامية.

تفسر تلك الرؤية لماذا دعمت إيران حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وتوثيق العلاقة مع “حماس” لا سيما في عام 2006 بعد فوزها في الانتخابات ، إذ تسعى طهران إلى دعم فصائل التيارات الإسلامية في مواجهة الحكومات القائمة.

تعميق الانقسام

ومن هنا يمكن القول إن الدعم الإيراني لتلك الفصائل والعمل على تقويتها  أدى إلى تعميق الانقسام الفلسطيني واستمراره لأكثر من 17 عاماً، مما وفر لإسرائيل حججاً بغياب شريك فلسطيني تتفاوض معه، واستمرت القضية مقسمة بين طرفين أحدهما إسلامي تدعمه إيران والآخر السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي المعترف به دولياً.

الدعم المسموم

وفي موضوع الدعم الايراني او ما يسمى(محور المقاومة) لفلسطين فالمتتبع لهذا الملف يجد مفارقة مهمة، تتمثل في أن فلسطين ومنذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية شهدت تطورا تنمويا في جميع المجالات ، وقد ساهمت العديد من الدول العربية، والاسلامية، والصديقة في دعم المشاريع التنموية في فلسطين في جميع القطاعات، (البنى التحتية، الصحة،التعليم، …..) مما اسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه ودعم قيام مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة. 

ويرصد المتتبع لهذه الطفرة التنموية في فلسطين خلال الاعوام الماضية، غياب اي حضور ايراني في هذا المشهد التنموي في فلسطين ، فلا مدرسة بنيت بدعم ايراني ، ولا مشفى طور بدعم ايراني ، ولا طريق شقت بتمويل ايراني. 

ولاكن في المقابل تتدفق الملايين الايرانية على اي مشروع او حتى شخص يؤثر سلبا او يؤخر او يدمر ما بنته مشاريع التنمية ، فها هي غزة دمرت ارضا وبشرا و باتت كل مشاريع التنمية اثرا بعد عين وذلك بفضل دعم ايران لاتباعها في غزة وعلى راسهم حماس والجهاد الاسلامي .

ويقدّر دعم إيران لـ “حماس” بما لا يقل عن 70 مليون إلى 100 مليون دولار سنوياً. و صرح رئيس المكتب السياسي لحماس ، إسماعيل هنية، في مقابلة مع “قناة الجزيرة” في عام 2022 أن حركته تتلقى 70 مليون دولار سنوياً من إيران. 

هذا الدعم السخي كان بعيدا كل البعد عن اي تنمية ، بل كان طوفان خراب اجتث كل احلام الغزيين من جذورها والقى بها في مهب الريح ، دمر كل شيء، ما بنته السلطة الوطنية الفلسطينية من مطار وميناء ومؤسسات مدنية ، وما بناه الاشقاء والاصدقاء من مشاريع تنموية تخدم اهل قطاع غزة .

استهداف الضفة الغربية

وكذا المشهد في الضفة الغربية حيث تتدفق الاموال الايرانية عبر وكيليها (حماس والجهاد الاسلامي) لاي شخص او مجموعة، شريطة تشكيل ظاهرة مسلحة لن تسهم حتما في تحرير فلسطين بل انها تستدرج نموذج الدمار الذي حصل في غزة الى الضفة الغربية . 

خلاصة القول ان ايران صاحبة مشروع توسعي يستخدم القضية الفلسطينية كاداة لتبرير تدخلها الهدام في المنطقة ، وهي لم تقدم لفلسطين دولار واحدا لبناء مستشفى للاطفال او مدرسة او تطوير عيادة صحية ، ولكنها في المقابل تدفع الملايين من اجل تعزيز الانقسام و نشر الخراب في الساحة الفلسطينية تحت شعار (دعم المقاومة) هذا الشعار الذي بات مبررا لنشر الخراب والفوضى والانقسام ، وخلق كيانات تابعة لايران تتخلى عن مشاريعها الوطنية والقومية وتمجد مشروع ايران الذي اساسه المتين الطائفية المقيتة .

وهنا نختم بهذا الفيديو الذي يوضح النظرة الطائفية الحقيقية لايران تجاه المنطقة لكي يتفكر هؤلاء المفتونون بخطاب التقية الشيعي : شاهد

 

زر الذهاب إلى الأعلى