كتب الدكتور تيسير عبدالله : الى مناظر الكتلة في جامعة بير زيت عن ركوب سفينة الوطن
وكالة وطن 24 الاخبارية
كتب الدكتور تيسير عبدالله
استمعت إلى مقطع صغير لطالب في مناظرة في جامعة بير زيت يدعو الطلاب إلى ركوب سفينة الوطن التي انطلقت من غزة.
أنت تسمع عن السفينة من وسائل الإعلام سمعا يا بني. لكنني أخاطبك خطاب الناصح لأني أحد ركاب هذه السفينة التي تتحدث عنها. السفينة التي تحلم بركوبها. وتدعو الآخرين لركوبها تعاني من مشكلات تصنيعية خطيرة. وهي غير قادرة على التقدم خطوة واحدة إلى الأمام منذ 15 سنة.
البعض يقفز منها في الأمواج العاتية فيموت ويغرق. والبعض الآخر يفر منها إلى أماكن أكثر أمانًا في اسطنبول أو الدوحة أو أوروبا. أما الباقون. والذين عجزوا عن الخروج منها. فأدعوا الله ألا يبتليك وتكون واحدا منهم. فهم يصلون في الليل والنهار. ويبيعون ذهب زوجاتهم. ليحصلوا على مجرد تصريح عمل عند الإسرائيليين. الغلاء أنهكهم. والضرائب أفنت ما تبقى منهم.
المرض أذلهم على الحواجز والمعابر. والفقر جعل الكريم منهم مهانا. لم تطعمه الشعارات ولا الخطابات. ولم تبل شفاههم العطشى العدالة المفقودة.
تمتع يا بني في النعمة التي ترفل بها عندك ولن تعرف قيمتها إلا بعد فقدانها. اتعظ بغيرك. ولا تجعل نفسك لغيرك عبرة. فللوطن سفينة واحدة. هي السفينة التي تقف فيها أنت الآن. وتمنحك الحرية والأمان لتشتمها وتجحدها وتنكر فضلها وأنت تقف أسفل شراعها. سفينة الوطن واسعة واضحة الأهداف والبوصلة. تتسع لجميع أبنائها المخلصين الأوفياء. أما سفينة الحزبية فإنها صغيرة وضيقة. تغرق حتما وتضيع في أضعف الأمواج.