هل يُعيد مقتل “أبو خديجة العراقي ” رسم خريطة داعش؟

وكالة وطن 24 الاخبارية : بمقتل عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المعروف باسم “أبو خديجة” العراقي، والرجل الثاني في تنظيم داعش، يكون التنظيم قد تلقى ضربة كبيرة أفقدته أحد أبرز قادته المسؤولين عن التخطيط والتمويل والعمليات الخارجية.

وهذه العملية التي نفذتها الاستخبارات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي ومجلس امن إقليم كوردستان ، تمثل تطورًا مهمًا في استهداف قيادات التنظيم المتطرفة، ورغم أن داعش لا يزال ينشط في بعض المناطق، إلا أن فقدانه لقيادي بهذا الحجم سيؤثر بشكل واضح على قدرته في تنفيذ هجمات منظمة.

وقالت القيادة الأمريكية الوسطي، سنتكوم:”بصفته أمير اللجنة المفوضة التي تُعتبر أعلى هيئة لاتخاذ القرار داخل تنظيم داعش، كان أبو خديجة مسؤولا عن العمليات واللوجستيات والتخطيط التي ينفذها التنظيم على المستوى الدولي، كما كان يدير جزءا كبيرا من تمويل أنشطة داعش حول العالم”.

وتابعت القيادة الوسطى الأمريكية في بيانها: “بعد الضربة الجوية، تحركت قوات القيادة المركزية الأمريكية والقوات العراقية إلى موقع الاستهداف، حيث تم العثور على جثتي عنصرين لداعش، وكان كلا الإرهابيين يرتدي أحزمة ناسفة غير منفجرة، وكان بحوزتهما أسلحة عدة وتمكنت القوات من التعرف إلى أبو خديجة عبر تطابق الحمض النووي الذي تم جمعه خلال مداهمة سابقة كان قد نجا منها”.

 هجمات عالمية

بدوره، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته تروث سوشل: “اليوم قُتل الزعيم الهارب لتنظيم داعش في العراق. طارده مقاتلونا البواسل بلا هوادة. وأُنهِيَت حياته البائسة، مع عضو آخر في داعش، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان”.

ورغم الضغوط الأمنية المكثفة التي تعرض لها تنظيم داعش خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه استمر في تنفيذ هجمات دامية بمناطق مختلفة من العالم، معتمدًا على تكتيكات متنوعة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإثبات حضوره رغم الخسائر التي مني بها.

وفي الولايات المتحدة، استغل أحد عناصره السابقين مناسبة احتفالات رأس السنة لتنفيذ هجوم دهس مروع في نيو أورلينز، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، في مؤشر على قدرة التنظيم على التأثير حتى في أكثر الدول أمانًا.

أما في روسيا، فتمكن انتحاري من استهداف قاعة حفلات موسيقية في قلب موسكو، نهاية العام الماضي، ما أوقع أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى، في عملية تعكس استمرار قدرة التنظيم على التخطيط لعمليات نوعية رغم التراجع الكبير في بنيته التنظيمية.

وكان أبو خديجة، الذي لقي مصرعه في العملية الأخيرة، يعد العقل المدبر وراء العديد من هذه الهجمات، حيث تولى منصب رئيس العمليات الدولية، إلى جانب قيادته للجنة المفوضة، التي تعد الجهاز الأعلى لصنع القرار داخل داعش، كما أشرف على تمويل عمليات التنظيم ووضع استراتيجياته اللوجستية.

ضربة قاصمة

من جهته، أكد الخبير الأمني، ضياء الوكيل أن مقتل الإرهابي “أبو خديجة العراقي” يمثل ضربة كبيرة لتنظيم داعش، لما كان يتمتع به من دور محوري في العمليات الإرهابية داخل العراق وسوريا.

وقال الوكيل في تصريح لـ(باسنيوز) إن “هذا التطور يحمل تأثيرًا استراتيجيًا في مسار الحرب على الإرهاب، حيث سيؤدي إلى إرباك منظومة القيادة داخل التنظيم، كما أن التأثير المعنوي لهذه الضربة قد يكون أكبر من التأثير العملياتي، لأن تنظيم داعش يعتمد بشكل أساسي على استراتيجية (الخلايا النائمة) و(الجيوش الصغيرة) بالإضافة إلى (الذئاب المنفردة)، وهي أساليب تستند إلى قوة التوجيه المعنوي والقيادي”.

وأشار إلى أن “نجاح الأجهزة الأمنية في تصفية هذه القيادات يعكس مدى تطور قدرات العراق الاستخباراتية، وقدرتها على توجيه ضربات دقيقة لعناصر التنظيم الإرهابي”، مبيناً أن “استمرار هذه العمليات سيؤدي إلى مزيد من التراجع لداعش، ويضعف إمكانية إعادة تجميع صفوفه، ما يسهم في تعزيز الاستقرار الأمني في البلاد والمنطقة”.

ورغم التراجع الكبير الذي يشهده تنظيم داعش، لا تزال محاولاته قائمة لإعادة ترتيب صفوفه، مستفيدًا من حالة عدم الاستقرار في بعض المناطق، ومحاولًا إيجاد موطئ قدم جديد له خارج العراق وسوريا.

وتشكل مناطق وادي حوران في محافظة الأنبار بيئة مناسبة لتحركات عناصر داعش، حيث تستغل الطبيعة الجغرافية الوعرة والتضاريس الصعبة للاختباء وتنفيذ عملياتها، ورغم الملاحقات الأمنية المكثفة، لا تزال هذه المناطق تشكل تحديًا أمنيًا نظرًا لاتساعها وقلة الانتشار العسكري فيها، ما يجعلها ملاذًا لعناصر التنظيم لإعادة ترتيب صفوفهم والتخطيط لعمليات مستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى