من مشعل إلى نصر الله

وكالة وطن 24 الإخبارية : يقول المثل: “إذا انتظرت بجوار النهر لفترة كافية، فسوف تطفو أجساد أعدائك”.

وفي منطقتنا يمكن أن يقال: إذا استعنت بعقلك فسترى الأكاذيب تتكشف أمامك، وما أكثرها، وأبرز كذبة بمنطقتنا هي كذبة “المقاومة والممانعة” ممن يدعون محاربة إسرائيل.

الأربعاء الماضي وحده قدم لنا قصتين مهمتين، ودون تخطيط، عن أكاذيب مدعي “المقاومة والممانعة” لأننا انتظرنا مطولاً بجوار النهر.

الأولى بهذه الصحيفة، والثانية عبر مسلسل “الاختيار 3″، وكلتاهما مكملة للأخرى.
القصة الأولى، الأربعاء الماضي، ما نشرته صحيفتنا عن كتاب للدبلوماسي والمبعوث الأمريكي فريد هوف “بلوغ المرتفعات”، كشف فيه تفاصيل المحادثات السرية بين دمشق وتل أبيب بين 2009 و2011.
حيث يروي “هوف” تفاصيل لقائه ببشار الأسد في دمشق 28 فبراير/شباط 2011، لمناقشة “المراجع المحددة بشأن الأمن”، وذلك لإنهاء الأنشطة والعلاقات السورية التي تشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي.
في الاجتماع قال “الأسد” لـ”هوف”: “الجميع سيفاجؤون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله بالقواعد بمجرد إعلان كل من سوريا وإسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام”. وحال تم التوصل إلى السلام لن يتمكن “نصر الله” من الحفاظ على منصبه كزعيم لـ”المقاومة”.
القصة الثانية، الأربعاء الماضي أيضاً، جاءت عبر تسريب مقطع فيديو، يعد وثيقة بالصوت والصورة، في مسلسل “الاختيار 3″، وأظهر علاقة الإخوان المسلمين بإسرائيل.
كما أظهر المقطع كيف كان مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين يدير الحكم بمصر فترة محمد مرسي، من خلال خيرت الشاطر، الذي كان يوجه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كيفما شاء.
في ذلك المقطع يقول خيرت الشاطر، ويبدو أنه يوجه حديثه لشخص غربي: “لو حصلت ثورة جياع، في خطر على مصالحكم، وعلى مشروع إسرائيل. اليوم، عندما قال الشعب إنه عايز يروح للحدود مع إسرائيل، وقفنا وقلنا لا”.
ويضيف الشاطر: “واتصلنا بخالد مشعل، وقلنا له طلع بيان على الإعلام، قول فيه إننا لا نريد من المصريين أن يذهبوا… نحن اليوم لا نريد انهيار البلد، لا نريد فوضى، ولا تخريب ضد مصالحهم… ولسنا في حرب مع أحد”.
حسناً، بشار الأسد يقول، في 2011، إنه حال توقيعه سلاماً مع إسرائيل “الجميع سيفاجؤون بالسرعة التي سوف يلتزم بها حسن نصر الله”، الذي لن يتمكن من الحفاظ على منصبه الحالي كزعيم لـ”المقاومة”، بحسب “الأسد”.
وفي 2012، يقول “الشاطر” هناك خطر “على مشروع إسرائيل…”، وعندما قال الشعب “إنه عايز يروح للحدود مع إسرائيل، وقفنا وقلنا لا، واتصلنا بخالد مشعل، وقلنا له طلع بيان على الإعلام، قول فيه إننا لا نريد من المصريين أن يذهبوا… ولسنا في حرب مع أحد”.
ما معنى كل ذلك؟

الأكيد، والواضح، ومنذ زمان طويل، ولا عذر لمن خدعوا من قبل، أن “المقاومة والممانعة” كذبة كبرى، والهدف هو الوصول إلى الحكم بالنسبة لـ”الإخوان”، والاستقرار بالحكم والنفوذ بالنسبة لنظام “الأسد”.
يفعلون ذلك، ومثلهم إيران، وحتى آخر فلسطيني، ولا تهمهم القضية الفلسطينية إطلاقاً.

وخالد مشعل وحسن نصر الله، و”داعش” و”القاعدة”، وغيرهم، ما هم إلا مجرد أدوات، لا أكثر ولا أقل.

بقلم : طارق الحميد

زر الذهاب إلى الأعلى