لماذا تنهار الليرة التركية بهذه السرعة الفائقة؟ وهل يستمر هبوطها

 

تضاعف سعر صرف الليرة أمام الدولار، منذ بداية العام الجاري، وبقول آخر فإن العملة التركية فقدت نحو 50% من قيمتها خلال الإثنى عشر شهرا الماضية، لتبلغ مستوى غير مسبوق من ذي قبل.
عند مرحلة ما من تعاملات اليوم الجمعة، تراجعت العملة التركية بنسبة 8% لتبلغ مستوى 17.07 ليرة لكل دولار واحد، وهو مستوى قياسي منخفض، ويأتي بفعل الضغوط التضخمية وجهود خفض الفائدة.
لوضع خسائر العملة التركية في سياق أكثر وضوحا، فإن قيمتها بلغت 7.43 ليرة لكل دولار واحد بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني لعام 2021، أي قبل 12 شهرا تقريبا.
ماذا وراء هذا السقوط المدو؟
تأتي خسائر الليرة الفادحة لهذا العام، في ظل ارتفاع التضخم بشكل سريع، والأسوأ من ذلك، أنه بالنسبة للاقتصاد التركي ككل؛ يخشى المستثمرون والاقتصاديون أن الأمور قد تزداد سوءا قبل أن تتحسن.

في البلد الذي يقطنها 84 مليون نسمة، تجاوز معدل التضخم مستوى 21%، في ظل رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرفع الفائدة، وهو الإجراء الذي يرى اقتصاديون أن من شأنه احتواء ارتفاع الأسعار التي تؤدي بطبيعة الحال إلى تأكل القدرة الشرائية للعملة المحلية.

بالأمس، قرر البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 14% من 15%، ما دفع العملة المحلية إلى التراجع السريع إلى مستوى قياسي متدن جديد. أعقب ذلك قرارا برفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50% لامتصاص بعض الضغوط عن المواطنين.
سياسة استثنائية
يجادل الرئيس أردوغان بأن أسعار الفائدة المرتفعة هي ما يزيد من التضخم، في حين أن المعدلات المنخفضة ستؤدي إلى انحسار التضخم، وهو اعتقاد يخالف ما شهدته الاقتصادات حول العالم عبر التاريخ، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
كما أن خفض الفائدة يتعارض بالفعل مع ما فعلته معظم البنوك المركزية في الأسواق الناشئة الأخرى هذا العام، حيث بلدان مثل روسيا والمكسيك والبرازيل أسعار الفائدة لمحاربة التضخم وتجنب ارتفاع قيمة الدولار مقابل عملاته المحلية، وهو أمر لا يحد من القدرة الشرائية للمواطنين فقط، وإنما يجعل سداد ديون العملات الأجنبية أكثر تكلفة.

 

 

 

قد يعجبك ايضا