مسؤول حركة الإخوان الجزائرية بقبضة الأمن البريطاني
تتكشف كل يوم حقائق جديدة عن جرائم وإرهاب حركة “رشاد” الإخوانية الجزائرية، ومعها رأسها المدعو محمد العربي زيتوت.
واعتقلت الشرطة البريطانية، الخميس، الإخواني الجزائري “زيتوت” رأس حركة “رشاد” الإخوانية الإرهابية بعد أن داهمت منزله وهو في بث مباشر على مواقع التواصل.
اعتقال القيادي الإخواني الجزائري “زيتوت” في بريطانيا
وأكدت وسائل اعلام دولية، خبر اعتقال الشرطة البريطانية الإخواني زيتوت بعد مداهمة منزله بلندن عند حدود الساعة 22.00 بتوقيت بريطانيا (2.00 بتوقيت أبو ظبي).
وتعرض الإخواني زيتوت لموقف محرج وهو في فيديو مباشر بعد أن داهمت الشرطة البريطانية منزله، حيث أكد في البث المباشر أن الشرطة دخلت منزله واضطر لقطع بثه وهو في حالة ارتباك بعد أن أصرت امرأة كانت في الغرفة على ضرورة حضوره يعتقد أنها ابنته أو زوجته.
ولم يعرف لحد الآن الدوافع الحقيقية وراء اعتقال شرطة لندن لرأس حركة “رشاد” الإخوانية المصنفة في الجزائر تنظيماً إرهابياً، وإن كان الأمر مقتصرا على سماع أقواله أم لخطوات أخرى قد تمتد إلى التحقيق معه في السجن.
إلا أن المصادر الأمنية رجحت لـ”العين الإخبارية” بأن “يكون وراء ذلك تحرك جزائري ضد رؤوس الحركة الإخوانية الإرهابية في الخارج بعد أن ثبت تورطهم في عدة جرائم وأعمال إرهابية في الجزائر” كان آخرها حرائق الغابات وجريمة مقتل الشاب جمال بن اسماعيل.
سجل إرهابي
لم يستغرب كثير من الجزائريين تأكيد سلطات بلادهم، الأربعاء، تورط حركتي “رشاد” الإخوانية و”الماك” الانفصالية الإرهابيتين في حرائق الغابات وجريمة اغتيال بشعة لشاب تنقل متطوعاً لإخماد الحرائق من مدينة أخرى.
تعليقات الجزائريين عبر منصات التواصل، أعادت التذكير بالسجل الحافل من العمالة والخيانة التي اشتهرت بها الحركة الإخوانية الإرهابية، وكذلك ارتباطاتها الوثيقة بأخطر التنظيمات الإرهابية العالمية، وهي “القاعدة” و”داعش”.
وجه إرهابي لم يكن مخفياً يوماً عن رأس الحركة الإخوانية المدعو محمد العربي زيتوت، الذي كان له باع طويل منذ تسعينيات القرن الماضي في خيانة بلاده، قبل أن يتحول إلى عميل مخابرات عربية وأجنبية.
أضيف للسجل الإرهابي لحركة “رشاد” الإخوانية جريمتان بشعتان جديدتان، حرائق الغابات التي خلفت مقتل أكثر من 169 شخصاً، بينهم عسكريون وأطفال رضع ونساء حوامل.
وكذلك الجريمة البشعة غير المسبوقة التي هزت الجزائر، الأسبوع الماضي، عقب قتل وحرق وذبح الشاب جمال بن إسماعيل الذي تنقل من مدينته مليانة للمساعدة في إطفاء الحرائق بمنطقة “الأربعاء ناث إيراثن” التابعة لمحافظة تيزيوزو.
جريمة أسقطت آخر ما تبقى للحركة الإخوانية وقادتها من أقنعة “الحرية والديمقراطية”، وكشفت عن الوجه الإرهابي والإجرامي لأخطر تنظيم إخواني بالجزائر.
ذكّرت تلك الجرائم الجزائريين بتقنيات الإجرام التي كان انتهجها الإرهابيون في سنوات التسعينيات، من التعذيب والقتل والحرق والذبح، لكنها نفذت هذه المرة في شخص واحد وبـ”أوامر إخوانية من الخارج”.
إخواني سفاح
لطالما كان كتاب الإخواني المدعو محمد العربي زيتوت مبيناً من وجهه وأفعاله وتحركاته وعلاقاته المشبوهة، وتحريضه في كل مرة على الفوضى والعنف وحمل السلاح ضد الجيش وقوى الأمن بالجزائر.
وقد فعل زيتوت ذلك في فترات سابقة خلال ما كان يعرف بـ”ثورات الربيع العربي” عندما كان أحد معاول الخراب في ليبيا وسوريا، فهو واحد من “الجراثيم الإخوانية” التي عاثت بالأرض فسادا وإرهاباً، كما حد وصف الرئيس الجزائري.
وفي نهاية 2019، أصدرت محكمة جزائرية حكماً غيابياً بـ20 سنة سجناً ضد الإخواني زيتوت، واتهمته بـ”التخابر مع جهات أجنبية”، قبل أن تصدر الجزائر ضده مطلع العام الحالي مذكرة توقيف دولية بالتزامن مع تصنيف الحركة الإخوانية “تنظيماً إرهابياً” في مايو/أيار الماضي.
وكشفت التحقيقات الأمنية منذ بداية العام الحالي بالجزائر، عن وجود مخطط إرهابي وإجرامي تقوده “رشاد” الإخوانية عبر أذرعها وخلاياها النائمة لتنفيذ عمليات إرهابية بعدة مناطق من البلاد.
وتبين استغلال مظاهرات الحراك الشعبي للتصادم مع الشرطة بأوامر من الإخواني محمد العربي زيتوت، رأس حركة “رشاد” الإرهابية.
وتمكن الأمن الجزائري من تفكيك عدة خلايا للحركة الإخوانية وأحبط عدة مخططات إرهابية لاستهداف المتظاهرين ومقرات حيوية في عدة مناطق من البلاد، خصوصاً بالعاصمة، بتخطيط وأوامر مباشرة من الإخواني زيتوت ومساعده المدعو “مراد دهينة” الذي يعد أخطر عناصر الحركة الإرهابية.
من سائق سيارة إلى سفاح
ولطالما “عَرَّف” الإخواني زيتوت نفسه على أنه “دبلوماسي وضابط مخابرات سابق”، إلا أن وثيقة أرشيفية رسمية جزائرية فضحته وكشفت أنه كان “مجرد سائق سيارة في سفارة الجزائر بليبيا”.
وصدرت الوثيقة بتاريخ 18 مارس/أذار 1989 من سفارة الجزائر في ليبيا، تمثلت في “أمر بمهمة” موجهة من القائم بالأعمال الجزائري في ليبيا عبدالحق سعدوني لكل من مدير الملحق الثقافي ومسؤول أمانة السفارة للقيام بمهمة دبلوماسية إلى مقر وزارة الخارجية الليبية “مرفوقين بالسائق محمد العربي زيتوت” كما ورد في الوثيقة.
أما عن أسباب فرار الإخواني الجزائري إلى بريطانيا، فتعود إلى التحقيق الذي فتحته السلطات الجزائرية بداية تسعينيات القرن الماضي في سفارتها بليبيا حول طرق تسيير الموارد المالية للسفارة، أكدت تورط “السائق” في ثغرة مالية كبيرة تم اكتشافها، وهروبه إلى لندن بأموال طائله نهبها من السفارة.
ومع بداية الحراك الشعبي في فبراير/شباط 2019، كثّف الإخواني زيتوت من دعواته “للعمل المسلح” ضد من يسميهم “جنرالات الجيش الجزائري” وهي “المهمة القذرة” التي مكنته من تجديد عقده مع منظمة الكرامة الإرهابية التي يعد ناطقها الرسمي.
ومع نهاية العام الماضي، تفجرت فضيحة مدوية كان بطلها الإخواني المدعو محمد العربي زيتوت، بعد أن اكتشف الجزائريون “امتلاكه إمبراطورية مالية” جمعها من سحت العمالة وعلاقاته بمخابرات أجنبية.
وبحسب الوثائق الرسمية، فقد أظهرت وأكدت امتلاك الإخواني الهارب في بريطانيا، تمثلت في 15 شركة معظمها وهمية، لكن برؤوس أموال ضخمة قاربت قيمتها نحو مليار دولار، وأكدت ارتباطه بعناصر إخوانية مصنفة على لوائح الإرهاب العالمي تابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي.