بطولات – ولكن للحروب حسابات أخرى
بقلم : د . ابراهيم ابراش
لا نقلل من قيمة إعجاب البعض لحدث السابع من أكتوبر(طوفان الأقصى) ،ولا أقصد هنا بعض الناس من العامة بل من يصنفون أنفسهم كتابا ومثقفين، ولكن الإعجاب بالحدث والكتابة حوله لرفع الروح المعنوية للشعب شيء وتعظيمه لدرجة الحكم أنه نصر مبين لفلسطين شيء آخر.
ما جرى صبيحة السابع من أكتوبر(طوفان الأقصى) معركة مدتها ساعات فقط ولا يمكن البناء عليها والتسرع بالقول إنها حققت نصرا مبينا لكتائب القسام وحماس وحتى للشعب الفلسطيني دون الأخذ بعين الإعتبار تداعياتها المتواصلة حتى اليوم !
الحروب بنتائجها النهائية وليس بمعركة جرت هنا وهناك
ودون الخوض بما جرى صبيحة السابع من أكتوبر ودور محتمل لنتنياهو في احداثها،نقول لهم هناك قاعدة ومبدأ في كل الحروب والصراعات وهو أن الحروب بنتائجها النهائية وليس بمعركة جرت هنا وهناك، وقد سبق أن أعلنت حماس النصر في كل موجات العدوان السابقة على القطاع.
هؤلاء الكتبة ينبهرون بالبطولات الفردية للمقاتلين وبقاء قادة المقاومة خارج القطاع على قيد الحياة ويتجاهلون معاناة الشعب وموت عشرات آلاف المدنيين والمقاومين!
إذا كان طوفان الأقصى نصرا مأزرا لفلسطين فأين يتم حساب أكثر من ربع مليون ما بين شهيد ومفقود ومعطوب،وأين يمكن حساب تدمير حوالي ٨٠% من قطاع غزة! وأين يمكن حساب ما يجري في الضفة والقدس من استيطان وتهويد للمسجد الأقصى وتدمير للمخيمات…هل هي خسائر ثانوية؟ وهل من خطط لطوفان الأقصى كان يحسب حساب هذه النتائج ؟
ونسأل هؤلاء ما شكل وحدود النصر الذي يتوقعون أن تحققه حماس للقضية الوطنية في نهاية الحرب غير أن تستمر في السلطة والمشهد السياسي كما تطالب في كل المفاوضات حول وقف الحرب؟
قد يسجل تاريخنا العربي المتخم بالبطولات والانتصارات عملية طوفان الأقصى كحدث بطولي ويسجل بطولات المقاومين على أرض غزة ،ولكنه سيسجل أنه تم تدمير مدينة غزة بتاريخها وحضارتها التي تعود لأكثر من أربعة ألاف عام وتدمير قطاع غزة بمدنه وقراه ومخيماته ،بشرا وحجرا، وهو الذي كان حاضنة الوطنية الفلسطينية ورهان استنهاض المشروع الوطني التحرري، وربما يسجل نكبة فلسطينية أسوء من نكبة ٤٨ في حالة التهجير القسري خارج القطاع،هذا بالإضافة الى توظيف العدو لعملية الطوفان لتنفيذ خطة الحسم في الضفة والقدس والتي تسارع حكومة اليمين الصهيوني لتنفيذها.