شبكة صوت أمريكا: تفاوت الثروات بين قادة حماس وسكان غزة يثير غضب المواطنين
وكالة وطن 24 الاخبارية– كشف تقرير نشرته شبكة “صوت أمريكا” أن التفاوت في الثروة بين قادة حماس والفرص التي يستفيدون منها وكذلك إقامتهم في الخارج في فنادق فاخرة، وبين الوضع الصعب لباقي مواطني قطاع غزة، يثير غضب سكان القطاع.
وبينت الشبكة أنه في الوقت الذي يحاول العديد من الشباب الهرب من القطاع عبر مراكب الموت إلى تركيا ثم إلى أوروبا، بات قادة حماس يتوجهون إلى حياة مترفة ويقيمون في فنادق فاخرة بين بيروت والدوحة واسطنبول.
وتناولت الشبكة قصة الشاب خالد شراب، الذي لقى حتفه خلال رحلة في البحر المتوسط متوجها إلى أوروبا، هربا من ظروف معيشية صعبة، وغياب العمل والخدمات، مع معاناة أكثر من ٦٠٪ من سكان القطاع من البطالة.
وبينت الشبكة أن عدد كبير من الشباب من قطاع غزة بدأوا يلقون نفسهم في مراكب في البحر بحثا عن حياة جيدة في الخارج، لكن ينتهي بهم الوضع غرقى في البحر، مشيرة إلى أن تزايد حالات الغرق باتت تثير الغضب ضد قادة حركة حماس، الذين يجدون سهولة في السفر للخارج والعيش حياة مترفة.
ولفتت الشبكة إلى أنه خلال الفترة الأخيرة، بات المزيد من قادة حماس يقيمون في الخارج بعيدا عن الوضع المتدهور في قطاع غزة، يقيمون في مباني مرفهة في بيروت والصحوة واسطنبول، الأمر الذي يغضب سكان قطاع غزة الذين يرون أن قادة الحركة باتوا يلجأون إلى الحياة المترفة، بينما يتدهور الاقتصاد في القطاع ويجد أكثر من ٢ مليون شخص نفسهم في وضع قاسي، وضحية لتصاعد الصراعات، مع الحروب المتتالية مع إسرائيل، والتي لا تجلب سوى الخسائر والتدمير والمزيد من الانعزال.
تنقل الوكالة عن والدة خالد شراب الذي غرق في البحر، “ألوم الحكام هنا، الحكومة في غزة على وفاة أبني”، مضيفة، “هم يعيشون حياة مترفة بينما أولادنا يأكلون القاذورات ويهاجرون ويموتون بالخارج”.
لكن في الوقت الذي لم يعود جسد خالد شراب من البحر، يزداد عدد قادة حماس الذين يسافرون ويقيمون بالخارج، توضح الشبكة أن قائد الحركة اسماعيل هنية بات يقيم في قطر مع أولاده وزوجته، بينما فتحي حماد، أحد كبار القادة السياسيين، فقد انتقل للعيش في اسطنبول منذ عام، ويتنقل في الفنادق الفارهة في بيروت.؟ علاوة على ذلك، فنائب رئيس الحركة، خليل الحية يقيم منذ عام في تركيا، وفقا لبيانات صادرة من حماس نفسها، بينما لم يجر سوى زيارتين قصيرتين إلى غزة؟ كما انتقل المتحدث السابق لحكومة حماس طاهر نونو، والزعيم السيسي إبراهيم صالح، إلى الدوحة، مع العشرات من القيادات الأخرى.
إلى جانب ذلك، ينفذ العديد من أبناء قيادات حركة حماس مشروعات معمارية لصالح آبائهم في اسطنبول، بحسب شهادة رجل أعمال فلسطيني يقيم هناك.
يعلق الباحث في شؤون قطاع غزة، عزمي كشاوي على هذا الانتقال للخارج لقادة حماس، “المواطنون الفلسطينيون يرون قادة حماس ينتقلون من الحياة الفلسطينية المتواضعة والكفاح بين المواطنيين العاديين، إلى مناطق مرفهة، لا يعانون فيها، ويبدوا بعيدون عن القضية الفلسطينية وقضاياها”.
يتابع الباحث بالقول إن حماس بات لديها صورة سيئة في الداخل جراء هذه النشاطات وانتقال قيادتها إلى الخارج، ومع كل حادث غرق لمهاجرين من قطاع غزة يعود هذا الغضب إلى الواجهة ضد قيادات حماس. ووفقا لصوت أمريكا، فإن الأسر دائما ما تلوم حركة حماس على المساهمة في انهيار القطاع وتدهور الحالة المعيشية، كما يتهمون الحركة بالفساد والمحسوبية. وخلال إحدى عمليات الدفن التي جرت مؤخرا، ردد المعزيون شعارات “اسماعيل هنية ويحي النوار، الشعب هو الضحية”.
وكشف تقرير نشر مؤخرا أنه خلال بضعة سنوات ماضية ترك أكثر من ٦٠ ألف شاب القطاع، بعضهم ذهب للبحث عن عمل في دول الخليج الغنية، لكن الكثير منهم ألقى بنفسه في محاولة الذهاب إلى أوروبا عبر البحر. – التفاوت في الثروة تبين الشبكة أن الكثير من المواطنين في قطاع غزة يرون أن هناك تفاوت في الثروات بينهم وبين قيادات حركة حماس وأبنائهم الذين ينطلقون في مشروعات استثمارية ضخمة في الخارج. إلى جانب ذلك، فهناك تفاوت في الخدمات التي يحصل عليها قيادات ومناصرين حركة حماس، فخلال أزمة انقطاع الكهرباء الطويلة التي تضرب القطاع، يحصل القيادات غالبا على تيار دائم.
كل ذلك ينعكس على الظروف المعيشية، إذ ارتفع معدل الفقر في القطاع نتيجة سياسات حركة حماس إلى أكثر من ٦٤٪، بينما يعاني ما يقرب من ٧٠٪ من غياب الأمن الغذائي، في حين يعتمد ٨٠٪ من سكان القطاع على المساعدات الغذائية.