قراءة تحليلية : تبدد اهداف 7 اكتوبر لصالح هدف واحد

وكالة وطن 24 الاخبارية : (بقلم رئيس التحرير ) تتقلص مطالب حماس المعلنة منذ السابع من اكتوبر 2023 والتي قالت في تبريرها لعمليتها انها وكما اعتبر محمد الضيف  قائلا : “اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض”.

وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (الذي اغتالته اسرائيل مساء الثلاثاء الثاني من كانون الثاني 2024 في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مبنى يضم مكتبا للحركة في بيروت ) : إن “مجاهدي قطاع غزة بدؤوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى”

اذا من الواضح ان حماس حددت هدفا استراتيجيا لعملية السابع من اكتوبر هو ( انهاء الاحتلال) وفقا لمحمد الضيف الرجل الاول في كتائب القسام والذي يوصف انه (رئيس اركان المقاومة) 

واهداف فرعية تمثلت في : 

  • الدفاع عن المسجد الاقصى
  • تحرير الاسرى 

وهو ما حدده الشهيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حماس .

تبدد الاهداف لصالح هدف بقاء حماس

وفي الحديث عن الاهداف وبعد تسعة اشهر من الحرب نقف امام حقائق على ارض الواقع و نقارنها بالاهداف بعيدا عن العواطف والعنتريات والمحللين البلهاء الذين ينطقون حسب مبدأ القنوات الراعية والذين يعتبرون استمرار سفك دماء اهلنا في غزة مادة دسمة لبقائهم على الشاشات وتلميع اسمائهم طمعا في مزيد من المغانم الشخصية .

الهدف الاول (انهاء الاحتلال)

ان هدف (انهاء الاحتلال) لم يتحقق بل على العكس عاد الاحتلال الى قطاع غزة من شماله الى جنوبة وهو ما لم يكن موجودا قبل السابع من اكتوبر ، كما اعيد احتلال معبر رفح وتدميره . اما الضفة الغربية فلا زالت تعاني وطأة الاستيطان ولا زال المسجد الاقصى والقدس تعاني من خطط التهويد و الاسرلة. اذا هنا نستعيد من ذاكرتنا الشعبي المثل الذي يقول :” صيد ما صدنا واللي بايدنا ضيعناه” 

هدف حماية المسجد الاقصى

اما الاهداف الفرعية المتمثلة في الدفاع عن المسجد الاقصى والتي هي بدورها لم تتحقق والصورة (اقتحام المستوطنين وشرطة الاحتلال للمسجد الاقصى)  التي قال عنها السنوار يوما ما في خطبة عنترية انها (يجب ان لا تتكرر) ، فهي تتكرر يوميا وبصورة اوسع ، فيما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أتباعه لدخول باحة الحرم القدسي، قائلاً في تحدٍ إنه “علينا ضربهم في أهم مكان لهم“، وفق تعبيره. 

وهذا ايضا يضع الهدف الذي اعلن عنه العاروري في دائرة الشك وانه لم يتحقق.

هدف تحرير الاسرى

اما عن هدف (تحرير الاسرى) فقد نتج عن السابع من اكتوبر نتيجتين كارثيتين تتعلقان بقضية الاسرى ، اولاهما ما افاد به نادي الأسير الفلسطيني بأن الاحتلال الإسرائيلي تواصل اعتقالها أكثر من 9 آلاف و300 أسير فلسطيني داخل سجونها، بالتزامن مع استمرار حربها على  قطاع غزة، منهم ما لا يقل عن 75 أسيرة، و 250 طفلا. و  أوضح نادي الاسير أنّ عدد الأسرى هذا لا يشمل كافة المعتقلين من غزة الذين يقدر عددهم بالآلاف تصنفه اسرائيل بتصنيف (مقاتل غير شرعي) 

اما عن الاوضاع التي يعانيها الاسرى فقد نفّذت منظومة الاحتلال بكافة مستوياتها، جرائم مروّعة وخطيرة، بحقّ الأسرى والمعتقلين أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن (18) أسيرًا ممن تمكّنت المؤسسات المختصّة من الإعلان عنهم فقط، علمًا أنّ أعداد الشهداء بين صفوف معتقلي غزة يقدرون بالعشرات.

وأوضح نادي الأسير أن أساليب التّنكيل تنوعت، بين التّعطيش والتّجويع وسحب كل مستلزمات الحياة الأساسية، والإبقاء على الحد الأدنى منها، حيث سحبت إدارة سّجون الاحتلال جميع الأدوات الكهربائية، والملابس، بما فيها الطعام الخاص بالأسرى، وعزلتهم عن العالم الخارجي لغاية اليوم، وقامت بزّج المعتقلين في (غرف- زنازين) لا تتسع لهذه الأعداد، مما فرض حالة من الاكتظاظ العالية جدًا، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي تصاعدت بشكل ملحوظ.

وحوّلت إدارة سّجون الاحتلال كافة “أنظمة السّجن” بما فيها ما يسمى “الفحص الأمني” و”العدد”، إلى محطة للإذلال، كما استخدمت عمليات نقل الأسرى، وكذلك زيارة المحامين لمحطة للاعتداء عليهم وإذلالهم .

اذا باختصار منذ السابع من اكتوبر تضاعف عدد الاسرى ، وتدهورت الظروف الاعتقالية ، ومسح كل ما حققته الحركة الاسيرة منذ تاسيسها حتى السابع من اكتوبر . 

والخلاصة ان اية صفقة تبادل حاليا باية صيغة نعم قد تحرر البعض ولكن هناك اضعاف العدد سيعانون استعادة شروط البقاء على قيد الحياة في معتقلات الاحتلال .

بقاء حماس فقط

وفي تناقض مع الاهداف المعلنة سابقا خرج القيادي في حماس غازي حمد في مقابلة على قناة سكاي نيوز بتاريخ 20 حزيران 2024 وقال إن :”حماس مستعدة لإعادة كل الرهائن الإسرائيليين ضمن صفقة تبادل، واضاف  ان مطالبنا واضحة ،وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.”.

اذا سقط هدف التحرير الكامل ، و حماية الاقصى و تبييض السجون .

وهنا لا بد من الاشارة الى ما كتبه الدكتور خضر عطية محجز  “ان كل ما يجري من مفاوضات انما هو لبقاء سلطة حماس وليس ثمة هدف اخر  وان الشهداء من الشعب في غزة هم وقود الحزب “.

تنظيمٌ أوغلَ في خيانةِ فلسطين

وكتب ايضا على حسابه على منصة فيسبوك :”أكاذيب بالجملة.. تريندات العار:امتحانات صورية.. معارك صورية.. انتصارات صورية.. ضاعت فلسطين..لا شيءَ حقيقيٌ في غزة.كلُّ الأشياء تشبه تعليقاتِ خبيرٍ عسكريّّ ليس خبيراً، يُقال له الدويري.تنجيحُ الطلاب دون دراسة، من خلال امتحاناتٍ صورية، أقبح من العمالة للعدو.لكنه تنظيمٌ أوغلَ في خيانةِ فلسطين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى