فيما جاء الجزء الثانى تحت عنوان “دعاة مصلحون ضد الجماعة الإرهابية”، وخصِّص لكتابات واجتهادات علماء الدين المستقلين الذين لم يشغلوا مناصب فى المؤسسة الرسمية، وهؤلاء لهم كتاباتهم الكثيرة وأحاديثهم المتفرقة، وفيها كثير من الجرأة والشجاعة فى التصدى لأفكار الجماعة الإرهابية، فقد قالوا ما قالوه دون أن يلتفتوا إلى أن ذلك من شأنه أن يجر عليهم غضبا عارما من فئات لا تزال مخدوعة فى جماعة الإخوان الإرهابية.
أما الجزء الثالث فجاء بعنوان “مفكرون وأدباء ضد الجماعة الإرهابية”، وفيه عدد كبير من الكتاب والمفكرين والمثقفين والفلاسفة، وهؤلاء جميعا تحركوا ضد الجماعة من أرضية فكرية وفلسفية بحتة، رصدوا ما قالوه وما قاموا به، ووقفوا أمامه بالمرصاد، وفضحوه فى كتابات تاريخية، جرَّت عليهم المشاكل والاتهامات التى وصلت إلى التكفير، لكنهم صمدوا أمام هذه الاتهامات، لأنهم أدركوا أنها جزء من استراتيجية الجماعة فى هدم الخصوم وتشويههم لصرف الناس عنهم.
والجزء الرابع جاء بعنوان “شهادات المنشقين عن ضلالات الإرهابية”، وهو كتابات المنشقِّين عن الجماعة منذ بدايتها، وهى كتابات كاشفة بأكثر مما يتصور أحد، وأعتقد أنها مهمة لأن أصحابها اقتربوا من الجماعة بما يكفى، وعندما أدركوا كذبها وزيفها وخداعها وتهافتها خرجوا عنها وعليها، ولأنهم يمتلكون وعيا وحسا وطنيا خالصا، فقد قرروا أن يكتبوا شهاداتهم ربما لغرضين: الأول أن يطهروا أنفسهم من دنس الجماعة، والثانى تحذير الأجيال الجديدة من الانضمام إلى هذه الجماعة الضالة.
وفي الجزء الخامس الذي جاء بعنوان “سياسيون في مواجهة الخرافات الإرهابية”، وهذا الجزء معنيا فى الأساس بكتابات السياسيين الذين تفاعلوا مع الجماعة، ودخلوا مع قياداتها فى صراعات على أرض السياسة، وهى كتابات قد تكون بعيدة عن الأصول الفكرية للإخوان، وتهتم أكثر بالإطار الحركى لها، لكنها فى النهاية تضع أيدينا على أهداف الجماعة الحقيقية التى لم تعمل يوما من أجل مصلحة الوطن، بل كان كل ما يشغلها هو العمل من أجل مصلحتها فقط.