أزمة إخوان الأردن من منظور خبراء عرب في الإسلام السياسي

وكالة وطن 24 الاخبارية : علّق الكثير من السياسيين والخبراء في شؤون حركات الإسلام السياسي العرب على أزمة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بعد تسلل مسلحين تابعين للجماعة عبر الحدود جنوب البحر الميت، ومحاولة استهداف جنود إسرائيليين.

وقال الخبير السياسي بمركز (الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) د. بشير عبد الفتاح: إنّ إصدار الإخوان لبيانين متضادين والفرق بينهما ساعات، يعكس حالة من الارتباك داخل صفوف الجماعة، بعد تعرضها لردود أفعال محلية ودولية قوية دفعتها للتراجع حفاظاً على الصيغة التي تحتفظ بها في الداخل”.

وأكد في تصريح صحفي أنّ ما طرحه الإخوان يشير إلى حالة ارتباك شديد، وانقسام بين صفوفهم بين مؤيد ومعارض، لكن في المحصلة فإنّ انخراط التنظيم في تصريحات كما جاء في البيان الأول يثير تساؤلات خطيرة تحمل مخاوف جدية على الأردن.

اقرأ/ي ايضا : العكايلة : مستقيلا “غير نادم ولا آسف” – خلافات كبيرة تعصف بجماعة الإخوان في الأردن

وأوضح: “من التساؤلات المطروحة؛ كيف تسنّى لجماعة الإخوان تدريب عناصرها، أو تسليحهم أو تكليفهم بمثل هذه المهام؟ إضافة إلى تساؤلات بشأن وجود نظام خاص، أو وجود خلايا سرّية للإخوان يتم تدريبها أو لديها استعداد للقيام بأعمال مسلحة، وهو أمر خطير سيكون له انعكاسات في الداخل”. وأشار إلى أنّ “جماعة الإخوان في مصر كانت تستغل ما تقوم به من عمليات ضد العصابات الصهيونية في فلسطين في حرب 48، للترويج بأنّها تقوم بعمل نضالي، ثم بعد ذلك أنشأت تنظيماً خاصاً بدأ بتنفيذ عمليات اغتيال وتخريب وإرهاب في مصر”.

أمّا الكاتب الصحفي والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الدكتور هشام النجار، فيرى أنّ “ما جرى يُعدّ استهدافاً مباشراً لأمن واستقرار الأردن، لأنّ ما جاء في البيان الثاني مجرد مناورة إخوانية بسبب موقف الدولة وأجهزتها الصارمة”.

وفي ملمح آخر، يشير النجار إلى أنّ “ما جرى كارثي ويصبّ في مصلحة إسرائيل؛ التي تنظر إلى الأردن كساحة مستهدفة للتهجير، وإذا مضى تنظيم الإخوان في مخططه داخل الأردن فستضعف هذه الجبهة، وستمنح إسرائيل ذرائع التدخل لتنفيذ مخطط التهجير من الضفة الغربية إليها”.

وحذّر الكاتب المصري سليمان جودة من مغبة اعتقاد جماعة الإخوان المسلمين أنّهم يمثلون المجتمع الأردني بكامله.

وأكد جودة في مقال له بصحيفة (المصري اليوم) على ضرورة أن تدرك الجماعة أنّها جزء من مكونات المجتمع، وليس المكون الوحيد.

وأشار جودة إلى أنّ فرض أيّ جماعة لرؤاها على الوطن بأكمله هو أمر غير مقبول. ولفت إلى أنّ أسوأ ما يمكن أن يحدث للإخوان في الأردن هو أن يشعروا بالارتياح بعد نتائج الانتخابات أو أن يعودوا إلى أساليب الاستقواء.

وحذّر من أنّ محاولاتهم لفرض وصايتهم على المجتمع أو الدولة ستعيدهم إلى المربع الأول، ممّا يعني تراجعهم عن المكتسبات التي حققوها.

ودعا جودة إلى التفكير في مصلحة الوطن، وتجنب أيّ خطوات قد تعيد الأمور إلى الوراء، مشدداً على أهمية التوازن في العلاقات داخل المجتمع الأردني.

المصدر : حفريات

زر الذهاب إلى الأعلى