منصور عباس والتحريض المفضوح
بقلم – عمر حلمي الغول
مرة تلو الأخرى يكشف منصور عباس عن تآمر مفضوح على القيادة والفصائل الفلسطينية، وأيضا على القيادات الوطنية في ال48، ويحرض حكومة الترويكا الفاشية على وحدة الشعب والقضية والاهداف الوطنية، ويحاول دس الاسفين في أوساط الشعب بشكل مباشر بهدف تفتيت وحدته. متجاهلا المصير المشترك. رغم قناعة الجميع الفلسطيني في مختلف التجمعات بأن لكل تجمع فلسطيني في داخل الداخل وفي الأراضي المحتلة عام 1967 وفي الشتات والمهاجر سماته وخصوصياته الكفاحية، ولكن على أرضية التكامل والتعاضد ووحدة الساحات، دون تجاوز الواقع المعطي لكل ساحة، واشكال النضال الخاصة بها بما يحمي كل مواطن فلسطيني عربي، ويحول دون استفراد الحكومات الإسرائيلية بأي تجمع
جاء موقف منصور عباس، رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية المعيب والمدان في لقاء مع قناة i24 الإسرائيلية يوم الخميس الموافق 20 من ابريل الحالي، عندما حذر ناقص الانتماء الوطني من “جر العرب في إسرائيل إلى تنفيذ عمليات،” معتبرا ذلك “امر كارثي ويجلب نكبة جديدة.” وهو يعلم او يفترض انه يعلم ان قيادة منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب وفصائل العمل الوطني لم تطلب من أي فلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية المختلطة ما يدعيه رئيس كتلة “راعم” الاخوانية في الكنيست الإسرائيلي. وتؤكد دوما على دعم توجهات لجنة المتابعة العربية العليا ورؤساء المجالس القطرية والقوى الوطنية والديمقراطية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم تطلب ما هو فوق طاقة وقدرات وإمكانات أبناء الشعب في ال48.
وتابع عباس ارتداده واستسلامه وتبعيته لحكومات إسرائيل الفاشية موجها حديثه للقيادة الفلسطينية وطالبها ب”عدم التدخل بشؤون العرب في إسرائيل.” وأضاف “لا نقرر للفلسطينيين في الضفة وغزة، ونطلب الا يقرر لنا احد.” محاولا الزج بالقيادة والتحريض عليها والإساءة لها كعربون حسن سير وسلوك لنتنياهو لعله يقبل بضمه لتحالفه الفاشي. أضف الى ان قيادة منظمة التحرير رغم انها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لابناء الشعب في داخل الداخل، لكنها شاء عباس ام ابى هي مرجعية الكل الفلسطيني، ولا يمكن لاي فلسطيني التخلي عن أبناء الشعب في ال48، لانهم جزء اصيل من نسيج ووحدة الشعب العربي الفلسطيني، وما يتعرض له الفلسطينيون في إسرائيل من إرهاب وعنصرية وتطهير عرقي اسوة بما يجري في القدس وعموم الضفة وقطاع غزة وفي الشتات والمهاجر لا يمكن الصمت عليه، او القفز عنه، او التخلي عنهم مهما كانت النتائج.
وبودي اسأل النائب ناقص الهوية الوطنية والانتماء لفلسطين الأرض والشعب والقضية هل حكومات إسرائيل المتعاقبة تترك او تتخلى عن أي صهيوني في العالم؟ وهي لا تمثل اليهود في العالم، وحتى داخل المجتمع الإسرائيلي هناك قطاعات من اليهود يرفضون تمثيل حكومات إسرائيل لهم، مع ذلك تلك الحكومات المغتصبة للديانة اليهودية لا تترك شاردة او واردة لاي يهودي وليس لاي صهيوني في أي بقعة من العالم دون ان تدس انفها فيه، وتعتبر نفسها مسؤولة عنه؟ لماذا تطلب من القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الواحد والموحد وصاحب الهوية الوطنية والارث الحضاري عبر حقب التاريخ المختلفة ان تدير الظهر لابناء الشعب في ال48؟ ومن انت حتى تطلب من القيادة الفلسطينية ذلك؟ انت تعلم انك لست اكثر من أداة وظيفية وجدت لخدمة مخططات ومشاريع دولة العدو الصهيونية.
وحتى يناقض نفسه في ذات اللقاء، فانه ادان العمليات الفدائية، وتذرع بخلفية الإدانة “لأننا مواطنين في إسرائيل، والانزلاق للعنف يخدم التطرف.” فهو هنا تدخل بشكل مباشر في اليات عمل الفصائل الفلسطينية، ليس هذا فحسب، بل ادان العمليات البطولية بذريعة انه مواطن في إسرائيل؟ انت لست مواطنا في إسرائيل حتى لو كنت حاملا الجنسية الإسرائيلية، ولو كنت عضوا في الكنيست، انت مجرد صورة شكلية تستخدم لتحقيق اهداف ومخططات إسرائيل الاستعمارية، وانت رغم كل دورك الوظيفي المخزي ومواقفك المعيبة مدرج على قائمة الترحيل والترانسفير، ولا تمنحك البراءة كونك ولدت للأسف الشديد لاب وام فلسطينيين. وأبناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة يعيشون طيلة ال75 عاما الماضية تحت الصفر، والتمييز العنصري، ويخضعون للارهاب المنظم الإسرائيلي، وحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والديمغرافية ناقصة، وقوانين التمييز الاجرامية الإسرائيلي تجلد صباح مساء أبناء الشعب حيث تعيش أيها المأجور من قانون النكبة لقانون كامنيتس وقانون “أساس الدولة اليهودية” والعشرات من القوانين القهرية التمييزية، كلها ضد أبناء الشعب. اذا عن أي تطرف تتحدث؟ ومن الذي أًصل للتطرف والإرهاب؟
ومرة أخرى اسألك، هل تجرأت مرة واحدة وصرحت انك ضد جرائم إسرائيل؟ ومن الذين يقود الإرهاب والتطرف والفاشية أبناء الشعب الفلسطيني ام الدولة القائمة على نكبتة واغتصاب حقوقه ونفيه؟ لكنك تأبى الا ان تقلب الحقائق تنفيذا لتعليمات اسيادك في أجهزة الامن الإسرائيلية.
وحديثك عن دفاعك عن الأقصى والقدس كذبة مفضوحة لا أساس لها من الصحة، والاقصى ليس بحاجة لامثالك، فهناك ابطال نذروا انفسهم دفاعا عن القدس العاصمة والاقصى وكنيسة القيامة والحوض المقدس. وأيضا انت مهما نفيت هويتك الاخوانية فلا تفيدك بشيء، اصلك وفصلك معروف، ولا تحتاج الى كبير عناء لاثبات انتماءك لهم، ونموذجك خير مثال لهم ولمصابئهم على شعوب الامة العربية والشعوب الإسلامية كلها.