يوميات الخيمة (26)… خطاب نتنياهو في الكونجرس… د.تيسير عبدالله
بعد خطاب نتنياهو الليلة في الكونجرس. والذي استطاع فيه لأول مرة في تاريخ صراعنا الفلسطيني أن يزور الرواية الفلسطينية في أكبر مجلس نواب في العالم والأقوى تأثيرا. ويجعلنا مجموعة همجية متوحشة من قاطعي الرؤوس وضد الحضارة والديمقراطية. وجعلنا بلا دين. المسلم واليهودي والمسيحي متحدون في قتالنا؟ وجعل من خطابه دافعا ووقودا لحرب مستمرة طويلة في غزة لا تتوقف حتى الاستسلام الكامل.
فقد حان الوقت الذي يجب أن تدرك فيه حماس أن هذه الجولة لن تحسمها مقاومة عسكرية وحدها. وأنه لا يكفي أن نصدق وحدنا أننا على صواب في عالم متشابك ومعقد وغير محايد. وأن حماس لن تستطيع في الوقت الحالي. وبوضعها الحالي في المأزق الاتهامي بالإرهاب الذي ورطها فيه نتنياهو. أن تصحح الرواية. وتعيدها إلى مسارها الصحيح. وهي تحتاج إلى مساعدة حقيقية لتخرج من مأزقها.
وعلى افتراض أن حماس انتصرت على الاحتلال في هذه الحرب في غزة واستطاعت هزيمته هزيمة ساحقة وفق محلليها. فإنها فشلت في المحافظة على الرواية الفلسطينية التاريخية. وهو ما يعد أخطر ألف مرة من الهزيمة العسكرية. لا تصدقوا محللي الصدفة عن سخافة الخطاب. أو تضخيمهم للتظاهرات ضد نتنياهو أمام الكونجرس. نحن وحدنا في غزة سندفع ثمن هذا الخطاب من دمائنا في المرحلة القادمة. وليس هؤلاء الأرزقية الذين يثرثرون على الفضائيات. ويتقاضون الدولارات آخر الليل ثم يعودون إلى قصورهم ونسائهم في العواصم المختلفة
بعد خطاب نتنياهو الليلة. على حماس أن تدرك أنها تسير في طريق مسدود. بعد 10 أشهر من التجريب الذي لم يؤدي إلا إلى المزيد من الضحايا وتغول الاحتلال علينا. وانتشاء نتنياهو بدمويته وتقدمه في استطلاعات الرأي. لقد حان الوقت الذي يجب أن تتراجع فيه خطوة إلى الوراء. وتقدم إلى الأمام الرئيس أبو مازن الرجل الأقدر على الدفاع عن روايتنا الفلسطينية. واستعادة عدالتها ونصاعتها بعد أن خسرناها في هذه الحرب.
كنت دائما أتابع الإعلام العبري وهو يصرخ ويتألم ويتوجع. والرئيس محمود عباس يجلده في خطاباته في الأمم المتحدة. والمحافل الدولية. يؤكد على عدالة روايتنا. وزيف الرواية الإسرائيلية. حتى أنه شكك في الهواوكوست. لكن جاء الوقت الذي يجلدوننا فيه ويكذبون علينا فيه. ونحن في أسوأ حالاتنا من الضعف والهوان في هذه الحرب.
إن استمرار خسارتنا لمظلوميتنا وعدالة قضيتنا وفشلنا في القدرة على مخاطبة العالم. سيعني المزيد من سفك دمائنا. وسحق أطفالنا في هذه الحرب والتي يبدو أن نتنياهو قدم مؤشرات في خطابه أنه سيمضي بها إلى العام القادم.