من هو بديل خيرت الشاطر لإدارة أموال الإخوان بالخارج

وكالة وطن 24 الاخبارية : منذ أن ألقي القبض على خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر، عقب انتهاء حكم الرئيس الراحل محمد مرسي في ثورة العام 2013، كان الشغل الشاغل لجماعة الإخوان الحفاظ على استثماراتها وكياناتها الاقتصادية العملاقة داخل وخارج مصر خوفا من أن تتحفظ عليها الحكومة في مصر.

ولهذا، وقع اختيار الجماعة على مجموعة صغيرة من قيادات الخارج من أجل إدارة هذا الملف الخاص بكيانات واستثمارات الإخوان في أوروبا.

ومن أبرز الاختيارات كان أسامة محمد فريد عبد الخالق نجل القيادي بالجماعة محمد فريد عبد الخالق، أحد أبرز الوجوه ضمن الرعيل الأول لقادة الجماعة والمقرب من حسن البنا مؤسس التنظيم.

 كيانات الإخوان في أوروبا

كشف اللواء عادل عزب، مسؤول ملف النشاط الإخواني الأسبق بجهاز الأمن الوطني، والشاهد في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، تفاصيل بدء التواجد الإخواني في أوروبا وتزايد نشاطه منذ الستينيات حتى الآن.

وأوضح لـ”العربية.نت” أن التنظيم الدولي للإخوان أنشأ له فروعاً في أوروبا وأميركا بمساعدة جهات غربية.

كما تابع أنه منذ أوائل الستينيات، أنشأ الإخوان مركزين للتنظيم الدولي بجنيف وميونخ، وكانت البداية الحقيقية للتنظيم الدولي الذي أسسه سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا، الذي كان يتنقل بين الدول مستخدما 7 جوازات سفر لعدة دول بينها إيران وباكستان.

وأضاف أنه في بداية الستينيات تم وضع النواة الأولى لتأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومقره بريطانيا، كمظلة تحوي الأنشطة الإخوانية في أوروبا، والذي تأسس بشكل رسمي عام 1989، ويضم حالياً 30 اتحادا على مستوى أوروبا.

 منظمات وجمعيات وفروع بأنحاء أوروبا وأميركا

وذكر عزب أن أبرز الاتحادات كان اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي تأسس عام 1983، ويضم 250 جمعية وفرعاً على مستوى فرنسا، الذي أعقبه إنشاء هيئة الإغاثة الإسلامية في برمنغهام عام 1984 في بريطانيا، وتضم حوالي 80 فرعاً بكافة دول العالم.

إضافة إليهما هناك الجمعية الإسلامية بشمال أميركا عام 1963 بولاية انديانا، والتي تعد المرتكز الرئيسي للحركة الإخوانية في أميركا، ثم الاتحاد الإسلامي العالمي والمنظمة الطلابية عام 1969، الذي تأسس في المركز الإسلامي في ايخن بألمانيا، ويتبعه العديد من الاتحادات الطلابية في أوروبا وأميركا وكندا والمملكة المتحدة وإيران.

ولفت إلى أنه عقب إنشاء تلك الفروع والجمعيات تم حصد وجمع الكثير من التبرعات واستخدام تلك الأموال في إقامة كيانات اقتصادية كبيرة في أوروبا.

كما كان التنظيم الدولي ينفق من تلك المبالغ على أنشطته ودفع أموال لعناصر الجماعة في الدول المختلفة لتقديم معلومات استخباراتية عن كافة ما يحدث في 80 دولة بها فروع للإخوان.

ومن ضمن مهامها إرسال معلومات عن أزمات ومشكلات بل تفاصيل حساسة عن بعض المؤسسات الكبيرة وتصب هذه المعلومات في النهاية في يد الأمانة العامة للتنظيم الدولي ومنها في النهاية لأجهزة غربية.

جمع الأموال بحجة المساعدات

وأشار الخبير الأمني إلى أن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الذي تأسس عام 1983، يعد مجلس شورى عام للتنظيم الدولي للإخوان، مضيفا أن الأنشطة الاقتصادية للجماعة تزايدت منذ الستينيات أيضا وحتى الآن.

وبحسب معلومات”العربية.نت”، فإن الجماعة عهدت منذ سنوات قليلة لعدد من قادتها في الخارج وبينهم أسامة فريد بتولي إدارة كافة شركات واستثمارات الإخوان في أوروربا.

كما نشطت تحت ستار تقديم المساعدات الإغاثية قيادات الجماعة والتنظيم الدولي في جمع أموال من المسلمين في أوروبا.

ومن أبرز من نشطوا في هذا الملف أحمد الملط، وعبد المنعم أبو الفتوح، والأخير كان يرتبط بعلاقة كبيرة وقوية مع محمد فريد عبد الخالق والد أسامة.

 دور فريد عبد الخالق

يعد الملياردير أسامة فريد عبد الخالق المقيم في لندن مسؤول خزائن الجماعة، وبات المسؤول عن كافة أنشطتها الاقتصادية بأوروبا.

وبحسب المسؤول الأمني، فإن الأب فريد عبد الخالق نفسه كان وراء فكرة إنشاء كيانات للجماعة في الخارج وتحديدا أوروبا وأميركا، ولعب عبد الخالق دورا كبيرا مع يوسف ندا.

في هذا الإطار وبعد تقدم عبد الخالق في العمر وغيابه عن الجماعة لظروف تواجده في السجن فترات كبيرة، ترك إدارة بعض ملفات الجماعة لاثنين من أبنائه، وهما أحمد وأسامة دون أن يكون لهما منصب تنظيمي داخل الإخوان، مضيفا أن عبد الخالق تولى منصب مرشد الجماعة مؤقتا خلفا لعمر التلمساني وحتى وصول محمد حامد أبو النصر.

ولفت إلى أنه ووفقا للقضية رقم 404 لسنة 2009 فقد كان يوسف ندا وغالب همت، مسؤولين عن إدارة استثمارات الإخوان في الخارج، وخيرت الشاطر عن إدارة استثمارات الجماعة في مصر.

وتابع أن أسامة فريد عبد الخالق ظهر بشكل علني في مصر خلال حكم الإخوان، حيث برزت الجمعية المصرية لرجال الأعمال في العام 2012، وكان من أبرز أعضائها بجانب حسن مالك، وعبد الرحمن سعودي، وسمير النجار، وعصام الحداد، وهدفت لاستثمار أموال الجماعة وإدارتها سواء في مصر أو أوروبا، وتحديدا في مجالات تجميع السيارات والعقارات والأدوية والبرمجيات.

كما ظهر أسامة في جمعية”ابدأ”، وتولى رئاسة مجلس الأعمال المصري العراقي، وعين مستشارا للرئيس المعزول محمد مرسي.

يذكر أن بدايات أسامة وتواجده في أوروبا كشفها المسؤول الأمني، موضحاً أنه استقر في بريطانيا منذ بداية الثمانينيات، وحصل على الجنسية البريطانية، وتوسعت دائرة نشاطاته المالية هناك.

كما عمل على تولي إدارة شركات وكيانات الإخوان في بريطانيا وأوروبا، وتولى إيواء قادة الجماعة الهاربين من مصر عقب فرارهم لبريطانيا إثر اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى