ما بعد الخطاب … مطلوب خطة عمل فلسطينيه تبني على المحطات الرئيسية لمضمون خطاب الرئيس عباس
المحامي علي ابوحبله
اعتلى الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، منبر الجمعية العامة ، متحدثا إلى ممثلي دول العالم في اجتماعات الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في دورتها ال 77 ” باسم أكثر من 14 مليون إنسان فلسطيني”وكانت كلمته مؤثره وواضحة المقاصد والأهداف مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يفقد ثقته بتحقيق السلام القائم على العدل وفشل المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بسبب السياسات الاحتلالية الإسرائيلية، وتعامل المجتمع الدولي بسياسة الكيل بمكيالين ومؤكدا أن إسرائيل لم تنفذ أيّا من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان ، وأوضح أنه بعد 74 عاما، لا يزال الفلسطينيون يعيشون آثار النكبة، كما أن أكثر من خمسة ملايين فلسطيني لا يزالون يقبعون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ 54 عاما .
إن إسرائيل تقوم “بحملة مسعورة” عبر مصادرة الأراضي ونشر المستوطنات فيها ونهب الموارد وقال: “تقوم (إسرائيل) بإطلاق يد الجيش والمستوطنين الإرهابيين الذين يقتلون أبناء شعبنا الفلسطيني في وضح النهار ويسرقون أراضيهم ومياههم ويحرقون ويهدمون بيوتهم ويجبرونهم على دفع ثمن الهدم أو يجبرونهم على هدمها بأيديهم.. كل ذلك بحماية رسمية وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية سمحت بتشكيل “منظمات إرهابية عنصرية يهودية تمارس الإرهاب ضد أبناء شعبنا ووفرت لها الحماية وهي تعتدي على الفلسطينيين وتنادي بطردهم ، وطالب المجتمع الدولي بوضع هذه المنظمات الإرهابية على قوائم الإرهاب .
وأخبر الدول الأعضاء أن إسرائيل لم تبقِ شيئا من الأرض ليقيم الفلسطينيون دولتهم عليه، “فأين سيعيش شعبنا بحرية وكرامة؟ أين سنقيم دولتنا المستقلة لنعيش بسلام مع جيراننا؟ أصبح المستوطنون يشكلون حوالي 750,000 – أي 25 في المائة من مجمل السكان – في الضفة الغربية على الأرض التي تبقت لنا من قرار التقسيم، وتقتل أبناء شعبنا بدون حساب .
مفاصل ومحطات مهمة تتضمنها خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعيه العامه في دورتها ال 77 وهي مغايره عن الخطابات السابقة ويجب التوقف عندها وتعكس تغيرات استراتجيه مهمة يمكن البناء عليها عربيا واقليميا ودوليا والاهم على الصعيد الفلسطيني الداخلي وما يتطلب من ضروره باتت ملحه لجهة ترتيب البيت الفلسطيني
المحطة الأولى :- المطالبة بتنفيذ قراري الأمم المتحدة رقم 181 (التقسيم) ورقم 194 (حق العودة للاجئين الفلسطينيين فورا)، بعد نسيان متعمد لها طوال الثلاثين عاما الماضية
المحطة الثانية :- التأكيد على ان “إسرائيل” دولة فصل عنصري، وتساءل: لماذا لا يعاقبها المجتمع الدولي؟ فإذا كان الحال كذلك، لماذا الاستعداد للتفاوض معها فورا؟
المحطة الثالثة :- : تأكيده على ان اتفاقات أوسلو لم تعد قائمة على ارض الواقع بسبب عدم التزام “إسرائيل” بها، وانتهاكاتها المتصاعدة في الأراضي المحتلة، وأن فلسطين تخضع لقوة الاحتلال القائم على الأرض
المحطة الرابعة :- : التهديد بالبحث عن وسائل أخرى للحصول على الحقوق الفلسطينية لأنه لم يتم تطبيق قرار واحد من قرارات الأمم المتحدة وطالب المجتمع الدولي بتأمين الحمايه للشعب الفلسطيني
المحطة الخامسة :- : الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في حق الشعب الفلسطيني وما زالوا، والسؤال متى؟
المحطة الخامسة :- : التقدم بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ومنظماتها، في تحد واضح لمطالب أمريكية وإسرائيلية بعدم الإقدام على هذه الخطوة
المحطة السادسة :- : التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، وهذه تأكيد على تنسيق المواقف بين منظمة التحرير الفلسطينيه والاردن وقطع الطريق على اسرائيل ومحاولات التهرب من الاستحقاقات والاتفاقات الدوليه
المحطة السابعة :- نطالب بريطانيا وأمريكا وإسرائيل بالاعتذار وجبر الضرر وتقديم التعويضات لشعبنا التي يقررها القانون الدولي
وفي تحدي واضح لأمريكا وتغاضيها عن جرائم إسرائيل تطرق الرئيس محمود عباس إلى مقتل الصحفية الفلسطينية-الأميركية شيرين أبو عاقلة. وأشار إلى أن إسرائيل اعترفت بأن فناصا قتلها. وقال: “أتحدى أميركا – وهي جنسيتها أميركية – أن تعاقب أو تحاسب أو تحاكم القتلة الذين قتلوها. لماذا يتهربون ؟ لأنهم إسرائيليون.”
وفي محطة أخرى لا تقل أهميه عن المحطات الأنفة الذكر ألمطالبه بالاعتذار والتعويض حين قال
إن إسرائيل ومنذ قيامها ارتكبت “جرائم وحشية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني عندما دمرت 529 قرية فلسطينية وطردت سكانها منها خلال وبعد حرب 1948، وهجّرت – وهو رقم كثيرا ما يحاول البعض التلاعب به – 950,000 فلسطيني لاجئ، أي نصف عدد السكان الفلسطينيين في ذلك الوقت، ليس كما تقول إسرائيل 250,000، بل 950,000 وهذه إحصاءات الأونروا ، كما قال إنها ارتكبت أكثر من 50 مجزرة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
ومضى قائلا: “آخر المذابح: الاعتداء على غزة بالصواريخ. لا أريد أن أقول كم قتلت من الكبار، لكن (صحيفة) نيويورك تايمز الأميركية قالت إن 67 طفلا قُتلوا في غزة ، وأكمل متهكما: “هؤلاء كانوا يحملون صواريخ ويعتلون الدبابات ويضربون المدافع!؟ وطالب إسرائيل “من على منبر الجمعية العامة” الاعتراف بمسؤوليتها عن تدمير هذه القرى وارتكاب المذابح وتهجير المواطنين الفلسطينيين والاعتذار للشعب الفلسطيني وطالب الإسرائيليين بالاعتذار، “وأن يتحمّلوا المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية. يجب أن يُحاسبوا وتطرق الرئيس محمود عباس إلى القرارات الدولية الصادرة عن الهيئة ألعامه ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وحملهم مسؤولية تقاعسهم وتغاضيهم وتهربهم من مسؤولية تنفيذها قائلا إن الأمم المتحدة بهيئاتها المختلفة أصدرت مئات القرارات الخاصة بفلسطين، ولم يُنفذ قرار واحد منها. “754 قرارا من الجمعية العامة، 97 قرارا صدر من مجلس الأمن و96 قرارا صدر من مجلس حقوق الإنسان. ولم يُنفذ أي منها.”
وطالب بتنفيذ القرارين 181 و194، لأنهما كانا شرطين لقبول إسرائيل كعضوه في الأمم المتحدة، حيث تقدم موشيه شاريت، وزير خارجية إسرائيل في ذلك الوقت، وتعهد بتنفيذهما، فقُبلت عضوية إسرائيل.
وأكد الرئيس الفلسطيني أنه جرى تقديم طلب للأمين العام لتنفيذ ذلك ، وتحدث عن اعتزام فلسطين الشروع في إجراءات الانضمام إلى منظمات دولية أخرى، وستنضم إلى منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الملكية الفكرية، ومنظمة الطيران المدني الدولي ، وقال: “كلي ثقة بأنكم سوف تتفهمون لماذا نقدم على هذه الخطوات الآن، فنحن لم نترك خلال كل السنوات الماضية بابا إلا وطرقتاه من أجل إقناع إسرائيل بالعودة للجلوس إلى طاولة المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، ولكنها رفضت وترفض ، وشدد على أن الشعب يريد الحماية، ولكن “لن نلجأ للسلاح ولا للعنف ولن نلجأ للإرهاب “
وحمل إسرائيل مسؤولية القيام بتعطيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بمنعها المواطنين الفلسطينيين المقدِسيين من المشاركة فيها ، وقال: “يسألوننا لماذا لا تجرون الانتخابات؟ نحن جاهزون وأصدرنا المراسيم للانتخابات وقررنا إجراءها، لكن إسرائيل منعتنا. لم نلغِ الانتخابات، أجلّناها فقط.”
وأشار السيد محمود عباس إلى أن الاتفاقات لم تعد قائمة على أرض الواقع بسبب خرق إسرائيل لها، على الرغم من مطالبتها بوقف احتلالها وسياساتها العدوانية والأعمال الأحادية التي وردت نصّا في أوسلو ، وقال: “أصبح من حقنا، بل لزاما علينا، أن نبحث عن وسائل أخرى للحصول على حقوقنا وتحقيق السلام القائم على العدل، بما في ذلك تنفيذ القرارات التي اتخذتها هيئاتنا القيادية، وعلى رأسها برلماننا.”
وفي تحدي واضح لأمريكا وإسرائيل وأن مصداقيتهما أمام المحك بخصوص السلام وتحقيق رؤيا الدولتين ، قال الرئيس الفلسطيني إنه استمع إلى خطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، لكن “الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف، هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورا، لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية، ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين ، وشدد على أن دولة فلسطين توّاقة للسلام، “فدعونا نصنع هذا السلام لنعيش في أمن واستقرار وازدهار، من أجل أجيالنا وجميع شعوب المنطقة.”
وقال في ختام كلمته إنه ورغم كل المؤامرات والضغوطات “التي مورست علينا وتمارس على شعبنا، فقد حافظنا على قرارنا الوطني المستقل وتمسكنا بثوابتنا الوطنية، ونجدد رفضنا تلقي أية تعليمات أو أوامر من أي جهة كانت.”
إن خطاب الرئيس محمود عباس بما تضمنه من محطات مهمة تفرض نفسها على كافة الصعد ، ولا بد من إتباع الخطاب بخطوات فلسطينيه على كافة الصعد الداخلية الفلسطينية والعربية والاقليميه والدولية
على الصعيد العربي على الدول العربية التي ارتأت بالوقوف على الحياد من القضية الفلسطينية أو عملت على تغييب القضية الفلسطينية أن تعيد حساباتها ومواقفها لأنه لايمكن تحقيق امن إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني أو الأمن القومي العربي لان فلسطين في صلب المعادلة لتحقيق أمن واستقرار المنطقة
نعم لقد جاءت العبارات الغاضبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتحذيرات واضحة لا لبس فيها على إسرائيل حكومة وشعبا من معاودة النظر في سياستها تجاه القضية الفلسطينية ، وعلى أمريكا أن تعيد موقفها من دعمها لإسرائيل تجاه توسعها الاستيطاني وممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والاهم ممارساتها الاستيطانيه التوسعيه على الارض وتدمير أي أفق لتحقيق السلام
على أوروبا أن تدعم باتجاه الضغط على إسرائيل باتجاه تغيير سياساتها التوسعيه الاستيطانيه واتخاذ اجراءات عمليه كفيله بوقف الاستيطان وازالة المستوطنات
الفلسطينيون رؤيتهم للسلام أصبحت منعدمة وان سكوتهم عن ممارسات إسرائيل لن تدوم وان نظرتهم بإدارتهم الصراع مع إسرائيل لن يكون بلغة إسرائيل لان مفهوم الفلسطينيون وفق الرؤيا للشرعية الدولية مفهوم يقوم على الحفاظ على حقوقهم الوطنية وحقهم بإقامة دولتهم المستقله وعاصمتها القدس والعيش بأمن وسلام ، إن الفلسطينيون يتمسكون بحقهم بالمقاومة التي شرعتها الشرعية الدولية بكافة وجوهها لتحصيل حقوقهم من المحتل الإسرائيلي استنادا لقرارات الشرعية الدولية هذه المقاومة ستترك انعكاساتها وواقعها على الصراع الإقليمي والدولي الملتهب بساحته في أوروبا وتداعيات الحرب االروسيه الاوكرانيه وما يجري في سوريا ولبنان والعراق ليس بمعزل عن ما يشهده العالم من تغير في موازين القوى فجميع الساحات ستكون ملتهبة فيما لو تغاضى المجتمع الدولي عن تحقيق المطالب الفلسطينية المحقة وهذا ما احتواه نص خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعون الذي طالب فيه المجتمع الدولي أن ينتصروا للسلام وانتصارهم للسلام هو اعترافهم بفلسطين دوله حرة ديمقراطيه
المحطات التي وردت في خطاب الرئيس محمود عباس تشكل قواسم مشتركه بين كافة القوى والفصائل الفلسطينيه وتستدعي توافق فلسطيني وخطة عمل لمواجهة الاحتلال وممارساته ضمن مفهوم تصويب اولوية الصراع مع ما يستتبع ذلك ترتيب البيت الفلسطيني برؤيا وطنيه وباستراتجيه فلسطينيه تأخذ بأبعادها كل التغيرات وإعادة التحالفات بما يخدم القضية الفلسطينية ضمن مفهوم يرتكز على أولوية الصراع مع إسرائيل التي هدفت أمريكا وحلفائها من تمرير مشروعهم لحلف ناتو شرق أوسط جديد لتصفية القضية الفلسطينية
بلورة محطات ما ورد في خطاب الرئيس لخطة عمل فلسطينيه مشتركه تنهي الصراعات والخلافات وتنهي الانقسام ، وتقود لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفي هذا الوقت بالذات هو تفويت الفرص على كل أولئك الذي يهدفون من مساعيهم وتحركاتهم السياسية لإقامة دويلة في قطاع غزه ويهدفون لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزه وتدمير رؤيا الدولتين وتذويب القضية الفلسطينية وإسقاط الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ومحاولات تمرير المشروع الاقتصادي كبديل للمشروع الوطني الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية وهذا هو السر في أولوية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الإحياء للدور الذي اضطلعت به منظمة التحرير عبر نضالها الطويل ومنذ إنشائها لتحقيق حلم تحرير فلسطين
هذه التطورات الخطيرة والخطيرة جدا في مفصل القضية الفلسطينية وخاصة بعد الخطاب ، وفي مقدمة المخاطر تلك التي تتهدد الحركة الوطنية الفلسطينية وتتهدد وحدة المجتمع الفلسطيني هو باستهداف الجميع عبر ضرب الجميع وصولا لحاكم عسكري يحكم الشعب الفلسطيني ويتسلح بخطة برايمر في العراق وحل جميع الحركات والقوى الوطنية والاسلاميه ، فالجميع في دائرة الاستهداف ضمن المخطط المرسوم اليوم فتح وغدا حماس وبعد غد الجبهة الشعبية وهكذا دواليك هي اذا المؤامرة التي تقود لتصفية الوطنيين والأحرار وتسييد من يخدم مصالح الاحتلال ليتسنى تنفيذ الأجندات التي تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية والتاريخيه للشعب الفلسطيني
فالخروج من دائرة الاستهداف والمخاطر التي تتهدد الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته هو في تحقيق الأهداف الوطنية التي تقود لوحدة الموقف الفلسطيني وتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وضرورة القفز على مخاطر التهديدات التي تهدد وحدتنا والتي تتطلب الشروع الفوري لتشكيل حكومة وحده وطنيه تفوت ألفرصه على المتربصين والإعداد لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح يسبق عقد المؤتمر لم الشمل الفتحاوي للفتحاويين جميعا الذي يعملون تحت الاجنده الوطنية وان سرعة الخطوات التي توحد الفلسطينيين تفشل سياسة فرض الأمر الواقع وتفشل فرض أوصياء على الشعب الفلسطيني وتفشل مؤامرة استهداف الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته