ما خفي أعظم ومحامي الدفاع وفشل المسحال..
البيادر السياسي بقلم / جانيت عازر- لندن
فبراير 27, 2022
قبل حوالي أسبوعين اعلن الصحفي تامر المسحال مقدم برنامج ما خفي أعظم عن نية قناة الجزيرة بث حلقة تتعلق بالكشف عن المستور في قضية المعارض السياسي نزار بنات وذلك وسط حملة تشويق واثارة غير عادية لدرجة انه بعض القنوات بدأت تتحدث عن الحقلة قبل بثها .
يوم الجمعة الماضي في تمام التاسعة قامت قناة الجزيرة ببث هذه الحلقة عبر حسابها على الفيس بوك نظرا لانشغالها في تغطية اخبار الحرب الروسية الاكرانية، اجتمعت انا مع مجموعة من الزملاء والزميلات في مكتب مدير التحرير لنتابع هذه البرنامج التشويقي في انتظار الإعلان عن أي شيء جديد وما ان انتهت الحلقة حتى شعرنا بخيبة الامل فكل ما قدمه المسحال من معلومات ومستندات كانت بحوزتنا أصلا وكنت قد كتبت في موضوعها اكثر من مرة ،،
للحقيقة اخفق مقدم البرنامج في إعادة تحريك القضية شعبيا سيما وان ما يعرضه هو معلومات ووثائق متاحة أصلا للجميع وليس فيها شيء من السرية او أي شيء جديد ..
اخفق مقدم البرنامج في إعادة تحريك القضية شعبيا سيما وان ما يعرضه هو معلومات ووثائق متاحة أصلا للجميع وليس فيها شيء من السرية
وصدقا كلما قال المسحال ان قناته استطاعت الحصول على وثيقة تنفي او تؤكد نقطة معينة لها علاقة بالقضية كنت انا وزملائي في التحرير ننظر في وجوه بعضنا البعض مستغربين من حجم الاستخفاف بعقول المشاهدين خصوصا وان جميع الوثائق المعروضة ووفقا لما هو معروف قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتسليمها للمحكمة العسكرية وتم توزيعها على كل مؤسسات حقوق الانسان والسفارات الاوربية العاملة في الأراضي الفلسطينية ..
من اعطى الامر؟ سؤال كان يحمل عنوان حلقة المسحال الصاروخية في محاولة من قبل قناة الجزيرة لربط القضية بقرار من المستوى الأمني الأعلى في السلطة الوطنية الفلسطينية لعله يثبت فكرة الاغتيال السياسي لنزار .
المداخلات والوثائق التي عرضها المسحال في تقريره لم تستطع دعم واسناد عنوان حلقته فقد فشل فشلا ذريعا في اثبات ما كان يصبو اليه بل انه فشل في إعادة ايقاظ هذه القضية
المداخلات والوثائق التي عرضها المسحال في تقريره لم تستطع دعم واسناد عنوان حلقته فقد فشل فشلا ذريعا في اثبات ما كان يصبو اليه بل انه فشل في إعادة ايقاظ هذه القضية ،فمن الواضح ان كل ما يمكن ان تقدمه الجزيرة في هذا الاتجاه هو نشر تحقيق استقصائي يعتمد على شهادات واوراق متاحة للجميع أصلا وليس لديهم أي جديد حتى أسلوب الاثارة والتشويق الذي تعتمد عليه الجزيرة في نشر أهدافها لم يعد ينفع في هذه القضية التي تراجع التفاعل الشعبي معها بعد بروز حقائق جديدة خلال إجراءات المحاكمة تثبت زيف رواية القتل السياسي لنزار .
لفت نظري حديث محامي الدفاع عن عناصر جهاز الامن الوقائي المتهمين في هذه القضية والذي لا استغرب ابدا على ما قاله فهو محامي الدفاع وله كل الحق في ابداء ما يريد لدفع التهم عن من وكلوه للترافع عنهم ،،اعتقد ان محامي الدفاع كان الأكثر قدرة على التحكم في توجيه دفة البرنامج لما يريد وفعلا نجح في ذلك فقد استطاع ان يجلب كل الأنظار اليه ويبعد الجميع عن أساس وجوهر القضية بل واستطاع تشتيت الأهداف القصوى للبرنامج ،،
انا شخصيا كنت أتوقع مع نهاية الحلقة ان يتحرك الرأي العام الفلسطيني على اثر هذه الحلقة ضد السلطة وينزل الى الشارع من جديد لكن نتيجة الحلقة كانت انحراف البرنامج عن مساره الهادف الى التأجيج وبدلا من ان شن الهجوم الإعلامي الكبير على أجهزة السلطة كان الهجوم على السوشيال ميديا يستهدف محامي الدفاع وهنا يظهر الفشل الذريع للبرنامج وهنا خرج المسحال عن حيدة الصحفي ومهنيته خصوصا عندما استدعى مقابلة قديمة منشورة أصلا لمحامي الدفاع تم اجراءها معه في بداية قضية نزار بنات وقد صرح فيها المحامي بانه ضد القتل السياسي وانه يطالب بمعاقبة من يثبت تورطه في هذه القضية في اعتقادي ان هذه المقابلة لا قيمة لها ولا علاقة لها بهدف برنامج الإعلامي تامر المسحال كونها قديمة وكانت في اطار ما هو متاح إعلاميا من معلومات حول القضية ثبت زيفها فيما بعد ،،
ولا ادري ما هو الإنجاز العظيم لتامر المسحال لان يقود الناس لمهاجمة محامي الدفاع الذي له الحق في قول ما يريد باعتباره محامي مؤتمن على حقوق موكليه بدلا من ان يركز على محور القضية وهذا هو دليل فشل اهداف المسحال ،،
تناقشت مع زملائي في التحرير كي اسمع منهم رأيهم باعتبارهم اعلاميين وقادرين على تقييم الحلقة التي بثتها الجزيرة فكان الاجماع لديهم بان الجزيرة فشلت في تحقيق اهداف هذه الحلقة واهم شواهد الفشل ان البرنامج حمل الناس على الهجوم الإعلامي على محامي الدفاع وليس على أجهزة السلطة الفلسطينية وقياداتها ،،،فهل كان هذا هدفك يا زميلي تامر المسحال ؟ ام انك فشلت فعلا في تحقيق هدفك فلجأت للهجوم على محامي الدفاع كي تغطي على فشل برنامجك ،،
في النهاية انصح زميلنا تامر وقناة الجزيرة بإعادة تقييم برنامج ما خفي اعظم خصوصا بعد ان جاءت حلقته الأخيرة بمستوى ركيك وضعيف وأهدافها مشتتة ولم تحقق أي هدف له علاقة باي حقائق ممكن ان تكون جديدة وتفيد هذه القضية وتحرك الرأي العام الفلسطيني من جديد ،،