جيفارا البديري صوت الحقيقة

جيفارا البديري صوت الحقيقة

بقلم المحامي زيد نعيم الطوباسي ( الايوبي)

موقف عظيم لمراسلة قناة الجزيرة الاعلامية جيفارا البديري وطاقمها الصحفي شهدته بنفسي في بداية الانتفاضة الثانية اثناء عودتنا في سيارة والدي المرحوم نعيم الطوباسي عميد الصحافة الفلسطينية من الخليل الى رام الله ليلا،حيث مرت سيارتنا بمحاذاة الحاجز الاسرائيلي الذي اصبح فيما بعد يعرف (بمعبر قلنديا ) .

فور وصولنا تلك المنطقة كان التوتر سيد المكان والاطفال والشبان الفلسطينيين قد اشعلوا الاطارات المطاطية على باب المخيم في الشارع المؤدي الى رام الله .

الليل كان حالكًا واعمدة الكهرباء ودخان الاطارات المشتعلة يملاء المكان .

كانت دوريات الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح والرصاص يطلقون النار وقنابل الغاز صوب المتظاهرين وكانت الاعلامية جيفارا البديري تقف مع طاقمها في مكان واضح بين الدوريات والجنود من جهة والمتظاهرين من الجهة الاخرى ..الوضع كان صعبا للغاية وجيش الاحتلال يصوب بنادقه باتجاه المخيم ، اوقف والدي السيارة ليسلم على طاقم الجزيرة ويشكو ازرهم ، فحياهم جميعا على المخاطرة بحياتهم من اجل توصيل صورة الاحتلال البشع وجرائمه البغيضة للعالم ، ثم التفت الى جيفارا قائلا: اختي جيفارا يعطيكي العافية مجهودكم الاعلامي رائع لكن يا اختي انت والطاقم المرافق لك تقفون في مكان خطر جدا ومن الممكن ان يطلق الاحتلال النار عليكم وهذا الامر حصل اكثر من مرة وقد استشهد العديد من الصحفيين الفلسطينيين برصاصهم اللعين ، حاولي ان تقفي في مكان فيه أمان اكثر على حياتكم ثم قومي بواجبك المهني وانت في مأمن من رصاصهم، اجابته جيفارا وهي تبتسم : يا اخ ابو زيد عندما قررت ان اخرج في منتصف الليل لافضح جرائم الاحتلال لم أسأل عن حياتي فأنا اعلم انه احتلال جبان ويخشى صوتي وصوت زملائي ،سأبقى هنا اراقب جرائم الاحتلال بحق اطفال وشباب المخيم ولن اخشى رصاصه البائس ، اطمئن اخي ابو زيد لن يحدث الا ما يكتبه الله لنا وفلسطين تستحق ان نضحي بحياتنا من اجلها ،،)

تقدمت سيارتنا باتجاه رام الله حيث اصبح طاقم الجزيرة خلفنا ، في الطريق كان والدي يتمتم ويتحدث الي بصوت خافت قائلا: مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب والصحفي الصادق مع شعبه يضحي بنفسه لتوصيل رسالة شعبنا للعالم تماما كما تفعل جيفارا الان انها وزميلتها شيرين ابو عاقلة صوت عظيم للحقيقة التي يجب ان يتحرك ضمير العالم لاجلها ، جيفارا وشيرين اعلاميتين شجاعتين اخشى عليهما كثيرا ،،يغامرن بانفسهن من اجل مستقبلنا جميعا،،ثم اضاف ربنا يحمي هاتين الاقونتين،،،

جيفارا البديري و شرين ابو عاقلة لا يستطيع احد ان ينكر دورهن في كشف الوجه القبيح للاحتلال ،وشيرين الشجاعة دفعت روحها ثمنا لابراز الحقيقة وارتقت شهيده برصاص الهمجية الاحتلالية في جنين ،،وجيفارا لا زالت تتابع المشوار على طريق شرين.

شاهدتها بام عيني كيف تحدت جنود الاحتلال في حي الشيخ جراح لتحصل على صورة حية عن معاناة سكان الحي لتنقلها للعالم اجمع ،،لم اكن بعيدا عنها عندما اعتدى عليها جنود الاحتلال في الحي لانها اوجعتهم عندما نقلت حقيقة جرائمهم للعالم فتحرك المجتمع الدولي كله من اجل القدس والشيخ جراح ،ولا زالت جيفارا مصرة على نقل الحقيقة حتى لو كلفها الامر حياتها ، انها فعلا صوت كل فلسطيني حر تنقل الحقيقة بمهنية ومصداقية عالية وتمضي في طريق الشهيدة شيرين ابو عاقلة حتى نهايتها دون وجل او خوف .

لقد استمدت جيفارا ثقتها بنفسها من ايمانها العميق بعدالة قضية شعبها فكانت ضمير الشعب برمته.

قبل يومين وخلال تغطيتها لجنازة اقمار نابلس الذين ارتقوا على يد الاحتلال الاسرائيلي في نابلس اوردت في تقريرها دور الاجهزة الامنية الفلسطينية في كشف القوة الاسرائيلية الخاصة التي اقتحمت نابلس وكيف اشتبك عناصر وضباط الاجهزة الامنية الفلسطينية مع قوات الاحتلال دفاعا عن نابلس وشبابها واهلها ،وهذا بكل اسف لم يرق لأذناب الاخوان المسلمين والملالي فهاجموها بشراسة على صفحات السوشيال ميديا فصبوا عليها جام ضحالتهم وأساؤوا لها لانها نقلت الحقيقة بكل امانة ،،لا ادري لو انها اشادت بملالي طهران او امتدحت من القوا بابناء شعبهم من فوق الابراج في غزة ،هل سيرضيهم ذلك فتصبح ام المقاومة مثلا،،،

ارهاب الفكري

انه الارهاب الفكري البغيض الذي يمارسه الغوغاء بحق كل من يقول الحقيقة حتى لو كان من طراز الذين يضحون بانفسهم من اجل ان يحيا شعبنا بحرية وكرامة ،،لكن اقول لجيفارا البديري توأم الشهيدة شيرين ابو عاقلة ،،انت تستحقين لقب ايقونة فلسطين بجدارة،،بل انت شمس فلسطين الساطعة ،استمري في فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي ولا تأبهي لصوت الغوغاء فانت ضميرنا جميعا وانت صوت الحقيقة التي لا تندثر ،،

لكي مني ومن كل شرفاء فلسطين كل التحية والتقدير والى الامام ،،،

قد يعجبك ايضا