الطريق (749) (محور نتساريم) والتساؤلات المشروعة
وكالة وطن 24 الاخبارية : نشرت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لمركبات عسكرية اسرائيلية تتحرك على طريق (محور نتساريم) (749) بعد تعبيده بالإسفلت على يد وحدات الهندسة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الطريق بطول 6.5 كيلومتر ويقسم قطاع غزة إلى قسمين، و حسب ما اعلن جيش الاحتلال فهو متاح للاستخدام العسكري فقط. وهي منطقة عازلة يتم إحداثها لفصل شمال غزة عن جنوبها. ويقع الطريق بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى، ويستمد تسميته من اسم مستوطنة “نتساريم” السابقة التي كانت مقامة فيه، وتم تفكيكها، العام 2005، عندما قرر الجيش الإسرائيلي الانسحاب من القطاع تحت قيادة أرييل شارون.
وخلّفت عملية إحداث هذا المحور دمارًا كبيرًا طال 750 مبنىً لإحداث المنطقة العازلة، و250 مبنىً آخر في منطقة الرصيف العائم الذي تم إنشاؤه حديثًا، وفق تقارير عبرية.
وأكد تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الجيش الإسرائيلي أنشأ، حتى الآن، 3 قواعد عمليات، منذ شهر مارس الماضي، في هذه المنطقة.
محور نتساريم
وحسب موقع بي بي سي عربي فقد انتهت إسرائيل في فبراير/شباط من تشييد “الطريق السريع 749″، أو ما أطلق عليه اسم محور نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى قسمين ويربط شرق غزة بغربها.
الطريق يمتد من السياج الحدودي لغزة مع إسرائيل بالقرب من كيبوتس ناحال عوز لينتهي بالقرب من الساحل على البحر الأبيض المتوسط في غرب قطاع غزة.
ويتقاطع الطريق مع شارع صلاح الدين وشارع الرشيد، أكبر وأهم الطرق في قطاع غزة.
وقد قال الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إنهم يحاولون الحصول على “موطئ قدم عملياتي”، وتسهيل حركة القوات والمعدات من خلال بناء الطريق السريع 749.
اين المقاومة
ان انجاز هذا الطريق و تعبيده بالتاكيد لا يتم خلال ساعات ، بل انه اخذ وقتا وعملا متواصلا ، ومعدات ثقيلة تحركت على طول الستة كيلو مترات ونصف التي شق الطريق بها، وكذلك حركة الافراد العاملين.
كل هذا النشاط التدميري الذي شق قطاع غزة من السياج الحدودي لغزة مع إسرائيل بالقرب من كيبوتس ناحال عوز لينتهي بالقرب من الساحل على البحر الأبيض المتوسط في غرب قطاع غزة. ونتج عنه تدمير اكثر من 700 مبنى لم يكن خفيا ، وتم بضوضاء عالية، ولكن يبدو ان متبجحي المقاومة لم يسمعوها، ولم يشاهدوا هذا الاسفلت الاسود الجديد الذي يشق قلب غزة الى نصفين. ولم نسمع ان المقاومة استهدفت هذا المشروع الاستراتيجي للاحتلال في عمق قطاع غزة، ولم نسمع ابو عبيدة يعلن عن اي عملية ضد هذا السرطان الاحتلالي الذي ينهش قطاع غزة، بل على العكس هناك صمت مريب يلف ملف هذا المشروع ومشروع الرصيف العائم .
الرصيف البحري الامريكي الذي تم إنشاؤه على شواطئ غزة باشراف اسرائيلي ، على مساحة 270 دونم، وأبلغ مصدر متخصص في شؤون الموانئ البحرية وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأنّ الميناء سيُدار في موقع محدد من قبل الأميركيين، فيما سيُدار في موقع آخر من الجانب الإسرائيلي.
قال عنه القيادي في حماس محمد نزال في مقابلة على قناة الجزيرة :”أن موضوع الميناء امر مجهول وغير واضح” !.
ويطلق معهد بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية يطلق عليه اسم “ميناء اللاعودة”، وهو الاسم الذي كان يطلق على نقاط عبور عند شواطئ إفريقيا كانت تستخدم في تجارة الرقيق عبر الأطلسي. فهل يقصد المعهد الإسرائيلي من هذا الاسم الإيحاء بانه سيستخدم لتنفيذ عمليات ترحيل ممنهجة للفلسطينيين من القطاع. لنترك الايام تحكم وان كانت المقدمات غير مبشرة بخير .
الخلاصة الحروب تدار استراتيجيا نحو تحقيق الاهداف ، اما استعراض الاكشن والقدرة على التلاعب بالصورة والفيديو ، هذه مواد للاستهلاك العاطفي لا تؤسس لتحقيق الاهداف الاستراتيجية ، الحقائق اليوم تقول ان حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 36096 والإصابات إلى 81136 منذ بدء العدوان. واليوم وصلت دبابات الاحتلال الى وسط محافظة رفح ، والتقارير الدولية تقول ان قطاع غزة يحتاج الى 70 عام من الاعمار بعد توقف الحرب من اجل العودة الى الحياة ، واهلنا الكرماء في قطاع غزة تحولوا الى متشردين يبحثون عن وسيلة وحيدة لكي يبقوا يوما اخر على قيد الحياة، وحتى في حال قبول وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ، ستبقى نسبة كبيرة من السكان عالقة لعدّة سنوات في دوامة الفقر والحرمان. ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى فداحة الخسائر في الأرواح وهول أعداد الجرحى، وفقدان رأس المال البشري والقدرات البشرية، وتدمير البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية. وكل ذلك بسبب قرارات قيادة حماس.