غزة و (وحدة الساحات) أين غزة من اتفاقكم؟

وكالة وطن 24 الاخبارية : «وحدة الساحات» هو مصطلح استخدمته إيران والجماعات المدعومة منها ، وهو المصطلح الذى يشير إلى الاستراتيجية الإقليمية التى تنتهجها طهران لتعزيز نفوذها العسكرى والسياسى بالمنطقة.

وقد استخدمت إيران هذا المصطلح للتنسيق لتعزيز التواصل والتنسيق بين (حزب الله) فى لبنان، و(الحوثيين) فى اليمن، وجماعات أخرى تدعمها فى العراق وسوريا، وقد استطاعت أن تُنشئ شبكة مترابطة من هذه الجماعات بحيث يتم التعامل معها كوحدة متكاملة.

إلا أن أبرز ما كانت تقصده إيران من إطلاق هذا الشعار هو التأكيد على أن أى هجوم على إحدى الجماعات أو الميليشيات المدعومة منها، سيكون بمثابة هجوم على الجميع، لكن بات واضحا  أن المصطلح قد فقد صلاحيته للاستخدام.

 وفي تصريح سابق أكد قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، إسماعيل قاآني، أن عملية “طوفان الأقصى” رسّخت وحدة الساحات، وأثبتت أن المقاومة تزداد قوة وثباتاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار قاآني إلى أن المقاومة اليوم أقوى وأكثر صلابة مما كانت عليه قبل العملية، مشدداً على أن “طوفان الأقصى” شكل ظاهرة حديثة لوحدة قوى المقاومة، التي تجلّى تلاحمها في مواجهة العدوان.

من جانبه أكد الناطق الاعلامي باسم المقاومة الاسلامية في العراق – حركة النجباء، حسين الموسوي أن الحركة كمقاومة عراقية ضمن وجزء من وحدة الساحات، سواء في فلسطين أو لبنان او غيرها من الدول الأخرى. وشدد في حديث خاص لـ “شبكة قدس”، التابعة لحماس  على أن المقاومة الإسلامية في العراق “أي اعتداء على الأرض اللبنانية سيقابل برد قاس من قبلنا ولن ندخر جهدا في سبيل مواجهة هذا العدو المتغطرس”.

من جهة اخرى قال القيادي في حماس، عبد الحكيم حنيني،  إن جرائم الاحتلال بالضفة في ظل استمرار عدوانه على غزة، ولبنان لن تنجح في ثني المقاومة و كسر وحدة الساحات.

اما حركة الجهاد الاسلامي ومن خلال رسالة وجهها قيادي في سرايا القدس الى حزب الله نشرتها وكالة وطن بتاريخ 23/10/2024 جاء فيها : “إننا نرسم معاً بالدم والنار في مشهدية بطولية وحدة الساحات”

ومع انتهاء حرب الإثني عشر يوماً  بين إسرائيل وإيران، فيما تبز قضية الحرب على قطاع غزة مستثناة من الاتفاق، ولا يزال القطاع المكلوم يُذبح بآلة البطش الإسرائيلية.

حسب جريدة القدس : يؤكد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات أن الاتفاق، الذي جاء بإعلان من ترمب، مَثّل محاولة لإعادة ترتيب الأولويات لدى الطرفين، حيث غياب أي إشارات تربط إنهاء الحرب في القطاع بمخرجاته، كشف محدودية الطابع الشامل لهذا التفاهم، خاصة أن الحرب على إيران كانت من ارتدادات السابع من أكتوبر 2023.

و اللافت في هذه التطورات، بحسب الكتاب والمحللين والمختصين وأساتذة الجامعات، هو استثناء غزة من أي ترتيب أو ضمانة في الاتفاق، رغم كونها أحد الأسباب التي فجّرت الصراع الإقليمي الأوسع، ورغم أن طهران دافعت سابقاً عن دورها في “محور المقاومة”، فإن مؤشرات عدة أوضحت أن أولويتها كانت حماية برنامجها النووي وصد الهجمات الأمريكة والإسرائيلية على أراضيها.

وفي المقابل، يشيرون إلى أن إسرائيل تجاهلت ربط الملف الغزّي بالمفاوضات الإيرانية- الإسرائيلية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل القطاع، الذي بدا حاضراً في الخلفية، لكنه غائب رسمياً عن بنود وقف النار، في وقت تتكثف فيه المساعي الأمريكة لفرض تسوية قسرية منفصلة على غزة بعيداً عن طهران.

يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، د. قصي حامد أنه : حول غزة، يوضح حامد أن إيران لم تربط الصراع مع إسرائيل بقضية غزة بشكل مباشر، نظراً لتأثرها بضربات قاسية كشفت نقاط ضعفها القيادية والعسكرية.ويؤكد حامد أن إيران ركزت على حماية نظامها السياسي والملف النووي، بدلاً من ربط مصير غزة بالحرب.

يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات :  أنه فيما يتعلق بقطاع غزة، فأن إسرائيل نجحت في تفكيك وحدة “محور المقاومة”، كما يتضح من الاتفاقيات المنفصلة مع لبنان وحزب الله وإيران، مع تأثير محدود للجبهة اليمنية.

وكتب د. محمد حسن الرقيمي تحت عنوان : أين غزة من اتفاقكم؟؟؟ : في ظل ما يُتداول عن اتفاق تهدئة بين إيران والكيان الصهيوني بوساطة قطرية واقتراح أمريكي نتساءل بمرارة أين غزة من هذا الاتفاق وأين وقف العدوان على الشعب الفلسطيني من حسابات طهران كيف يُقبل بوقف التصعيد بينما غزة تعاني كل يوم من مجازر وقصف وتجويع وحصار خانق تموت فيه النساء والأطفال وتحترق فيه البيوت على رؤوس ساكنيها دون أن يهتز لأحد ضمير…. أين أنتم من صرخات الأطفال تحت الأنقاض ومن أنين المستشفيات المنهكة ومن وجع الأمهات الثكالى وأين موقع غزة من اتفاقاتكم ومصالحكم ولماذا تُستثنى دائمًا من حساباتكم السياسية ومفاوضاتكم السرّية.”

واضاف الرقيمي : إن أي اتفاق لا يشمل وقف العدوان على غزة هو اتفاق أعرج لا يمت للعدالة بصلة بل هو صفقة باردة تُدار خلف أبواب مغلقة على حساب دماء الأبرياء يُعد تخلّياً واضحاً عن الواجب الإنساني والأخلاقي تجاه شعب يُباد أمام أعين العالم ومن المؤسف أن من كان يدّعي الانحياز لفلسطين وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكتفي بالصمت أو البيانات المتكررة دون أن يكون له دور فعلي حاسم أو موقف رادع… كيف تُقبل إيران بتهدئة مع عدو يقتل الأبرياء ويقصف البيوت ويخنق غزة بالحصار دون أن تطالب برفع الحصار ووقف الجرائم هل فقدت هذه القضايا مركزيتها في العقل السياسي المقاوم هل باتت غزة مجرد هامش في دفتر الحسابات.

ويبدو أخيرا أن نتيجة الحرب الاخيرة بين اسرائيل وايران تؤكد أن كل ما قيل عن (وحدة الساحات) هو عبارة عن شعار إعلامي كان يستخدم للاستهلاك اليومي؛ بهدف حماية مصالح متبادلة اولها مصلحة ايران الاقليمية التي كانت ترى في نفسها أنها تتزعم محور مهم و مؤثر، تقاتل به دون ان تتكلف اية خسائر ، ويتضح أن غزة المذبوحة من الوريد الى الوريد تركت وحدها في اتفاقين مهمين بين أهم مكونين من مكونات ما يسمى (وحدة الساحات) ، الاول : اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل الاخير في نوفمبر 2024 ، و الثاني : اتفاق وقف الحرب بين ايران واسرائيل في الشهر الحالي .

زر الذهاب إلى الأعلى