صراع ذئاب الإخوان
بقلم الكاتب احمد الصراف
من مظاهر انعدام الحرية والديموقراطية في التنظيمات الدينية صراعها المستمر على القيادة، وما ينتج عن ذلك من انقسام وتشرذم، قد وصل تنظيم الإخوان إلى ما يشبه حالة الانهيار بالفعل وهو في نهايته، بعد أن انقسم إلى جماعتين واحدة بقيادة المرشد إبراهيم منير، والأخرى بقيادة المرشد مصطفى طلبة، واسمه الكامل مصطفى فتحي طلبة حسن، وهو طبيب ويعمل من تركيا، وموجود على قوائم الإرهاب في مصر، ويدير استثمارات الإخوان الضخمة هناك، ولكنه يعمل تحت إمرة القيادي القوي محمود حسين!
انشطار الإخوان في القمة سابقة تاريخية لم تحدث منذ نحو 90 عاماً، بالرغم من كل الانشقاقات والخلافات، والسبب ليس دينياً، بل صراع ثعالب وذئاب على المصالح الضخمة والثروات، التي كان الخليج مصدرها الأساسي، ووراء الصراع اتهامات خطيرة بالفساد المالي والأخلاقي من كل طرف للطرف الآخر!
وتوقعت مصادر مصرية انفصال مجموعة إخوان مصر أو ما يعرف باسم مجموعة محمود حسين، تحت مظلة مكتب الإرشاد، عن التنظيم الدولي، الذي يترأسه في الوقت الحالي إبراهيم منير، ويبقى موقف الأفرع في شتى البلدان مرهوناً بالولاءات الشخصية لطرفي الصراع.
المسار الثاني أمام الجماعة، وفق المصادر، يتمثل في قدرة مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين على حسم الصراع الداخلي، بإعلانه قائماً بأعمال المرشد ونزع الصلاحية من منير، وفي هذه الحالة سيؤول الوضع داخل التنظيم إلى الانهيار أيضاً بسبب رفض القواعد التنظيمية القاطع لوجود حسين، لوجود خلافات مالية اضافة لوجود خلافات عقائدية معهم ، على رأس القيادة.
ومن جانب آخر، أعلن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير»، الواسع النفوذ والثراء، إقالة «رومين» مدير فرعه في أوهايو بعد اتهامات بالخيانة وتسريب معلومات للمخابرات الأميركية، وربما لإسرائيل. وذكرت «الواشنطن بوست» إن الإقالة فضحت علاقة «كير» بحركة حماس، التي تصنفها واشنطن بالإرهابية. وستؤدي هذه الفضيحة إلى وضع المنظمة في موقف المساءلة بشأن تعاونها مع «حماس» ومنظمات إرهابية أخرى في أميركا وخارجها.
ومن حسن حظنا أن غالبية، إن لم يكن كل، من تصدى لإدارة القيادة السياسية في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وفروع حزب الإخوان في الدول العربية، كانوا في الغالب الأعم من متواضعي القدرات والمؤهلات، وممن عرف عنهم تكالبهم على جمع المال، ومتع الحياة، أكثر من حرصهم على تقويم الخلق والدعوة إلى الأمر الحلال. ولو كان الأمر عكس ذلك لكانت أوضاع الدول التي تحكموا، أو التي لهم نفوذ كبير فيها، أسوأ بكثير مما هي عليه الآن، علماً بأن سابق سياسات الإخوان كان أصلاً من بين أهم أسباب سوء أوضاعها!.