حماس والطعنة النجلاء
د. شفيق التلولي
حزب الله وافق على اتفاق مع إسرائيل يقضي لوقف قتل المدنيين وهذا هو البند الوحيد الذي جاء في صالح لبنان ودون ذلك كل بنود الاتفاق لا تصب في صالح حزب الله بالرغم من ذلك وافق حزب الله على الاتفاق مذعنا من أجل مصلحة لبنان دولة وشعبا.
بيد أن حماس تهدم المعبد من أجل بقائها على حساب المدنيين الفلسطينيين وما يعنيها في أي مشروع اتفاق غير ضمان استمرار سلطتها المتداعية على أنقاض غزة الرهينة.
إن استمرار حماس بهذا النهج في إضاعة فرص النجاة بالشعب الفلسطيني من تلك المطحنة ونزع ذريعة إصرارها على البقاء لحماية مصالحها، فإنها بذلك تكون خنجرا غرس في ظهر الشعب الفلسطيني طعنة نجلاء وشكلت ندبة سوداء في تاريخه.
هذا يوجب عدم إعطاء حماس طوق النجاة بدخولها إلى منظمة التحرير الفلسطينية بنفس النهج الذي تنتهجه، فتلك مثلبة خطيرة تمنحها صك براءة وطنية ومشروعية على حساب المشروع الفلسطيني ويضع المنظمة والسلطة في ذات الدائرة التي وضعت نفسها فيها، إلا إذا قدمت أوراق اعتمادها المطلوبة وطنيا وعربيا ودوليا، وأن تسلم غزة للسلطة الفلسطينية؛ لعلها تتدبر الأمر وتنقذ ما يمكن إنقاذه بعدما جرت كل تلك الويلات على الشعب الفلسطينية.
حماس غير قادرة على استخلاص الدروس والأخذ بالعبر وقراءة ما جرى ولم تدرك موقعها من الإعراب في خريطة وضعت فيها على هامش “المحور” الذي تسعى لاسترضائه بالرغم من أنه ضحى بها ولم يضح بحزب الله الذي أيد إخراجه من دائرة حرب غزة، هذا هو الفرق بين استخدام غزة لحرب بالوكالة والنأي بحزب الله عن التلاشي والاندثار.
استطاع حزب الله أن يكون داعما لحماس دون أن ينتهي وينهي لبنان وتخسر إيران واحدة من حدائقها الخلفية بعدما عمدت إسرائيل إلى جز عشبها ولعلها أفلحت في ذلك، بينما قرأ حزب الله الرسالة، غير أن حماس وأبواق جزيرتها تصر على نكران ذلك وتقديم ما جرى على أنه نصرا عظيما.
حماس يجب أن تدرك أن الأجيال ستقرأ ذلك التاريخ جيدا الذي سيحاكمها على فعلتها تلك وكل ما فعلت منذ انقلابها وارتهانها غزة إلى الآن، فلم يعد الشعب الفلسطبني يطيق نزقها المدمر، وستأتي اللحظة التي يقول فيها كلمته بعد أن يتعافى من تلك الحرب التي لم تبق ولم تذر.