الإغاثة الإسلامية.. غضب أوروبي من خطاب صادم حول تمويل الإخوان

 

رغم ارتباطها بالإخوان الإرهابية، لا تزال منظمة الإغاثة الإسلامية تحصد تمويلا أوروبيا وترتبط بعقد تعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وردا على طلب إحاطة في البرلمان الأوروبي قدمته النائبة الفرنسية جولي ليشانتوكس، قالت المفوضية الأوروبية في مذكرة اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منها، إنها “على علم بتقييم الحكومة الألمانية الصادر بين عامي 2017 و2019، حول العلاقات الشخصية لبعض الممثلين السابقين للإغاثة الإسلامية في ألمانيا مع الإخوان، وحظر منظمة الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم من قبل السلطات الإسرائيلية”.

وتابعت “تحتوي اللائحة المالية على قواعد لمنح الأموال للهيئات على أساس معايير موضوعية. في مجال المساعدات الإنسانية، تحتاج المنظمات غير الحكومية إلى تقييم أنظمتها وقواعدها وإجراءاتها ليصبحوا شركاء معتمدين في الاتحاد الأوروبي”.

وأضافت “لا تميز المفوضية على أساس الدين أو المعتقد ولا تصنف المنظمات الشريكة حسب انتمائها الديني”.

ورغم طلبات الاحاطة والانتقادات، لا تزال المفوضية الأوروبية تعتمد فرع منظمة الإغاثة الإسلامية بألمانيا كشريك إنساني للفترة بين 2021 و2027، ومنحتها بالفعل 712 ألف يورو في شكل منح، وفق صحيفة دي فيلت الألمانية “خاصة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تمول فيها المفوضية الأوروبية هذه الأنواع من المنظمات. على سبيل المثال، قامت المفوضية في السابق بتمويل شبكة المسلمين الأوروبيين (التي أسسها طارق رمضان حفيد مؤسس تنظيم الإخوان) ، ومنتدى المنظمات الطلابية والشباب المسلمين الأوروبيين، ومنظمة تمكين المسلمين البلجيكيين، وجميعها مرتبطة بالإخوان، وفق التقارير الألمانية.

بدورها، كتبت النائبة الفرنسية جولي ليشانتوكس على “تويتر” تعليقا على مذكرة المفوضية الأوروبية، “تمويل جمعية إسلامية قريبة من جماعة الإخوان بالمال العام ليس مشكلة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي”.

وتابعت “هذا هو الرد المذهل من المفوضية الأوروبية”.

وتعليقا على ذلك، كتب موقع “ميتليوروبا” الإخباري الألماني، “في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا موجة إرهاب بين الحين والآخر، كيف يمكن للمفوضية الأوروبية أن تمول تنظيمًا قريبًا من جماعة الإخوان وجزءًا لا يتجزأ من الشبكات الإسلاموية؟”.

علاقة وثيقة

وترتبط منظمة الإغاثة الإسلامية بعلاقات شخصية ومؤسسية وثيقة بتنظيم الإخوان الإرهابي، وفق تقييمات الحكومة الألمانية الصادرة خلال الأعوام الماضية.

وفي وقت مبكر من ديسمبر/كانون الأول 2016، أفادت السلطات البلدية في برلين بأن منظمة الإغاثة الإسلامية عملت عدة مرات كراعٍ لمنظمات قريبة من الإخوان.

فيما ذكرت الحكومة الألمانية، في مذكرة للبرلمان في أبريل/نيسان ٢٠١٩. أن منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية (IRD) تملك “علاقات شخصية وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين أو المنظمات ذات الصلة”.

وبعيدا عن منظمة الإغاثة الإسلامية، تمول المفوضية الأوروبية أيضا مجموعة من التنظيمات المحسبوبة على الإخوان، وفق تقارير صحفية.

الاتحاد الإسلامي الأوروبي (EMU)

عام 2019 أيضا، شهد تدفق أموال الاتحاد الأوروبي إلى منظمات أخرى مثيرة للجدل للغاية؛ إذ مول صندوق الأمن الداخلي التابع للمفوضية الأوروبية ما يعرف بالاتحاد الإسلامي الأوروبي (EMU) بمبلغ 90367 يورو.

ومن المفترض أن يصب هذا التمويل في مشاريع ضد التطرف الإسلامي عبر الإنترنت، ويستمر الدعم الأوروبي للاتحاد الإسلامي حتى أكتوبر/ تشرين أول من هذا العام وبلغ إجمالا ٥٠٨ آلاف يورو.

ومؤسس ورئيس الاتحاد الإسلامي الأوروبي هو المحامي أندرياس أبو بكر ريجر.

وفي عام 1993، قال ريجر لمؤيدي منظمة إسلامية تم حظرها لاحقًا: “مثل الأتراك، دائما ما قاتلنا نحن الألمان من أجل قضية جيدة في التاريخ”.

وتابع: “على الرغم من أنني يجب أن أعترف بأن أجدادي لم يكونوا دقيقين للغاية مع عدونا الرئيسي المشترك”، في إشارة لليهود.

وفي عام ٢٠٠٧، اعتذر ريجر عن الجملة التي وصفت على نطاق واسع بأنها معادية للسامية، واصفا إياها بأنها “بقعة سوداء في ماضيه”.

ومع ذلك، يعرض ريجر صورًا على صفحاته الرئيسية على مواقع التواصل الاجتماعي مع أشخاص جذبوا الانتباه من خلال تصريحات معادية للسامية.

معهد فايمار

كما أن “معهد فايمار للعلوم الإنسانية والتاريخ المعاصر” الذي أسسه ريجر هو أيضًا جزء من مشروع يموله الاتحاد الأوروبي.

وحصل المعهد على تمويل أوروبي بقيمة 67.547 يورو، رغم أن السلطات الألمانية صنفته على أنه “إسلاموي”، وينشط في أوساط “التطرف الإسلامي”، وفق تقارير لهيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” في أعوام 2009 و2010 و2017.

بل إن هيئة حماية الدستور الألمانية قالت في تقرير عام 2008 إن ريجر قريب أيديولوجياً من حركة إسلامية لم تسمها.

قد يعجبك ايضا