مقاومون ام خارجون عن القانون….

الكاتب : زيد الايوبي

تاريخ شعبنا النضالي زاخر بالنماذج الفدائية والثورية التي يفتخر بها شعبنا ،،منذ اكثر من 75 عاما وشعبنا يمارس العمل الفدائي بثبات وشجاعة ويدافع عن ارضه ومقدساته باصرار منقطع النظير ،،فعرفنا العمل الفدائي السري لان الفدائي الحقيقي هو ما لا يعرف احد بنشاطه ضد الاحتلال ،،وهكذا استمر الفعل الفدائي الفلسطيني نموذجا نال اعجاب الكل الوطني ونضرب هنا مثلا لن تنساه الذاكرة الفلسطينية مثل عملية عيون الحرمية التي نفذها الاسير البطل ثائر حماد ،،عملية سرية لا احد يعرف هوية الفدائي المنفذ لها ،،عملية اثخنت في الاحتلال وجنوده ولم يظهر الاسير البطل على مواقع التواصل الاجتماعي مثل التيكتوك او الانستاجرام وغيره ليستعرض بطولاته بل بقي في الخفاء والاسرائيلي اصابه الجنون لعجزه عن كشف لغز العملية العظيمة ،،
اليوم يطل علينا اشخاص ادعوا انهم مقاومون ومناضلون واعلنوا عن ارتباهم بتنظيم خامنئي وولائهم المطلق لايران ،،هم اعلنوا ذلك ولا احد تجنى عليهم ،،اعلنوا ان اجندتهم ليست فلسطينية وتوجهاتهم وارتباطاتهم اقليمية وليست فلسطينية ،،،ذهبوا باتجاه اطلاق النار على الاحتلال وحاجز الجلمة وغيره ثم يعودون ادراجهم ليتحصنون في المخيم ويفتحوا بثوث التيكتوك ليعلنوا انهم ابطال وانهم ينفذون عمليات ضد الاسرائيليين ،،وهنا الجميع كان يلتزم الصمت ،،فالفعل الفدائي مطلوب ويريده شعبنا لكن علامات الاستفهام تتداعى لوحدها لتخيم على المشهد المريب،لماذا يعلنون عن شخصياتهم وكيف يكونوا مطاردين للاحتلال ومن ثم يفتحون البث المباشر ليتسامروا مع اصدقائهم ويصرحون عن بطولاتهم وهم يعلمون ان الاحتلال متفوق في الناحية التكنولوجية لدرجة انه قادر على تحديد مواقعهم وقادر على مراقبة كل وسائل التواصل التي يستخدمونها ،،،الغالبية العظمى من شعبنا تتعجب مما يحدث لكن الجميع غير قادر على البوح بكلمة واحدة حتى لا يتم تخوين من يتحدث ويستفسر ،،الاحتلال الاسرائيلي في المقابل اجتاح مخيم جنين عدة مرات ودمر المخيم بالكامل وقتل من اهله الكثير لكنه لم يقضي على المقاومين وفقا لوصف الجزيرة ،،،ماذا يحدث ولماذا اراد الاحتلال تدمير المخيم وبذات الوقت لم يقضي على من اطلقوا النار عليه،،وهو قادر ؟؟؟وهنا اذا استعملنا عقلنا نفهم ان الاحتلال يريد ان يحافظ على هذه الحالة ،،لا نقول ان من يدعون انهم مقاومة مرتبطون بالاحتلال ولكن يبدوا ان هذا الطراز من الفعل والقائمين على هذا فعل سيحققون للاحتلال ما يريده من افتعال الذرائع لتدمير الضفة وترحيل اهلها ،،فالاحتلال لديه استراتيجية توظيف كل فعل حتى وان كان موجه ضده لصالحه ،،
في سياق اخر،، هؤلاء الذين تسميهم الجزيرة مقاومون قاموا باطلاق النار على الموطنين وحرقوا محكمة صلح جنين وحرقوا قسم الطواريء في مستشفى جنين ثم اطلقوا النار على المقاطعة والمؤسسات العامة ،،،واخيرا سرقوا سيارات تتبع لوزارات واجهزة السلطة تحت يافطة المقاومة ،،،يبقى السؤال هل يمكن اعتبار هذه الافعال مقاومة او هل يمكن للمقاومة ان تكون رخصة لارتكاب مثل هذه الافعال؟؟ بالطبع لا

ملخص القول المقاوم لا يعلن عن نفسه ولا يقاوم من بين الناس والمقاوم لا يقتل ابن شعبه ولا يسرق سيارات ولا يحرق محكمة ولا مستشفى ولا يعتدي ولا يسب ولا يشتم ،،الثائر هو من يتسلح بالاخلاق الوطنية اولا ليكون نموذجا للاجيال القادمة ،،لكن الحالة التي امامنا تجردت من كل الاخلاق الوطنية خصوصا عندما يتحصن هؤلاء بين الاطفال والنساء ،،فهل يتحصن المقاوم والفدائي بين النساء والاطفال؟؟اكيد لا ،،لكن هذا ما يحدث امامنا ،،،والسؤال الكبير لماذا تصر الجزيرة وبعض الشخصيات التي تتاجر بدماء ابناء شعبنا على وصف هؤلاء بالمقاومين رغم كل ما يحدث،،،؟؟؟امام الوقائع الماثلة وتحليلها نحن لسنا امام مقاومين بل نحن امام حالة خارجين عن القانون وهناك من يريد ان يحمي افعال هؤلاء بسبغهم بالمقاومة لتشريع حرق المحكمة والمستشفى وسرقة السيارات واطلاق النار على المؤسسات العامة وقتل ابناء الاجهزة الامنية والارتباط بالاجندات الخارجية ،،،من يريد حماية هؤلاء وتحصينهم هو شريك بالجريمة ضد الوطن ومستقبل شعبنا ،،،
هكذا يكون تسميم الوعي الفلسطيني لصالح اجندة الاحتلال،،ان تسعى لتحويل من تلطخت يداه بدماء شعبنا الى بطل ،،،اتمنى ان نتأمل جميعا بالمشهد كله لنفهم ان شعبنا على مفترق طرق ،،،اما مستقبل عظيم واما ان يغرق شعبنا في متاهة وفوضى لا تخدم الا الاحتلال،،،

زر الذهاب إلى الأعلى