الإستدارة التركية.. رئيس إسرائيل يحل ضيفاً على أردوغان اليوم!

 

وكالة وطن 24 الإخبارية : يصل الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم الاربعاء الى تركيا في زيارة وصفت بالنادرة، بعد سنوات من التوتر شاب العلاقات التركية الاسرائيلية، على خلفية دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لحركة حماس، في اطار دعمه لكل الحكومات والاحزاب العربية ذات التوجه الاخواني.

الاعتداء الذي نفدته قوات خاصة اسرائيلية ضد سفينة مرمرة التركية عام 2010 ، كان احد اهم اسباب توتر العلاقة بين تركيا واسرائيل، وذلك اثر مقتل 19 تركيا كانوا ضمن نشطاء دوليين، على متن السفينة التي كانت تحاول كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة.

من اجل التعرف على الاسباب التي جعلت الرئيس التركي يستدير هذه الاستدارة القوية، من دعم حماس والاخوان ومناهضة مصر والامارات والسعودية واسرائيل، والتهجم على المطبعين العرب، الى استقبال الرئيس الاسرائيلي، والاشادة بهذه الزيارة من قبل الاعلام الحكومي التركي، لا بد من ان نعود قليلا الى الوراء لتتضح لنا سبب تلك الاستدارة.

في البداية حاول اردوغان ان يظهر بمظهر المدافع الاول عن القضية الفلسطينية، حتى الى قبل عامين من الان، وذلك عندما شن هجوما لاذعا على الامارات والبحرين، واستخدم عبارات في غاية القسوة ضدهما، بسبب توقيعهما على اتفاقيات تطبيع مع اسرائيل.

لقد نجح اردوغان في ان يحقق شعبية كبيرة بين الشعوب العربية، وخاصة الشعب الفلسطيني، وجميع انصار احزاب الاخوان المسلمين في البلدان العربية، بسبب مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، وخاصة بعد احتضانه قيادات الاخوان المسلمين التي هربت من بلدانها ، وتوفير كل امكانيات العمل السياسي له في تركيا، وسهل لهم افتتاح قنوات فضائية، الامر الذي اثر سلبا على علاقات تركيا بمصر والامارات السعودية.

الخطأ الذي وقع فيه اردوغان، كان محاولة استغلال احزاب الاخوان المسلمين في الدول العربية، لخدمة طموحاته السياسية، وهي طموحات كان من الصعب تحقيقها عمليا، بسبب الامكانيات المحدودة لتركيا، والكلفة السياسية الكبيرة التي كان يجب ان تدفعه في مقابل ذلك، وفي مقدمة هذه الطموحات كانت محاولة بعث الحياة الى الدول العثمانية، الامر الذي جعل تركيا تصطدم وبشكل قوي بمحيطها.

تورط تركيا في الحرب السورية، وكذلك توغل القوات التركية في العراق واقامة قواعد عسكرية في شمال العراق، وارسال مقاتلين الى ليبيا للمشاركة في الحرب لدائرة هناك، والتدخل وبشكل مباشر في الحرب التي نشبت بين اذربيجان وارمينيا، وصراعه على ثروات البحر المتوسط مع قبرص واليونان ومصر، بالاضافة الى علاقاته المتوترة اصلا مع اسرائيل. كل ذلك ارتد سلبا على الداخل التركي، فتأزمت الاوضاع الاقتصادية، وانهارت العملة الوطنية، وازداد عدد العاطلين عن العمل، وتفجرت الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات اردوغان، وهو ما تلقفته احزاب المعارضة التركية، التي اخذت تعزف على وتر الاستياء الشعبي، هو ما دفع الالاف من اعضاء حزب العدالة والتنمية الذي يقوده اردوغان، الى الانشقاق عن الحزب، الامر الذي بات يهدد مستقبل اردوغان السياسي، لاسيما انه لا يفصلنا الكثير عن  موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

اردوغان استشعر الخطر، وخلال اقل من عامين اتخذ عددا من الاجراءات، كانت على النقيض من الشعارات التي رفعها خلال السنوات الماضية، فقد تقرب من مصر والامارت والسعودية، وحاول ارضاءهم، عبر اغلاق القنوات الفضائية التابعة للاخوان المسلمين في تركيا، ومنع قادة الاخوان من العمل السياسي ، ومن التعرض للانظمة في مصر والسعودية والامارات.

اردوغان رأى ان كل ذلك لا يكفي لتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن التركي، ولا يضمن له الفوز بالانتخابات القادمة، لذلك لجأ الى اسرائيل، من اجل كسب ود امريكا، التي ساءت علاقته بها هي ايضا،على خلفية “توجهاته الاسلامية” و “دعمه لغزة” واتخاذه سياسة، ازاء الازمة السورية، تتعارض في بعض جوانبها مع رؤية امريكا الى هذه الازمة.

لجوء تركيا الى اسرائيل، لا ينحصر سببه بالجانب السياسي والنفوذ والدعم، بل هناك جانب اقتصادي مهم، وهو محاولة اقناع اسرائيل استخدام الاراضي التركية من اجل مد انبوب للغاز الاسرائيلي الى اوروبا، وهو مشروع سيدر على تركيا بموارد مالية ، وكذلك تحصل تركيا على حاجتها من الغاز ، لاسيما انها تستورد 90 بالمائة من الغاز الذي تحتاجه من الخارج.

 

بقلم : منيب السائح

 

الاخوان المسلمينتركياحماس