وكالة وطن 24 الاخبارية
بقلم محمد خالد
المراقب للوضوع الفلسطيني بشكل دقيق ومعمق يرى العحب العجاب ومن يتابع بشكل سطحي يرى الامور بمنظار مختلف يتوافق مع اهوائه، وهنا تستحضرني مقولة شهيرة لعادل امام في فيلم (طيور الظلام) عندما انتقل من الفقر الى الغنى وقف في مكان مطل على القاهرة وقال: ” الي بشوف مصر من فوق مش زي الي بشوفها من تحت ” وهذا واقعنا اليوم .
فتجد جزء من الشعب يهاجم السلطة الوطنية وينتقدها ويطالبها بالرحيل وهذا الجزء نفسه يعتاش من السلطة برواتبه اوامتيازاته وحوافزه.
وجزء اخر حصل على وظيفته بالواسطة والمحسوبية وحاول اثبات حسن نيته ولكن عندما تم توظيفه بدأ بجلد السلطة وشتمها لانه لا يرغب بالعمل الجاد فهو كسول بطبعه.
وجزء اخر ينتمي لاحزاب المعارضة التي تتلقى تعليماتها وتوجيهاتها من جهات مجهولة فيوظف كل وقته للسب والشتم والتخوين وعندما تقول له استقيل يقول لك ” فشرت ” فالسلطة مجبرة بتوظيفي ودفع راتبي .
وجزء اخر يتهم السلطة بانها تتلقى الاموال من امريكا واوروبا وهذا حرام وهو قد يكون مشرفا تربويا او رئيس قسم في مشفى اومدير عام او امام مسجد يصرخ على منبر رسول الله صل الله عليه وسلم يحلل في هذه الاموال ويكفر من ينقلها من المقاصة الى المالية والبنك ويتلقى راتبه من هذه الاموال ويعتبر هذا الراتب حلالا مقابل صراخه وتكفيره للاخرين في المسجد ” عجبا عجاب ” .
هذه مواقف يفهما من يحاول التعمق قليلا في الواقع .ولكن لو قلنا فلتهدم هذه السلطة .
ليعد يستجدي المعلم كل العملاء لتوظيفه في سلك التربية الذي سيشرف عليه ضابط الادارة المدنية .
ليعد الطبيب للبحث عن سبل توظيفه لدى ضابط صحة الاحتلال ويستجدي ” داليا بصة في الادارة المدنية ”
ليعد المريض للعلاج على حسابه الخاص فلا يوجد لدى الاحتلال تحويلات بمئات الالف الشواكل للحالات الانسانية كما هو الحال اليوم .
ليعد اعوان الاحتلال للتحكم باصدار رخص السياقة ودفع الالف الشواقل للعملاء للتدخل لدى ضابط الادارة المدنية في دائرة السير .
لتعد البلديات لحالة اللاتطور الا بموافقة الادارة المدنية .
لتعود مئات الالف العوائل بلا معيل وليعد مئات الطلبة الخرجين الى ورش العمل في مستوطنات الاحتلال.
ليعد كل من يرغب بالسفر يستجدي مخابرات الاحتلال لاشهر طويلة للحصول على الموافقة لزيارة اهله او لدراسة خارج البلاد.
قالت السفيرة الإسرائيلية لدى المملكة المتحدة اليمينية المتطرفة تسيبي هوتوفلي في لقاء مصور مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إن هدم منازل الفلسطينيين هو رد على “تقديم السلطة الفلسطينية الدعم المالي للمتورطين في عمليات إرهابية ضد الإسرائيليين”.
واعتبرت هوتوفلي أن السلطة الفلسطينية “تكافئ” المتورطين في “الإرهاب”
وأضافت: “السلطة الفلسطينية تعطي الأشخاص الدوافع لقتل اليهود في الشوارع، وهي أفعال معادية للسامية”.
وقد قررت حكومة نتنياهو الحالية اقتطاع نحو 139 مليون شيكل (نحو 39 مليون دولار) من أموال السلطة الفلسطينية (المقاصة) التي تدفعها السلطة رواتب شهرية لـ “ذوي الأسرى والشهداء”.
من جهته قال وزير “الأمن القومي” الاسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، : “حكومة اليمين التي شكلناها تحدد اتجاهها. لقد اتخذنا قرارا في الكابينت باتخاذ خطوات فورية ضد السلطة الفلسطينية ومسؤوليها”.
وقد كتب تسفي برئيل في صحيفة هارتس تسعى حكومة ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش للعودة إلى فترة الاحتلال الأولى، ومحو بقايا اتفاقات أوسلو، وإلغاء وجود السلطة الفلسطينية والتقسيم إلى مناطق “أ” و”ب” و”ج”، وإدارة جهاز التعليم ومياه المجاري وشبكة المياه والكهرباء للفلسطينيين بواسطة بلديات معينة، وإعادة كل الخليل إلى السيطرة الإسرائيلية المباشرة.
و يضيف برئيل :”سموتريتش وبن غفير يأملان ألا يبقى للسلطة أي خيار عدا الاستقالة.”
ان من يتساوق اليوم مع دعوات اليمين الفاشي في دولة الاحتلال والتي ترى في وجود السلطة الوطنية الفلسطينية عدوا مركزيا يجب القضاء عليه عليه ان ينظر عميقا في ذاته للبحث عن اي معنى للوطنية (ان بقي لديه ) .