انقلاب حماس في غزة – جريمة مستمرة – الحلقة – 1 –

وكالة وطن 24 الاخبارية – لم يبدأ الانقلاب السياسي الفلسطيني في منتصف شهر يونيو/ حزيران من صيف العام 2007، إنّما تعود جذوره إلى بدايات الانتفاضة الأولى أواخر العام 1987، وتحديداً مع تأسيس حركة حماس التي حملت أيديولوجية ومشروع خاص بها، بعد ان رفضت الاندماج في منظمة التحرير الفلسطينية.

وهنا نشير الى رسالة من محمود الزهار أرسلها الى خالد مشعل قبيل الانقلاب عام 2007 ونرفق جزء من الوثيقة قال فيها  

‘بسم الله الرحمن الرحيم ..’

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيد محمد الصادق الأمين وبعد :

الأخ الحبيب خالد مشعل ابو الوليد حفظه الله

قد تكون رسالتي هذه الرسالة الأخيرة التي اكتبها لك بصفتنا معارضة، فغزة كما تعرف الآن بين يدينا ، وأقترب موعد عودتها لحضن أبنائها ، ولكن عليكم أن تعلموا أن الخطوة المقبلة (…’كلمة غير واضحة) غزة ستؤدي الى سفك الكثير من الدماء على ارض غزة ،وهذا مدروس وأخذ بالحسبان وبعين الاعتبار .

كل ما نرجوه أن تتمكن من الحفاظ على الموقف السوري ثابتاً، فالخطوة القادمة حساسة للغاية، قد تكثر فيه الضغوط على الجانب السوري، وشبابنا تعهدوا باستعادة غزة مهما كان الثمن، ولن يردهم عن هذا الهدف إلا الموت بإذن الله .

وحسب المعطيات فإن الأجهزة الأمنية ستسقط حسب كل  (.نص غير واضح’) ..لأبناء القسام والتنفيذية 

اما الجزء الثاني فيقول فيه :

‘(…’نص غير واضح’)…فقد عدوا العدة لهذا الأمر فلا تقلق .

وعليه نطلب من الله الرحمة والمغفرة على ما سيحل بغزة.

والأخ هنيه لا زال متردداً كما تعرف، لكن الواقع سيغير موقفه هذا بإذن الله .وسيضطر الى السير معنا وتنفيذ ..’كلمة غير واضح’..الحركة الاسلامية

الخوف الوحيد سيكون من الأخ غازي حمد الذي لا زال يعتبر سفك الدماء محرم. ونخشى ما نخشاه ان يتمكن فريق رام الله من استقطابه ، مستغلين نقطة  ضعفه التي لا تخفى على احد .

وقد نضطر إلى تحييده حفاظاً على الانجازات التي ستقودنا بإذن الله إلى حكم غزة

الوقت حان وأدعو الله أن يوفقنا لما هو خير لأمة..’نص غير واضح’..الاسلام والمسلمين.

                                                                                                               اخوكم

                                                                                                                د.محمود الزهار’

انقلاب حماس

 التحضير العملي 

لقد بدات حماس توسيع وتعزيز الجهاز العسكرى ‘كتائب عز الدين القسام’، وتطوير التصنيع العسكرى مثل صواريخ القسام ومدافع الهاون، وتهريب أسلحة نوعية عبر البحر والأنفاق، والعمل على اختراق الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، وإثارة الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزة، و تقوية التنظيم الدعوي من خلال تسمية قيادات بديلة على مستوى المكتب التنفيذى ولجان المناطق، وتعويم الشارع الغزى بالسلاح، وتكثيف العمليات الإنتحارية ضد إسرائيل وداخل المدن الإسرائيلية المنطلقة من الضفة الغربية ، والعمل على كسر هيبة السلطة والتمرد على قراراتها، و بناء أجهزة بديلة لأجهزة السلطة الأمنية خاصة الشرطة والأمن الوطني تحت غطاء جهاز المرابطين.

كل ذلك يوضح أن حركة حماس عملت وكأنها في سباق مع الزمن منذ أكتوبر 2000 لإنجاز الخطة السابقة حيث يمكن القول أن حماس قد أتمت الاستعداد والتجهيز في نهاية 2001 تقريبا واختبرت قوتها في التحدي للسلطة عند محاولتها اعتقال عبد العزيز الرنتيسى على أثر أحداث مخيم جباليا التي راح ضحيتها ستة مواطنين فى إشتباكات بينهم وبين الأمن الفلسطيني وكانت تقف خلفها حماس و اتخاذ قرار من السلطة باعتقال الرنتيسي و من ثم التراجع عن القرار حفاظا على الوحدة الداخلية الفلسطينية وحرصاً على الدم الفلسطيني ولكن حماس فسرته بانه انتصار لها وبقدرتها على تحدي السلطة وإفشال قراراتها واعتبرت ذلك اليوم بمثابة الإختبار الكبير لقوتها.

خلق البديل 

ان فهم ما حدث في غزه بشكل موضوعي بعيدا عن السطحية لا يمكن ان يكون دون فهم الاهداف الحقيقية لحركة الاخوان المسلمين التي يمكن تلخيصها على النحو التالي

 1- القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية والتحكم في القرار الفلسطيني بإضعاف فصائلها ، وتشويه تاريخها ، والمس بسمعة قادتها ، ومن اجل تحقيق هذا الهدف عمل الاخوان على التالي :-

  • كل النشرات الداخلية للتنظيم منذ اوائل الثمانينات لم تتطرق للاحتلال الاسرائيلي بل كانت تتحدث حول ( خطر العلمانيين والشيوعيين ) على القضية الفلسطينية .
  • كانت تصف حركة فتح في أبياتها ومراسلاتها الداخلية بمصطلح ‘القوم’ وهو دلالة على القوم الكافرين لكي ترسخ في أذهان أعضائها استحالة الالتقاء مع القوم الكافرين
  • عملت على تعبئة عناصرها بأن الفتحاوي الملتزم دينيا والمحافظ على الصلاة بأنه في أفضل الحالات منافق وهذه أفضل صفة يمكن أن يوصف بها أبناء حركة فتح لدي الاخوان المسلمين
  • التشكيك الدائم بشهداء الثورة الفلسطينية ، والتقليل من انجازات فصائل المنظمة العسكرية ، ففي الوقت الذي كانت هذه الفصائل تشن هجمات قاسية على دولة اسرائيل كان الاخوان يهاجمونهم على المنابر ودور العبادة .
  • بين الحين والاخر كان الاخوان يفتعلون المشاكل مع احد التنظيمات الفلسطينية بغرض تقديم مادة مشككة للجمهور الفلسطيني عن هذا التنظيم او ذاك اضافة لقياس موازين القوى.
  • استغلال كل اخطاء الفصائل الفلسطينية وتضخيمها وعرضها على الجمهور الفلسطيني.
  • تعزيز نزعة ( البديل ) لمنظمة التحرير الفلسطينية في المساجد والمناسبات والندوات العامة تحت شعار ( الاسلام هو الحل ) في الوقت الذي كانت ترفض وتحرم ( الشراكة في النضال والعمل السياسي )

يتبع …..

قد يعجبك ايضا