بإختصار وبهدوء، كيف تقود حماس مشروع تدمير كيانية القضية الفلسطينية

بقلم:محمد الصالح

إن إتهام حماس و محورها بشكل مباشر بمسؤولية ما يجري داخل عاصمة الشتات الفلسطيني مخيم عين الحلوة له عدة دلالات تستند أولا للإنقلاب الدموي الأسود بين عامي ٢٠٠٦-٢٠٠٧ و ما قامت به عصابات حماس من عمليات قتل و تدمير ممنهجة لكافة مناحي الحياة داخل قطاع غزة، و هذا يعود للتدريبات التي تلقتها هذه العصابات على يد قاسم سليماني و الحرس الثوري الإيراني ما بين طهران و دمشق، بمباركة أمريكية-إسرائيلية و خنوع قطري، ما أدى لسلخ و فصل قطاع غزة عن باقي أراضي فلسطين التاريخية و هذا ما يمهد لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني الذي تقوده السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة حركة فتح.
أما ثانيا والأخطر هو ما قامت به حماس بدعم سخي من محور إيران على مدار الأعوام التي تلت إنقلابها الأسود من تفريغ محتوى القضية الفلسطينية عبر دعمها لعصابات تكفيرية في مخيمات الشتات و أول هذه المؤمرات كانت على مخيم نهر البارد و جرى تدميره بعدما بات يشكل خطرا على الجوار اللبناني و الداخل الفلسطيني على حد السواء، ثم ننتقل للمرحلة الثانية من هذه المؤامرة التي تقودها حماس والتي تمثلت بتدمير مخيمات اللجوء في سوريا و على رأسها مخيم اليرموك عبر دعمها و تصديرها للإرهاب و زجها بالشباب المضلل به تحت مسميات مختلفة تحمل هدف واحد ضرب هذه المخيمات بما تمثل من ورقة ضغط على الكيان الصهيوني في محاولة حمساوية ممانعتية ضخمة لشطب ورقة حق العودة ومصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل.
وطبعا دون أن نغفل عن ما قامت به حماس و محورها إبان تولي المخلوع محمد مرسي وجماعته للحكم في مصر بين عامي ٢٠١٢-٢٠١٣ حيث كان هناك عدة مخططات أبرزها شل حركة الدولة المصرية و تعطيل دستورها و ضرب المؤسسة العسكرية تمهيدا لأرضية ضم أراضي من سيناء المصرية عبر ضم 600 كيلومتر مربع أو أكثر من سيناء إلى قطاع غزة وبذلك تصبح الدولة الفلسطينية البديلة جاهزة و يتم تنصيب حماس بصفة الحاكم بأمره لإدارة شؤونها و من هنا تكون العقبة الكبرى في وجه إسرائيل قد ذللت من خلال سقوط الإعتراف الأممي و الدولي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ و بهذا تكون حماس قد أسقطت المشروع الوطني الفلسطيني الذي تقوده فتح.
و بالعودة إلى ما يجري داخل مخيم عين الحلوة حيث حاولت حماس و من يدور في فلكها توجيه رسالة مبطنة للقيادة الفلسطينية الممثلة بسيادة الرئيس محمود عباس عبر ما حصل من عملية إغتيال ممنهجة إستهدفت قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا الشهيد اللواء أبو أشرف العرموشي و مرافقيه، والتي تزامنت مع إجتماع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة في محاولة يائسة لإسقاط ورقة فتح و توجيه رسالة فحواها أن القرار في الشتات لم يعد ملكا لها.
علما أن حماس تلعب دور الصليب الأحمر لتهدئة الأوضاع كونها تعتبر ما حصل إنجازا لها و نقاطا و أهدافا تضيفها لرصيدها القذر في التآمر على الشرعية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني، فحماس لا تريد أن تشن فتح و قوات الأمن الوطني الفلسطيني عملية أمنية عسكرية شاملة تطيح بمجموعاتها التي تتحصن داخل أروقة و أحياء المخيم كإمتداد سرطاني في الجسم، حيث تقوم حماس عبر وكالائها خارج المخيمات بتضليل فئات شبابية في مقتبل العمر بمبالغ مالية هزيلة مقابل تجنيدهم في مجموعات تطلق على نفسها مسميات مختلفة تحمل طابعا دينيا مزيفا، ومن هنا تحاول حماس و بشتى الوسائل طمس الحقائق و تمييع التحقيقات التي توصلت إلى أسماء الإرهابيين المجرمين القتلة الذين نفذوا جريمة الإغتيال الجبانة التي طالت قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا و مرافقيه، في محاولة منها للحفاظ على ما تعتبره إنجازا لصالحها.
أبناء شعبنا المؤامرة على مشروع ياسر عرفات فاقت التوقعات، ومن هنا علينا أن نعي حجم المؤامرة الكونية على مخيماتنا و قضيتنا، و ما تقوم به حماس و حلفائها في المنطقة يتمدد نحو منعطفات خطيرة والمؤامرة على المشروع الوطني باتت في ذروتها، و هذا ما يتطلب منا توحيد الموقف الفلسطيني و رص الصفوف والمضي قدما في استرجاع قطاع غزة إلى حضن الشرعية الوطنية الفلسطينية، واستعادة النظام والقانون، ورفع المعاناة والمآسي عن أبناء شعبنا ومحو الآثار الكارثية لانقلاب حماس المسلح الدموي الانفصالي على الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والمشروع الوطني، والعمل على تقوية مناعة الروح المعنوية للمواطن و اللاجئ الفلسطيني، وتعزيزها بمواقف وطنية واضحة صلبة صريحة، لكسر موجات الإحباط واليأس التي تصنعها حماس و ما يدور في فلكها بين الحين والآخر.
#لنتفكر

قد يعجبك ايضا