الصواريخ الجهادية “العبثية” في غزة

يحاول نشطاءُ حماس إظهارَ هذا المشهد على أنه موقفُ عزٍ وتحدٍ جرى حصادُه بعد تغييرِ معادلاتٍ وتبديلِ موازناتٍ، في حين أنه ليس أكثرَ من تفاهماتٍ؛ تفاهمات بكل ما تحمل الكلمة من معنىً وفقط لا غير!.

أستغرب كثيرًا كيف سلّم نشطاءُ حماس وروّادُ مواقع التواصل الاجتماعي بصحة المعلومة التي يحكيها مصوِّرُ الفيديو!، لماذا تتوقفُ جرافةُ عن التجريف لمجرد اقتراب سيارة دفع رباعية منها على مسافة قد تزيد على ال200 أو 300 متر؟! هذا طبعًا إن سلمنّا أنها جرافة؛ فالجزء الواضح من الصورة يُظهر أن المركبتين القريبتين هما جيب عسكري ودبابة، ولا نستطيع أن نقول أن المركبتين البعيدتين هما جرّافتان إلا ظنًا، لكن فلنقل.

ثم إنه يحقُّ لنا أن نتساءل أين كان هذا “الهايلوكس” يومَ أن داست جرافةٌ جسدَ محمد الناعمِ الناعمَ، وصلبته غير أنّه ليس بمسيح وليس ثمة صليب؟!.

هل هذا نوعٌ جديد من التنسيق الأمني الحلال؟ على غرارِ كثير من الأمور التي يتغير حكمها في الدين وفي الضمير الوطني بتغير فاعلها وحزبِه؟!.

الصاروخ الجهادي العبثي الذي يمنعه السنو.ار على خلفيةِ وجود تفاهمات مصرية قطرية بينه وبين إسرائيل اليس هذا بتنسيق امني؟!.

لماذا تعيبون على السلطة عندما كانت تمارس التنسيقَ الذي تحصل به لمواطنيها على لقمة العيش ونعمة الأمن والأمان وتجنب الحروب، في حين لا تفعلون ذلك حينما تفعل سلطة حما..س نفس الفعل؟.

حتى دعونا نعيد النظر في مسألة “الكرامة” التي صار عندنا من المسلمات أننا نحصل عليها في كل مرة، هل نحصل على الكرامة فعلًا؟.

إذا كنتم تهرولون بعد كل حرب إلى الدول الوسيطة لإدخال لقمة الطعام ومواد البناء وأساسيات الحياة، فما فائدة حروبكم التي يفنى فيها الشعب ولا يحصل منها على أي فائدةٍ تُذكر؟ قد تعتقدون أنني أتكلم هنا عن الطعام والشراب، لكنني -ومع أهميته- لا أتكلم عنه! بل أتكلم عن الأهداف “المعنوية” ومعاني “الكرامة” التي تدخلون الحرب لتحقيقها، ماذا تحققون منها؟ خذوا الحرب الأخيرةَ مثالًا واسألوا أنفسكم ماذا حققنا؟ وأين انتهي بنا الحال على شريط الزمن؟ كم من السنوات تقدمنا أو رجعنا؟!

باختصار شديد: الحقيقة واضحةٌ كالشمس، لا تحتاج إلا إلى النظر إليها، لكن الانتماء والحزبية يضعان على عيون صاحبهما غشاوةً فلا يبصر شيئًا!

قد يعجبك ايضا